ضربت إسرائيل بعرض الحائط الانتقادات الدولية، لاسيما من حليفتها الولايات المتحدة، وبدأت أمس تنفيذ خطط لبناء نحو 3000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
وصرح متحدث عسكري باسم وزارة دفاع الاحتلال بأن «لجنة التخطيط العليا في الإدارة المدنية أعطت الضوء الأخضر النهائي لبناء 1800 منزل وخطط متقدمة لبناء 1344 منزلا».
ويأتي ذلك بعدما وجهت واشنطن وللمرة الأولى منذ سنوات، انتقادات حادة إلى إسرائيل بشأن مستوطناتها.
واستنكرت منظمة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان الخطوة، مشددة على أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت «ليست حكومة تغيير بل إنها حكومة يسارية بالكامل»، وحملت مؤيدي حل الدولتين داخل مجلس الوزراء المسؤولية عن «النوم أثناء أداء الواجب».
ووجهت الولايات المتحدة، انتقادات حادة إلى إسرائيل بشأن مستوطناتها، مؤكدة أنها تعارض «بشدة» البناء الجديد في الضفة الغربية المحتلة وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.
وانتقدت الخارجية الأميركية، التي حذرت مرارا منذ تولي بايدن السلطة من بناء المستوطنات، إسرائيل بشدة بعد إعلانها عن بناء وحدات استيطانية جديدة.
وصرح الناطق باسم الوزارة نيد برايس للصحافيين أمس «نشعر بقلق عميق بشأن خطة الحكومة الإسرائيلية الإعلان عن آلاف الوحدات الاستيطانية» وعن المناقصات التي نشرت الأحد الماضي لبناء أكثر من 1300 منزل.
وأضاف برايس: «نعارض بشدة توسيع المستوطنات الذي يتعارض تماما مع جهود خفض التوتر وضمان الهدوء، ويضر باحتمالات حل الدولتين».
وتابع: «نعتبر أيضا خطط إضفاء الشرعية بأثر رجعي على بؤر استيطانية غير قانونية أمرا غير مقبول».
من جهة أخرى، حذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش من تداعيات استمرار الجريمة التي تنفذها جرافات الاحتلال بحق المقبرة اليوسفية بالقدس المحتلة.
وقال الهباش في بيان صحافي امس إن «استمرار هذه الجريمة قد يقلب الأمور ويزيد التوتر ويمكن أن يقود إلى إشعال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال بشكل لا يتوقعه أحد».
وأضاف ان «ما يجري في المقبرة اليوسفية، تصعيد خطير ضد الأحياء والأموات في مدينة القدس المحتلة، وأنه جزء من مخطط التهويد الذي تنفذه دولة الاحتلال لإزالة أي معالم أثرية أو تاريخية تؤكد إسلامية المدينة المقدسة وعروبتها وخاصة في المنطقة المحيطة بالحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك».
جاء ذلك فيما واصلت القوات الإسرائيلية أعمال التهويد والتجريف في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس لليوم الثالث على التوالي.
ونقلت الوكالة عن رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبوزهرة قوله إن: «بلدية الاحتلال تحاول التسريع بتهويد المقبرة وطمسها، قبل انعقاد جلسة محكمة الاحتلال الأسبوع المقبل لكسب القضية».
إلى ذلك، ألغت السلطات الإسرائيلية عروضا ثقافية في بيت ضيافة تابع لفرنسا في القدس المحتلة، مشيرة إلى أنه ممول من قبل السلطة الفلسطينية وبدون إذن إسرائيلي، كما ذكرت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس امس.
وكان يفترض أن تنظم مجموعة من المؤسسات الثقافية الفلسطينية بينها المسرح الوطني والمعهد الوطني وقافلة المسرح المتنقل ونادي سلوان الرياضي، عروضا على مدى ثلاثة أيام بدعم من الأمم المتحدة وفنلندا والنمسا.
وورد في أمر الإغلاق الموقع من قبل وزير الأمن الدخلي الإسرائيلي عومر بارليف أن العروض تعقد «برعاية وتمويل من السلطة الفلسطينية، وهذا بدون إذن كتابي». وأضاف: «أمرت بعدم عقد الحدث».
ونفى منظمو العروض ذلك، فقد أكد تيبو أن هيئة الإغاثة الكاثوليكية الفرنسية تدير بيت الضيافة الذي يقع تحت حماية القنصلية الفرنسية في القدس.