بيروت - عمر حبنجر
أزمة العلاقات اللبنانية - الخليجية التي سببتها تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، إلى تمدد، ولا تبدو في طريقها للمعالجة، لمجرد وعود واهية، بعدما فقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي السيطرة على وزرائه، وبدا غياب رئيس الجمهورية ميشال عون عن جوهر الأزمة، وعن بديهيات حماية مصالح اللبنانيين من جانب سلطة بلدهم، خصوصا بعدما أعلن وزير الأزمة صراحة انه ليس في وارد الاستقالة.
والراهن التسوية التي يروج لها، تستبعد استقالة الحكومة، برغبة أميركية ـ فرنسية، ضنا بالانتخابات التي يراهنون عليها، وتركز على استقالة قرداحي، وسط معلومات تحدثت عن عزم الرئيس ميقاتي الذي يمثل لبنان في مؤتمر المناخ في غلاسكو باسكتلندا مقابلة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن، وهو ما أكده رئيس خلية الأزمة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، الذي قال إنه من غير الوارد حجب مجلس النواب الثقة عن الحكومة في هذا التوقيت، ولفت إلى أن رئيس الحكومة أكد مرارا أن الحكومة لن تستقيل وستواصل معالجة الأزمة.
وفي تصريح للجزيرة قال بوحبيب، ان قرداحي قال إن مصلحة لبنان قبل مصلحته، لكنه يتشاور لاتخاذ قراره الأخير، إلا أن هناك تعقيدات كثيرة، لكنه يدرك مصلحة لبنان.
غير أن قرداحي أبلغ قناة الجديد أمس، أنه ليس في وارد الاستقالة، ومن هنا كانت دعوة البطريرك بشارة الراعي كلا من رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي باتخاذ «خطوة حاسمة تنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية - الخليجية».
كلام الراعي يأتي عقب استقباله قرداحي في بكركي، حيث دعاه لتقديم مصلحة لبنان فوق أي اعتبار.
وقال الراعي في عظة الأحد أمس، إن «أهم ما يمكن أن تقوم به الطبقة السياسية هو عدم انجرارها في لعبة الدول، لاسيما بهذه المرحلة الإقليمية وعلى القضاء أن يستمر في تحقيقاته في ملفي انفجار المرفأ وأحداث عين الرمانة بعيدا عن أي مقايضة أو تسييس أو تطييف».
وأشار إلى «أننا نتطلع إلى أن يتخذ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة خطوة حاسمة تنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية - الخليجية وندعو لهذا الموقف الحاسم دفاعا عن لبنان واللبنانيين».
المصادر المتابعة أبلغت «الأنباء» ان الكرة تعتبر الكرة في ملعب رئيس الحكومة. فحزب الله يرى في استقالة قرداحي نكسة سياسية جديدة له في لبنان، ومن هنا كان تهديده باستقالة وزيريه مع وزراء الحلفاء، ما يعني إسقاط الحكومة، لذا فإن على ميقاتي ان يأخذ المبادرة، فإما إقالة قرداحي او استقالته هو وحكومته.
وأكدت المصادر ان الوقت ليس متاحا لمزيد من الأخذ والرد، وإذا لم تحسم استقالة قرداحي اليوم، وبقي ميقاتي مستندا على كتف الأميركيين أو الفرنسيين، لحل هذه المسألة، فعليه انتظار المزيد من الخطوات التصعيدية بدءا من الخطوة الأشد خطورة على لبنان، والتي تتمثل في وقف الرحلات الجوية معه.
هذا، ودعت الإمارات مواطنيها إلى مغادرة لبنان.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان انه «نظرا للأحداث الراهنة وبناء على قرار منع سفر مواطني دولة الإمارات إلى لبنان والذي جاء تزامنا مع قرار سحب دولة الإمارات ديبلوماسييها من لبنان، تدعو وزارة الخارجية والتعاون الدولي جميع مواطنيها المتواجدين في لبنان لضرورة العودة إلى دولة الإمارات في أقرب وقت».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «وام» عن خالد عبدالله بالهول، وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أنه تجسيدا لحرص دولة الإمارات الدائم على متابعة أوضاع مواطنيها في الخارج وضمان سلامتهم، اتخذت وزارة الخارجية والتعاون الدولي كل الإجراءات اللازمة لتسهيل عودة مواطنيها من لبنان، كما أكد على جاهزية الوزارة لتسخير الإمكانات كافة لمساعدة أي مواطن موجود في لبنان وذلك للعودة إلى دولة الإمارات.
وأهابت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالمواطنين المتواجدين في جمهورية لبنان الى ضرورة التواصل مع مركز اتصال وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
ووفقا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة بشأن التجارة الدولية تبلغ نسبة صادرات لبنان الى دول الخليج حوالي 27% من مجمل صادراته، أي ما يوازي 772 مليون دولار، أما صادراته إلى سورية فتبلغ فقط 3.2%، ولا صادرات تذكر لإيران.
مصادر «القوات اللبنانية» حملت منظومة الفساد مسؤولية تدمير علاقة لبنان مع عمقه العربي، واضعة المسؤولية على عاتق حزب الله والتيار الحر. وأشارت إذاعة «لبنان الحر» إلى قرب اجتماع مجلس التعاون الخليجي لاتخاذ موقف يجاري مواقف المملكة.
وكان السفير السعودي وليد البخاري غادر بيروت يوم السبت، وترك تغريدة يقول فيها: المخطئ لا يرتكب الخطيئة إلا بإرادة مستترة.. «قالها جبران خليل جبران، فسمعها العالم!! ذلك هو أديب الكلمة».
بدوره، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل رفض اعتبار ما حصل «غلطة وزير» وقال: لا ليست غلطة وزير، إنما هي مسار عمره 6 سنوات وهدفه أخذ لبنان إلى حيث لا يريد، إلى المواجهة مع أشقائه ومع العالم. ان استسلام القوى السياسية لحزب الله وتسليمه رئاسة الحكومة والمجلس النيابي ورئاسة الجمهورية هو بيد حزب الله، لكن الشعب اللبناني لن يخضع.. الرئيس السابق أمين الجميل دعا الى استقالة أو إقالة وزير الإعلام لتعريضه علاقات لبنان العربية للخطر.