محمود عيسى
ذكرت مجلة ميد أن وجود ما قيمته 471.7 مليار دولار تقريبا من مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات المخطط لها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا - مينا - يخلق فرصا وفيرة أمام الشركات العاملة في هذه القطاعات، لاسيما في هذا الوقت الذي يشهد توجه أنظار العالم وتحوله بعيدا عن اعتماده المستمر منذ قرون على الوقود الأحفوري.
وقالت المجلة إن تحول الطاقة العالمي بالنسبة لمنتجي النفط في منطقة مينا يمثل تغييرا أساسيا في نموذج أعمالهم، حيث تتغير توجهات عملائهم وكذلك يجب عليهم أن يتغيروا هم ايضا.
وفي استجابة لهذه التغيرات، تقوم شركات النفط الوطنية الرائدة في المنطقة بطرح سياسات واستثمارات جديدة تبقيها في طليعة قطاع الطاقة العالمي، حيث ينصب تركيز السياسات على تنويع الاستثمارات في التقنيات الجديدة وأنواع الوقود النظيفة والمحافظة على احتياطياتها من الهيدروكربونات، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال التكنولوجيا النظيفة وتقليل الاستهلاك.
وتتحول شركات النفط الوطنية في الوقت نفسه من عملائها التقليديين في الغرب نحو أسواق جديدة في الصين والهند وجنوب شرق آسيا، ومن نتيجة ذلك اكتساب عملاء وموردين وممولين جدد إلى قطاع النفط والغاز في المنطقة.
ولكن حتى مع حدوث مثل هذه التغيرات الجذرية التي نشهدها، فان منتجي النفط والغاز يدركون أن الهيدروكربونات ستبقى أكبر مصدر للطاقة في العالم لعقود قادمة حتى بعد تباطؤ نمو الطلب على النفط. كما يعلم هؤلاء أيضا أن تكاليف الإنتاج المنخفضة تعد ميزة تنافسية كبيرة، وبالتالي فإنهم يكثفون استثماراتهم لتوسيع الطاقة الإنتاجية في قطاعي الانتاج والتكرير والتوزيع.
في حين تباطأت مستويات ترسيات العقود المتعلقة بقطاع الهيدروكربون بشكل حاد في عام 2020 بسبب وباء كورونا، الا ان عام 2021 شهد انتعاشا في الإنفاق حيث ارسي ما قيمته 29.5 مليار دولار من عقود مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات في المنطقة في الأشهر السبعة الأولى من عام 2021، بزيادة نسبتها 24% عن قيمة العقود التي أرسيت في عام 2020 بأكمله.