حصل الوداع أو هو في طريقه ليحصل، معظمنا عايش أو عاش لحظاته بكل ما فيها، بدءا من الألم وشعوره بنهاية العالم، إلى....، الوصول إلى مرحلة الشعور بالتفاهة والسطحية «النهاية»، ليضع عمره في دائرة أو محيط كالتي قبع في أعماقها لزمن ليس بالقليل.
لكن هذه النهاية لا يصل اليها الكثير، يبقى فيها بين البداية وما قبل النهاية، حتى يأتي من ينتشله، ويخرجه من غيابت العشق، من يصل الى ذلك الشعور أو تلك المرحلة «النهاية»، قلة قليله أسيء الظن بهم أحيانا فليسامحوني، بأنهم لم يعيشوا الحب بصدق، والله أعلم.
هذه مقدمة وتمهيد للأسوأ والأقسى «ظرف الوداع» أقسى الصفعات، وأبلغ الطعنات، حين يصل بك الحال لتسأل الحبيب، هل ما زلت تحبني؟ هل يا ترى يعلم أن هذا السؤال يعني الوداع؟
تخرج حروف هذا السؤال كالخناجر تقطع وتجرح طريقها كله دون رحمة، حتى تصل إلى المتلقي، هل تحبني؟
ظرف الوداع الذي أعنيه هنا هو الغريب منها الذي لا تجد له تفسيرا، وحين تسأل يزيد الجواب من ألمك وندمك، تقول لنفسك، لماذا سألت؟!، أعلم أن المواجهة أحيانا صعبة وهناك احتمال بأنه قد يتهرب منها (المواجهة) لكن مهما كان سيكون ألمها أقل وأرحم، لأن هذا الوداع لم يكرم ويقدر الحب بل أهانه وقلل من شأنه، لم يكن إحالة للتقاعد بل نهاية خدمة مذلة.
حتى عدادات الوقت تثقل وعقارب الساعة تلدغ كل لحظة جميلة في حياتك، تذكر تجربتك حين تضحك أو تبتسم فتختفي الابتسامة وتختنق بضحكاتك. تنتظر الوقت كي يمر بسرعة وتتعافى، كما قالوا من قبل الوقت كفيل بذلك.
أذكر أنني كتبت سابقا في كتابي بعنوان كتب لك «هل لي بساعتين أو ثلاث من ساعات الفضاء؟ هناك ساعة وهنا في الأرض سنين، أرى بعدها حالي كيف سيكون؟».