أكدت السلطات الإيرانية أن هجوما إلكترونيا أدى الى تعطل توزيع الوقود المدعوم في مختلف محطات البلاد، ما أدى لاصطفاف طوابير طويلة، وذلك قبيل ذكرى الاحتجاجات الواسعة ضد ارتفاع أسعار الوقود في نوفمبر 2019.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية «تعطل نظام التزويد بالوقود في المحطات نتج عن هجوم إلكتروني. الفنيون يصلحون المشكلة وسرعان ما ستعود عملية التزويد بالوقود إلى طبيعتها».
وذكرت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية (شانا) أن الوزارة قالت إن المبيعات بالبطاقات الذكية المستخدمة في البنزين المدعوم الأرخص ثمنا هي فقط التي تعطلت، وبإمكان العملاء شراء الوقود ذي الأسعار الأعلى.
ونقل التلفزيون الرسمي عن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران القول إن الخلل الذي أصاب محطات توزيع الوقود نتج عن «هجوم سيبراني على النظام المعلوماتي لتوزيع الوقود»، مشيرة الى أن «تفاصيل الهجوم ومنشأه موضع تحقيق».
وأصاب عطل محطات الوقود في عموم إيران امس، حيث قال التلفزيون الرسمي في البداية إنه نتج عن «خلل في النظام المعلومات».
وبث التلفزيون لقطات لمحطات مقفلة، بينما اصطفت سيارات على مقربة منها.
وقالت المتحدثة باسم الشركة الإيرانية لتوزيع المشتقات النفطية فاطمه كاهي للتلفزيون الرسمي إن الشركة دعت الى «اجتماع طارئ لحل المشكلة».
وشدد وزير الداخلية أحمد وحيدي على أن الخلل في عمل محطات الوقود «يعود الى مشكلة تقنية سيتم حلها قريبا».
إلى ذلك، ألمحت وكالة «فارس» الإيرانية المحسوبة على التيار المحافظ، الى أن يكون توقيت هجوم امس، مرتبطا باقتراب ذكرى احتجاجات واسعة اندلعت في إيران منتصف نوفمبر 2019، كانت شرارها قرار بزيادة أسعار الوقود في خضم أزمة اقتصادية حادة. وخلال هذه الاحتجاجات التي تعاملت معها قوات الأمن بالشدة، ووصفتها الحكومة بأنها «أعمال شغب» دبرها «أعداء» أجانب، أحرقت محطات وقود ومصارف وتعرضت مراكز شرطة لهجمات ومحال تجارية للنهب. كما قطع الاتصال بشبكة الإنترنت لنحو أسبوع.
وشكلت إيران في الأعوام الماضية هدفا لعدد من محاولات الهجمات المعلوماتية.
وتعود إحدى أبرز الهجمات الإلكترونية التي أصابت إيران الى سبتمبر 2010، حين ضرب فيروس «ستاكسنت» منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي، ما أدى إلى سلسلة أعطال في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.
واتهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم. كما اتهم عدد من الخبراء في مجال الأمن المعلوماتي أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بتدبيره.
ومنذ فيروس «ستاكسنت»، تتبادل إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، الاتهامات بتنفيذ هجمات إلكترونية.