لقد أثلج الصدور افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الـ 16 أمس الأول فكانت الأجواء مشحونة بالتفاؤل والأمل في الجلسة الافتتاحية والتي اختلفت عن سابقتها بكل المقاييس السياسية والشعبية، لذلك علينا أن نأمل ونتأمل كل الخير لأن المعادلة السياسية والمشهد العام يدعو الى الاستقرار والتنمية إذا ما صدقت المشاعر والمواقف وحافظ الجميع على الهدوء بالحكمة والعقلانية التي سادت بعد حوار المصالحة الوطنية والتي أسفرت عن الأمر السامي باللجوء الى المادة 75 «للأمير أن يعفو بمرسوم عن العقوبة أو أن يخفضها، أما العفو الشامل فلا يكون إلا بقانون، وذلك عن الجرائم المقترفة قبل اقتراح العفو».
من هنا نؤكد أن المعادلة هي الاستقرار والتنمية إذا ما احترمت كل الأطراف السياسية هذا الموقف السامي وتنازلت عن التشنج «والجحود» السياسي بالمواقف قولا وفعلا، لأن الكويت وشعبها يستحقون من الجميع السمع والطاعة للأمر السامي ولإرادة الشعب!
فهل نغلب صوت العقل والحكمة؟! وننأى عن المشاحنات والتصلب بالرأي والموقف ونلجأ الى الإنجاز والعمل لتحصين هذا العهد الجديد بما يستحق من المواقف الوطنية الكويتية الصرفة والتي مارسها آباؤنا وأجدادنا ونكون عند العهد والوعد بحمل الأمانة بكل ما تحمله من معنى!
نعم هذا هو الأمل بتفاؤل للمرحلة التالية أن نتمسك بالعروة الوثقى وباحترام الثواب الدستورية ومبادئنا الوطنية قولا وفعلا وان نغلب المصالح العامة على كل مطلب شخصي!
وهنا لا بد من أن نقف في وجه كل المعوقات ونضع الأولويات الوطنية في مكافحة الفساد والمفسدين واسترجاع أموال الشعب التي نهبت ومحاسبة كل سراق المال العام دون استثناء ومراقبة المراحل القادمة بكل حزم وتعاون بين السلطات الثلاث مجتمعة مع المحافظة على أهمية الفصل بين السلطات الثلاث دون تدخلات تعرقل مسيرة الاستقرار والمحاسبة والتنمية!
هذه هي تطلعاتنا لهذه المرحلة التي نأمل أن تكون استقرارا وإنجازا وتنمية في كل الاتجاهات، والله المستعان، وبالله التوفيق والسداد! فالكويت تستحق منا العمل والإنجاز والشعب ينتظر منكم ذلك، وعليكم تحصين العهد الجديد بمواقفكم الوطنية الفاعلة، ولكم التحية والاحترام!