مقالنا اليوم ليس حملة ضد مديري المدارس، لكننا نتكلم عن واقع أليم عاصرناه عبر مدارس وزارة التربية عندما كنا نمتهن وبكل شرف وظيفة معلم لمدة عشرين عاما، وهذه السنين أثمرت مجموعة من الخبرات نبوح بها اليوم من أجل تطوير التعليم.
تقرير المعلم سري للغاية:
كان المعلم يقيّم من قبل مديره بالتعاون مع رئيس قسمه والموجه الفني، من خلال تقرير يطبع في غاية السرية، ولا يسمح للمعلم بأي شكل من الأشكال الاطلاع عليه، حتى جاء الوزير الأسبق الربعي، رحمه الله، وأصدر قراره الذي أصبح نافذا بأنه من حق المعلم أن يطلع على تقريره السنوي.
الحقيقة الصادمة:
وعندما اطلع المعلم على تقريره وجد الحقيقة الصادمة أن تقييمه كان بشخصانية بحتة من مديره فهنيئا لمن أحبه مديره وويل لمن كرهه مديره.
لقد ضاعت حقوق المعلمين وضاعت جهودهم وضاع تميزهم تحت مظلة الشخصانية وتحولت بيئة المدرسة إلى ساحة قتال ينتصر فيها القوي على الضعيف، أو بمعنى آخر تحولت المدرسة إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف.
القوي بقرارته:
وعندما نسأل أنفسنا من هو القوي ومن هو المقصود؟
القوي هو صاحب القرار والنفوذ، الذي يستطيع بتوقيع منه أن يظلم معلما وبقرار تعسفي جائر أن يحطم آمال وطموحات معلم وليس أي معلم بل معلم نشيط مخلص في عمله، امتهن وظيفته عن حب، فأصبحت هذه المهنة ألما جديدا يضاف لآلامه في الحياة.
الشخصانية وما أدراكم ما الشخصانية:
الشخصانية تجعل من المعلم المبدع فاشلا والمعلم المقصر مميزا.
الشخصانية قد توصل عددا من المعلمين إلى مناصب لا يستحقونها وبالمقابل تدفن معلمين مبدعين وهم في أوج نشاطهم وإبداعهم وعطائهم.
نرجو أن نبتعد عن مبدأ «إن حبتك عيني ما ضامك الدهر» عند تقييم المعلم، وأن نخاطب ضمائرنا قبل مشاعرنا فالضحية هو الوطن.