توصل زعماء دول مجموعة العشرين G20 في ختام قمتهم التي اختتمت في روما امس، إلى اتفاق بشأن حصر الاحترار المناخي بـ 1.5 درجة مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وتعهدوا بالسعي لاستئناف السفر الدولي بطريقة آمنة ومنظمة وتسريع عمليات توزيع اللقاح. لكنهم فشلوا في إيضاح آليات تنفيذ هذه الأهداف. وتعيد مجموعة الـ 20 تأكيد هدف اتفاق باريس وهو «الحفاظ على متوسط الاحترار بأقل بكثير من درجتين ومواصلة الجهود لحصره بـ 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية»، حتى انها ذهبت إلى أبعد من ذلك قائلة «إن الحفاظ على (هدف) 1.5 درجة تحت السيطرة يتطلب إجراءات والتزامات كبيرة وفعالة من كل البلدان».
غير أن البيان لم يتضمن إجراءات ملموسة تذكر، ولم يشر تحديدا إلى عام 2050 المستهدف لتحقيق صافي الانبعاثات الكربونية الصفري الذي يقول العلماء إنه أمر حيوي لدرء تغير كارثي للمناخ. وأوضحت مصادر في الاجتماع لوكالة فرانس برس أن القادة وافقوا على تجاوز الهدف المناخي الذي اتفق عليه في قمة باريس عام 2015 والقاضي بحصر الاحترار بأقل من درجتين مئويتين.
والتحدي الرئيسي يكمن في معرفة الوسائل الملموسة التي ستستخدمها الدول لاحترام هذا الهدف، والتي غالبا ما تتردد البلدان في التحدث عنها، وفق منظمات غير حكومية.
ووفقا لآخر تقييم للأمم المتحدة يأخذ في الاعتبار الالتزامات الجديدة لغالبية الدول الموقعة، مازال العالم يتجه نحو ارتفاع «كارثي» لدرجة الحرارة يبلغ 2.7 درجة مئوية، وفي أفضل الأحوال 2.2 درجة مئوية إذا أخذت في الاعتبار الوعود التي تكون «مبهمة» في كثير من الأحيان بشأن الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
كما اتفقت دول المجموعة على التوقف عن دعم مشاريع المحطات الجديدة للطاقة التي تعمل بالفحم هذا العام وفقا للمسودة. وأضاف البيان: «سنضع حدا لمنح تمويل لإنشاء محطات طاقة تعمل بالفحم على المستوى الدولي بحلول نهاية العام 2021».
وبخصوص تداعيات جائحة كورونا، جاء في البيان الختامي: «سنسعى جاهدين لاستئناف السفر الدولي بطريقة آمنة ومنظمة وفقا لعمل المنظمات الدولية ذات الصلة مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران المدني الدولي والمنظمة البحرية الدولية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية». وتمت الموافقة على طلب ضمان الوصول المشترك إلى اللقاحات والأدوية التي تعالج الأوبئة، خاصة للبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وجاء في البيان أيضا «سوف نبذل قصارى جهدنا لتجنب بناء قدرة توليد طاقة بالفحم جديدة بلا هوادة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الوطنية، مع مراعاة تسريع وتيرة التحول من الفحم للإيفاء بالأطر الزمنية المتوافقة مع أهداف اتفاقية باريس»، لكنه لم يحدد موعد محدد لتحقيق ذلك». من جهته، أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على هامش القمة، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واجها تحديات عالمية في الأشهر القليلة الماضية. وقال بايدن: «سنستمر في تعزيز الديموقراطية التي تواجه مشكلات وتتطلب حلولا إبداعية من جانب الولايات المتحدة وأوروبا». وأضاف بايدن: «الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توصلا إلى انفراجة كبرى ستعالج الخطر الوجودي للتغير المناخي وفي الوقت نفسه حماية الوظائف الأميركية والصناعة الأميركية».
وتابع بايدن أن الاتفاق يلغي على الفور الرسوم المفروضة على إنتاج الاتحاد الأوروبي من الصلب والألومنيوم والتي فرضتها الإدارة السابقة وسيخفض ما يتحمله المستهلكون الأميركيون من تكاليف. بدورها، قالت فون دير لاين: «يسعدني أن أعلن أن الرئيس جو بايدن وأنا توصلنا إلى اتفاق لتعليق الرسوم على الصلب والألومنيوم والعمل معا من أجل ترتيب عالمي جديد مستدام للصلب».
من ناحيته، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، الذي يرأس مجموعة العشرين هذا العام، لزملائه القادة أثناء افتتاحه مناقشات امس، «مكافحة تغير المناخ هي التحدي المصيري في عصرنا».
وأضاف: «إما أن نتحرك الآن ونواجه تكلفة الانتقال وننجح في نقل اقتصادنا إلى مسار أكثر استدامة، أو نتأخر وندفع ثمنا أعلى بكثير لاحقا ونواجه خطر الفشل». من جانبه، قال أوسكار سوريا من شبكة نشطاء البيئة آفاز «أحدث التقارير مخيبة للآمال، مع القليل من الطابع الملح في مواجهة حالة طوارئ مصيرية.. لم يعد هناك وقت لقوائم الرغبات الغامضة. نحن بحاجة إلى التزامات وإجراءات ملموسة».