بالنظر إلى تحذير الدولة لمواطنيها من منطقة الجليب، ووصفها بعالية الجريمة وتداول مقاطع عن انفلات أمني في مناطق بعينها مثل المهبولة، فإنني لا أبالغ بالتأكيد على ان الكويت من أكثر دول العالم أمنا وأمانا، ويستطيع أي مواطن او مقيم ان يتنقل في أي وقت ويجول في أي مكان دون أدنى خوف، بخلاف دول متقدمة لا يجرؤ مواطنوها على الخروج في أوقات متأخرة خشية مما قد يتعرضون له، بل نسمع عن أحياء ومناطق في تلك البلدان يلتزم قاطنوها بالبقاء في منازلهم ليلا.
نعمة الأمن والأمان التي نعيشها لم تأت من فراغ وإنما هي ثمرة جهود أمنية كبيرة يشارك فيها مختلف قطاعات وزارة الداخلية وأيضا جهود ممتدة منذ عقود تزيد من قوتها تلاحم الشعب الكويتي ونبذه الخروج على القانون.
ما سبق ذكره لا يعني ان كل المواطنين والمقيمين أسوياء، بل من المؤكد أن هناك أشرارا وخارجين على القانون وظواهر سلبية عدة، وشخصيا تطرقت إلى المخالفين للإقامة والذين يتمركزون في مناطق، ودعوت الى ضرورة الحزم مع هذه الشريحة، ويحسب للأجهزة المختصة في وزارة الداخلية بذل جهود كبيرة بضبط الخارجين على القانون وإبعاد الوافدين منهم وإحالة آخرين إلى القضاء للحصول على العقاب الذي يتناسب مع الجرم الذي ارتكبوه.
ولعل أبرز دليل على ما سبق ذكره، واقعة تعرض فرع أحد البنوك المحلية للسطو، فلم تمر ساعات محدودة حتى قام رجال الأمن الجنائي يتقدمهم اللواء محمد الشرهان وضباط أكفاء يعملون بصمت بضبط المتهم، وهو إنجاز يستحق ان نشكرهم عليه.
طريقة ارتكاب المتهم للجريمة وطعن حارس الأمن بجراءة ووحشية تؤكد انه مغيب بفعل تعاطي مادة مخدرة، وهذا يدعونا إلى الربط بين هذه الآفة الخطيرة وأغلب الجرائم، وبالتالي فإن مجابهة قضية المخدرات وبكل ما أوتينا من قوة ستعزز الأمن والأمان.
وفي الختام، أقول: رغم الظواهر السلبية التي أسهبنا في الحديث عنها تظل الكويت أكثر دول العالم أمنا بعون من الله ثم جهود رجال أمن يواصلون الليل بالنهار، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام
أدعو المولى القدير ان يمن على الطبيب الشاب حسين جرخي بالشفاء العاجل، ونحن على ثقة من انه سيحظى برعاية خاصة من وزير الصحة الشيخ باسل الصباح خاصة انه كان متوجها إلى عمله، ونأمل بعد أن تم توجيه تهمة «شروع بالقتل» إلى الجاني أن يتم توقيع أقصى عقوبة عليه، لاسيما إذا ما تبين أن الدهس كان متعمدا كما أشاع البعض.
الفريق م.طارق حمادة