بأقصى دقة ممكنة، تبذل سوريات قصارى جهدهن لإصلاح هواتف محمولة معطلة جلبها عملاء إلى مركزهن الصغير في مدينة إدلب لإصلاحها. وافتتحت هؤلاء النسوة، وغالبيتهن أمهات معيلات وأرامل، المركز بعد برنامج تدريبي مكثف لمدة شهرين تعلمن خلاله كيف يفككن أجهزة الهاتف المحمول وتعرفن على كل مكوناته. وعلى مدى الشهور الخمسة المنصرمة، تولين مهنة كانت حكرا على الرجال، وهو ما حقق لهن دخلا ماديا ساهم في توفير حياة مستقرة لأسرهن.
وقالت صبا عوض، وهي من مؤسسي المركز، «في البداية، كنت أعتقد أنها مسألة صعبة جدا أن تمسكي جوالا وتصلحينه، فكانت الفكرة صعبة قليلا.. لكن كانت هناك رغبة قوية للعمل، لقد وجدت أن هذا الشيء كان جيدا، وتحفيز المدربين لنا كان كبيرا، والنساء عندهن دقة في العمل أكتر من الرجال.. فهدا كان سببا كبيرا لنجاحنا». وأضافت «أصعب شيء في حياتي هو فعلا تأمين فرصة عمل لأن المصروف كل يوم يكبر، مصروف دراسة، مصروف بيت، مصروف البنات.. فهذا شيء صعب جدا، كنت دائما أبحث عن عمل حتى تكون حياتي وحياة البنات أفضل».
وقالت أبرار سميع، الشريكة في المركز، «الفكرة في البداية كانت غريبة، أحببنا الفكرة، التزمنا بالتدريبات، تدربنا لمدة شهرين تقريبا نظريا وعمليا.. أول شيء تدربنا على الهاردوير، تعرفنا على قطع الجوال، تعرفنا على البورد، تعرفنا على كتير من الأشياء كنا نجهلها سابقا».