انطلقت أمس أعمال الدورة الخامسة لـ «مبادرة مستقبل الاستثمار 2021» في العاصمة السعودية الرياض، وذلك تحت عنوان: «الاستثمار في الإنسانية»، بحضور ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي.
وفي هذا السياق، أكد العلي ان انعقاد الدورة الخامسة لمبادرة مستقبل الاستثمار يعكس حجم التحديات والقضايا التي تواجه البشرية في العصر الحالي ومدى أهمية إيجاد الآلية المناسبة لوضع الحلول لها.
وأعرب في بيان عن تشرفه بتمثيل صاحب السمو الأمير في فعاليات الدورة الخامسة لمبادرة مستقبل الاستثمار والمنعقدة في العاصمة السعودية (الرياض).
وتقدم ببالغ شكره وعظيم امتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السعودي، على ما لقيه والوفد المرافق له من حفاوة وكرم ضيافة خلال هذه الزيارة.
تضافر الجهود
وشدد على ان إيجاد الحلول لن يتحقق إلا بتضافر كل الجهود سواء ما كان منها على مستوى الحكومات والدول أو على مستوى الشركات والمؤسسات الرائدة في القطاعين العام والخاص، مضيفا أن جائحة فيروس (كورونا المستجد) أثبتت أن مواجهة المشكلات والصعوبات لم تعد ممكنة من خلال المبادرات والأعمال الفردية أو من خلال التحالفات والجهود الإقليمية.
وبين العلي ان عالم اليوم أصبح يواجه تحولات وتغيرات اقتصادية واجتماعية وصحية كبيرة تحتم على دوله العمل بشكل جماعي وضمن رؤية موحدة وجهود مشتركة لتحقيق التوازن والعدالة في قدراتها وإمكانياتها على مواجهة الأحداث والتطورات الطارئة.
وأوضح الشيخ العلي ان العالم اليوم بات يعتمد على القدرات والإمكانيات العلمية والتقنية لا على الأعداد البشرية والمساحات الجغرافية للدول، ما يؤكد أهمية الاستثمار في بناء العقول وتنمية القدرات البشرية، فهي الأساس في نهضة وتقدم الدول وهي القادرة على صناعة المستقبل ورسم خارطة التطور الأمثل والنماء الأشمل والأكمل وإيجاد الحلول لمختلف العقبات والمشكلات التي تواجه المجتمعات.
وأضاف الشيخ العلي أن ما تشهده دول مجلس التعاون من ازدهار ونماء جاء ثمرة للجهود التي بذلها ويبذلها أصحاب قادة دول المجلس، الذين أدركوا أهمية البناء والاستثمار في الإنسان محور التنمية وأساس نهضة الأوطان، فدول الخليج اليوم تحصد ثمرة هذا الاستثمار من خلال تحقيقها للمراكز المتقدمة والمتميزة في العديد من المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية بفضل رؤية وحكمة قادتها وهمة وتطلع أبنائها.
وأشاد بما حققته المملكة من خطوات رائدة وقفزات كبيرة في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتي جاءت بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وفق «رؤية المملكة 2030» الطموحة وبرنامجها الوطني الذي يستهدف رعاية الموهوبين والاستثمار في العنصر البشري لتحقيق النجاحات وتلبية الطموحات والتمكن من مواجهة مختلف التحديات والصعوبات.
وفي سياق متصل، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء، على أن مسارات التنمية وخلق الفرص الاستثمارية الواعدة في المنطقة تمضي قدما، مشيرا إلى أن الخطط التنموية الطموحة في المنطقة وتعزيز تنافسيتها يحقق الخير والنماء لدولها وشعوبها، معربا عن تطلعه لأن تحقق هذه الخطط أهدافها التي ستخلق مزيدا من الفرص وترسخ التنافسية التي يعود أثرها بالنفع على الجميع.
وأشار سموه إلى أن المشاريع التنموية التي تشهدها المنطقة في جميع المجالات ستسهم في رفد الاقتصاد والدفع بعجلة التنمية بما يلبي التطلعات المنشودة، لافتا إلى أهمية أن تحظى مبادرات التنمية بتوفير فرص نوعية أكبر لاستقطاب الاستثمارات وتعزيز المقومات الجاذبة لها ودعمها بأحدث التقنيات المبتكرة.
جاء ذلك لدى مشاركة سموه نيابة عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته الخامسة الذي يعقد في الرياض، تحت رعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية.
الاستثمار بالإنسانية
وأشار ولي عهد البحرين إلى أن الاستثمار في الإنسانية مرتكز أساسي للاقتصادات الناجحة، وهو ما أثبتته جائحة فيروس كورونا العالمية التي أضافت بعدا جديدا للتعاون الدولي القائم على تعزيز المبادئ الإنسانية، مشيدا بالمبادرات الاقتصادية في المنطقة التي تقودها السعودية ومنها مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الخامسة، التي جاءت متزامنة مع مرحلة ما بعد الجائحة.
وأضاف ان ما تم طرحه في النسخة الخامسة من منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار يجدد الثقة في قوة الاقتصاد العالمي ويبعث على الأمل في إعادة رسم ملامح تعافيه عبر مختلف الاستثمارات والشراكات التي تهدف المبادرة إلى تحقيقها، منوها بأهمية تحفيز أوجه الإبداع والابتكار في مجالات الاستثمار لتنويع اقتصادات المنطقة ودعم نموها.