يواجه العالم هذه الأيام قلقا متزايدا بشأن نفاد الغاز الطبيعي، وأصبح تأثير ذلك ظاهرا من خلال ارتفاع الفواتير وإغلاقات المصانع خاصة مع اقتراب موسم الشتاء.
ففي جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية يتابع المستهلكون، الذين مازالوا يترنحون من تأثير وباء كورونا، أسعار الطاقة وهي ترتفع أعلى وأعلى مدفوعة بأسعار الغاز الطبيعي التي صعدت بمعدل 4 أضعاف في بعض المناطق خلال الأشهر الأخيرة، لتصل الأسبوع الماضي إلى مستويات قياسية.
ففي البرازيل استنزفت أسوأ موجة جفاف منذ 90 عاما إنتاج الطاقة الكهرومائية، مما أجبر شركات توليد الطاقة على استيراد غاز طبيعي باهظ الثمن. وفي سبتمبر الماضي رفعت الحكومة أسعار الكهرباء في يوليو الماضي.
ما هو الغاز الطبيعي المسال؟
الغاز الطبيعي المسال هو غاز طبيعي يتم تبريده إلى الحالة السائلة، للشحن والتخزين. حيث إن حجم الغاز الطبيعي في حالته السائلة أصغر بحوالي 600 مرة من حجمه في حالته الغازية في خط أنابيب الغاز الطبيعي، فعملية الإسالة، والتي تم تطويرها في القرن التاسع عشر، تجعلها ممكنة في نقل الغاز الطبيعي إلى أماكن لا تصل إليها خطوط أنابيب الغاز الطبيعي واستخدام الغاز الطبيعي كوقود للنقل.
وتقوم بعض محطات الطاقة في الولايات المتحدة بتصنيع وتخزين الغاز الطبيعي المسال في الموقع لتوليد الكهرباء عندما يكون الطلب على الكهرباء مرتفعا، كما هو الحال أثناء الطقس البارد والحار، أو عندما تكون غير كافية لتلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي من قبل المستهلكين الآخرين.
ويعتبر الغاز الطبيعي هو خيار الاحتراق الأكثر ملاءمة للبيئة من الوقود الأحفوري، مما يعني أن إعطاء الأولوية لاستخدامه على مستوى العالم سيساعد في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية وتحسين الصحة العامة.
ومن أكبر شركات شحن للغاز الطبيعي المسال من حيث القيمة السوقية إكسون موبيل، شيفرون، شل. هذا، وقد أصدرت شركة «شل» تقريرا لها حول الطلب على الغاز الطبيعي المسال، حيث يتوقع مواصلة الارتفاع، وذلك حتى عام 2040.
ويرى الخبراء أن الارتفاع الكبير في الأسعار عالميا تعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية، وهي النقص العالمي في المعروض من الغاز الطبيعي، وتراجع إنتاج حقول الغاز في أوروبا، خصوصا في هولندا، وانخفاض صادرات الغاز في روسيا، إضافة إلى زيادة البرودة في الصين واليابان والنقص في المعروض من شحنات الغاز المسال في آسيا، وارتفاع أسعار إيجارات ناقلات الغاز المسال إلى آسيا.
على صعيد متصل، وفي خطوة تدعم التوجه نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، دشنت الكويت الحبيبة أكبر محطة استيراد للغاز الطبيعي المسال في منطقة الشرق الأوسط، وهو أول مشروع من نوعه من خلال ضمر مياه بحر الزور لتأسيس أضخم جزيرة صناعية لتأمين مصدر مستدام من الطاقة المستدامة.
[email protected]