- لبس الشماغ الملون ليس عيباً وأصبح أمراً عادياً جداً وهو مريح كونه يُرتدى مع الدشداشة أو الملابس الرياضية ويحمي الرأس من البرد ومن أشعة الشمس
محمد الدشيش
تحظى الأزياء الشعبية والتراثية في جميع دول العالم وعند الشعوب على اختلاف ثقافاتها وتنوعها بأهمية كبرى باعتبارها من الرموز الوطنية التي تفتخر بها تلك الشعوب وتحاول الحفاظ عليها ضمن موروثها الثقافي، وفي الكويت ومنطقة الخليج كان «الشماغ» ومازال يحتل مكانة مميزة رغم التطورات الكثيرة بألوانه وأشكاله، ورغم عدم التزام الكثير من الشباب هذه الأيام باللباس الشعبي وتحولهم إلى الملابس «الكاجوال» والرياضية من بناطيل و«تي شيرتات» إلا في المناسبات. ولمتابعة موضوع «الشماغ» ومدى التزام الناس به كانت جولة «الأنباء» على عدد من محلات بيع المستلزمات الرجالية للاطلاع على آرائهم وآراء الزوار عن التحول المفاجئ لدى نسبة كبيرة من الشباب في لبس «الشماغ» الملون فبعد ان كنا نعرف ان «الشماغ» في الخليج يتميز بلونه الأحمر وبعدها دخل «الشماغ» الأبيض، أما الآن فأصبحت الألوان أكثر من 30 لونا وشكلا منها «الشالات» ومنها «الشماغ» المستورد من اليمن وغيرها، واليكم آراء من التقينا بهم في التحقيق التالي:
في البداية كان لقاؤنا مع جراح الشمــري الذي قـــال لـ «الأنباء»: الأصالة موجودة في «الشماغ» اما التغيير في اللبس فلم يقتصر على الشماغ في السنوات الأخيرة فقط، وقد تغيرت أشياء كثيرة، وخصوصا لدى فئة الشباب ففي السابق كان اللباس المتعارف عليه في الكويت هو الدشداشة والغترة، أما الآن فأغلب الشباب يرتدون الملابس الرياضية والشورتات واصبح اللباس الوطني الرسمي فقط في العمل والمناسبات الرسمية، وصحيح ان «الشماغ» المستورد حديثا عملي وخصوصا في البر والبحر ويحفظ الشخص من أشعة الشمس وسعره رخيص ويبدأ من الدينار ونصف وأنا أعتبره شيئا عاديا وتطورا غير مؤثر على اللبس التقليدي.
تطور جميل
والتقينا كذلك مع خالد العلي الذي قال: استخدمت الشماغ بألوانه الجديدة وما في أي عيب، وخصوصا في المناسبات غير الرسمية، ويعتبر الشماغ وسيلة لحماية الرأس من حرارة الشمس ومن البرد ولا أعتبره دخيلا على المجتمع انما هو تطور جميل جدا، وكنا نشاهده في بعض الدول العربية وجنوب المملكة العربية السعودية، وهو غير مقتصر على فئة عمرية محددة، وحتى كبار السن يلبسون الشماغ بألوان مختلفة ويبقى الشماغ باللون الأبيض والأحمر هو السائد على الألوان الأخرى كون الناس اعتادوا عليه.
صيفي وشتوي
أما ناصر العرادة فقــال لـ «الأنباء»: أنا ألبس الشماغ بجميع ألوانه، وجميع الإخوة والأصدقاء في الوقت الحالي يلبسون ألوانا مختلفة من «الشماغ» وهو منتشر بشكل كبير في المنطقة الرابعة وهذا من الحداثة والتطور الحاصل في السنوات الأخيرة في كل شيء، وأنا أشتري خلال الموسم الصيفي او الشتوي من 5 الى 6 ألوان.
وشارك ناصر شقيقه عمر العرادة بالرأي، حيث قال: ان هذه الألوان من الشمغ الحديثة محببة له وليس فيها أي عيب وأصبح أمرا عاديا جدا، وأنا ألبسها في جميع الأوقات باستثناء المناسبات الرسمية وحتى الأصدقاء يتنافسون بالألوان، حيث ان هذه الألوان من الشمغ تلبس مع الدشداشة وتلبس مع اللبس الرياضي، ونشعر أنها عملية.
أشكال جميلة
والتقينا مع ام فلاح الزعبي التي قالت: لدي 3 أطفال 11 سنة و8 سنوات و4 سنوات، وانا احب هذه الألوان وألبس عيالي هذه الألوان حق التصوير وأشكالهم جدا جميلة وملفتة للنظر، وفي كل موسم اشتري لهم لونين وعيالي يلبسونها مع الدشداشة ومع البنطلون، وحتى المحلات المختصة بالشماغ في كل عام ينزلون لنا أشكالا جديدة وألوانا مميزة ولكن بعض المحلات يبالغون بالأسعار والمتعارف عليه ان سعر الشماغ يبدأ من دينار ونصف الى 5 دنانير للشماغ الملون ولكن في أحد المحلات حصلت أحد الأنواع يصل قيمته إلى 25 دينارا وهذا سعر خيالي.
والتقينا مع م.محمد حسين وهو زائر للكويت من المملكة العربية السعودية وتحديدا من منطقة «ابها»، وقال لـ «الأنباء»: هذه زيارتي الأولى للكويت بعد الإغلاق بسبب جائحة «كورونا» لبلدي الثاني الكويت وأنا أستمتع بالتسوق في الأسواق الكويتية وخصوصا التراثية ومنها أسواق المباركية، وبخصوص الشمغ الجديد نعتبرها من التطورات الحادثة بشكل عام على كل شيء في منطقة الخليج، وكما كان متعارفا عليه ان هذه الألوان كان منتشرة في اليمن ولكن في الوقت الحالي بدأت تنتشر بشكل كبير في جميع أرجاء الخليج بين الكبار والصغار ولكن يبقى الزي الوطني الرسمي السابق هو اللي عليه الطلب ولا يمكن لأحد من الكبار او الصغار ان يتجاوز عليه في المناسبات الرسمية والاجتماعية وخصوصا في الأعياد او الأعراس.
صيني وهندي
والتقينا مع البائع سالم الجدحي من اليمن فقال: أنا أعمل في هذا المجال منذ أكثر من 20 سنة، ولدينا جميع أنواع الغتر والشمغ والشالات وبألوان مختلفة وأسعار مختلفة، وهي مناسبة لجميع الفئات، أما الشماغ الجديد او المتعارف عليه بالكويت بالشماغ الملون فيوجد منه أكثر من 5 أنواع وأكثر من 30 لونا وأشهرها الصيني والهندي، والطلب عليه يزداد في الفترة الشتوية وللفئة العمرية من 14 سنة الى 30 سنة، وأسعاره تبدأ من دينار ونصف وتصل إلى 10 دنانير، وتوجد أنواع أخرى بأسعار أكثر ولكنها غير موجودة لدي. وأضاف الجدحي: الأشكال تختلف من موسم إلى موسم آخر فكل مرة يكون الطلب مختلفا بين الشماغ «المكركش» وغير «المكركش» وبين «الهدب العادي» وبين الشالات الملونة فأصبح للشماغ الملون عشاق يبحثون عن كل ما هو مميز وجديد من شكل ولون ونقشة.