[email protected]
هناك حاجة ماسة دائمة لمعرفة التاريخ، لأن هذه المعرفة تجعل الأمة من ماضيها واعظا يجنبها الزلل وحافزا يدفعها الى المضي قدما الى الأمام لتبلغ الغاية، والشعب الكويتي قد يكون من الشعوب القليلة جدا التي تعطي أمراءها (ألقابا) تنم عن المحبة والعفوية والولاء.
الحاكم السابع مبارك الصباح - رحمه الله - الذي في ذريته (الحكم) سماه أهل الكويت والجزيرة (غضنفر الكويت) أي أسد الكويت، كما ذكر العلامة عبدالعزيز الرشيد البداح في كتابه «تاريخ الكويت»، لكن سرعان ما تطور هذا اللقب الى أسد الجزيرة بعدما انتشرت اخلاق الشيخ مبارك المحمودة بالصيت والعظمة والكبرياء والهيبة واهتمامه برعاياه ومصالحهم وسعيه فيما يدفع عنهم الخسائر والأضرار ويحفظ كيان الكويت وضمان بقائها بعيدا عن النزاعات والخلافات.
وفي عهد الشيخ أحمد الجابر - رحمه الله - صدّرت اول شحنة من البترول سنة 1946 وبدأ الرخاء يحل بالكويت، وعني الشيخ أحمد الجابر بتشجيع الحركة العلمية والأدبية والفكرية فكانت المدرسة الأحمدية وظهور النادي العلمي والمكتبة الأهلية، وبدء إرسال البعثات وإنشاء بيت الكويت في القاهرةو فهو أمير الخير وعنوانه.
أما الشيخ عبدالله السالم - طيب الله ثراه ومثواه - فهو راعي الاستقلال وله مكانته في قلوب الكويت، فأطلقوا عليه لقب (أبو الدستور)، مؤصل الديموقراطية في عصره وزمانه، رحمه الله.
ثم وصل الحكم إلى الشيخ صباح السالم - رحمه الله - الذي في عهده تم افتتاح جامعة الكويت وبرز التعليم فلقب بـ(أبو التعليم)، رحمه الله.
أما الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - فلقد حاز لقب (أمير القلوب)، لأنه ملك قلوب شعبه محبة وفخرا - طيب الله ثراه ومثواه.
ثم تسلم من بعده سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله -رحمه الله- الذي أطلق عليه اسم (أبو التحرير) للدور التاريخي الذي لعبه (أبوفهد) في تحرير الكويت، إنه دور عظيم قام به الشيخ سعد، رحمه، كأحد ممثلي الشرعية، وبالفعل يستاهل هذا اللقب عن جدارة، وكان هذا الجهد على حساب صحته وعافيته - رحمه الله.
ويتولى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، مقاليد الحكم وتكرمه منظمة الأمم المتحدة بلقب (قائد الإنسانية) ويتلقف الشعب الكويتي هذا اللقب، فأحبوه ونشروه حتى صار الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - قائدا للإنسانية، والكويت عاصمة للخير والإنسانية والعطاء.
وهكذا نجد أهل الكويت الكرام مبادرين في إطلاق الألقاب على شيوخهم، والعالم كله بحكامه وشعوبه يتذكر (موقف الكويتيين الموحد) في داخل وخارج الكويت لا.. للاحتلال العراقي.. نعم لحكم آل الصباح الكرام، وقد دفع الشعب الكويتي تضحيات جساما من أجل صمود الكويت عبر التاريخ بتضحياتهم وتمسكهم بالشرعية المتمثلة في حكامهم من أسرة الخير آل الصباح الكرام.
لهذا كله نجد ان الشعب الكويتي يكاد يتميز بهذه العلاقة الثنائية ما بين الحاكم والمحكوم.
اليوم يبرز في المشهد سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وقد حاز كثيرا من الألقاب منذ توليه الحكم، ومن المسميات الجميلة، على سبيل المثال لا الحصر: أمير المكرمات، أمير العفو، أمير المبادرات، أمير التواضع، أمير الطيبة، أمير المواقف، أمير العدل، أمير المرجلة، ، أمير القيم، نواف الأول، الحادب على دينه، أمير الحكمة والحنكة، أمير الإيثار، أمير النزاهة، أمير المكارم، نواف الأفعال، أمير الخير، أمير السلام.
ومضة: من مميزات الحكم في الكويت سياسة الباب المفتوح ما بين الحاكم والمحكوم، ولهذا نحن نفخر بأننا نشارك حكامنا في الأفراح والأتراح وفي المسرات والاحزان.
حاكمنا نسميه (العود) لكبر مكانته في نفوسنا.
آخر الكلام: مهما كتبنا عن خصوصيتنا مع حكامنا نبقى مقصرين، وعبر التاريخ خلال قرابة نصف قرن لم يسمع حكام الكويت من شعبهم إلا عبارة السمع والطاعة.
زبدة الحچي: تبقى الكويت أسطورة في محبة الشعب لحكامهم ونأمل من العلي القدير ان ينال ويشمل العفو كل (عيال الديرة) وفي أسرع وقت، وحفظ الله الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين وشعبها من كل شر ومكروه، وربنا يحفظ الكويت بحفظه، الخير بقبال تفاءلوا.
.. في أمان الله.