دعا رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 26) ألوك شارما قادة العالم إلى ضرورة تفعيل المزيد من القرارات والإجراءات الكفيلة بحماية كوكب الأرض من التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة.
وقال شارما في تصريح صحافي لدى افتتاح المؤتمر في مدينة غلاسكو بأسكتلندا امس إنه «من الأهمية أن يترك زعماء العالم خلافات الماضي وأن يركزوا على المستقبل وعلى قضية نعلم جميعا أنها مهمة للبشرية جمعاء لأنها تتعلق بحماية كوكبنا».
وأكد أن قمة المؤتمر التي تعقد اليوم وغدا تعد «حدثا مهما» باعتبارها «الأمل الأخير والأفضل» لحصر الاحترار بـ 1.5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس، حيث ستسعى القمة الى تحقيق الإجماع الدولي اللازم حول قضية المناخ، مضيفا ان الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين وسيشهدان مفاوضات كبيرة ودقيقة بهدف الدفع نحو الاتفاق على رؤية عالمية موحدة.
وحذر شارما في هذا السياق من ان الإخفاق في تحقيق اتفاق دولي سيجعل المستقبل مظلما ولا يمكن تخيله، معتبرا ان المؤتمر مناسبة مهمة كي تظهر دول العالم القيادة اللازمة وحتى تكون كل دولة محسوبة مع من بادروا بدعم جهود مكافحة التغير المناخي.
وتبدأ الفعاليات الرسمية لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ اليوم مع عقد القمة التي يحضرها 120 زعيم دولة، إضافة الى كبار ممثلي ثمانين دولة، ويرأس وفد الكويت ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد.
وتأمل المملكة المتحدة التي تستضيف هذا الحدث المهم في إحراز تقدم حقيقي نحو تحقيق صافي انبعاثات الكربون عند مستوى الصفر والإبقاء على الاحتباس الحراري عند أقل من 1.5 درجة مئوية.
وتطالب الدول النامية بتوفير مساعدات تكنولوجية ومالية لها للحفاظ على الغابات ومواجهة التداعيات المدمرة للتغيرات المناخية التي تسببت بها الثورة الصناعية في الغرب.
كما أعرب عدد كبير من الدول الساحلية خلال اجتماعات التغيرات المناخية السابقة عن قلقها بشأن زيادة درجة حرارة الأرض وهو ما يهدد بارتفاع سطح البحر وبالتالي يهدد جهودها، فيما أعلنت بعض الدول مثل إندونيسيا أن ارتفاع سطح البحر تسبب في اختفاء آلاف الجزر التابعة لها.
وكانت الولايات المتحدة قد أصرت على ضرورة التزام الدول النامية الكبرى مثل الصين والهند بخفض معدلات انبعاثات الغازات. وتعتبر الولايات المتحدة صاحبة أكبر انبعاثات لغازات الكربون في العالم تليها الصين.
ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ للأطراف هو النسخة السادسة والعشرون التي يجتمع فيها الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وعقد الاجتماع الأول لمؤتمر الأطراف في برلين بألمانيا في عام 1995، وأطلق عليه اسم «كوب1».
وفي دورات هذا المؤتمر، تجتمع الدول لتقييم التقدم العالمي على صعيد معالجة تغير المناخ. وفي بعض السنوات، تعثرت المحادثات ولم يتم إحراز تقدم يذكر. ولكن بين الحين والآخر يتم تحقيق انفراجة، كما كان الحال في «كوب21» الذي عقد في باريس عندما وافقت كل دولة في العالم تقريبا على معاهدة مناخية جديدة لوقف تغير المناخ.
ويأمل المسؤولون البريطانيون أن يسجل «كوب26» في التاريخ باعتباره اجتماعا ناجحا كذلك، ويقدم تعهدات جديدة من الدول لخفض انبعاثات الكربون بشكل أكبر وأسرع من أي وقت مضى.
وعلى مدار يومين بعد الافتتاح، يشهد مؤتمر «كوب 26 تقديم بعض أقوى الشخصيات في العالم أفكارهم للعمل نحو الهدف الشامل المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات الكربون عند مستوى الصفر.
ومن المعروف أن مؤتمر «كوب 26» سيكون خامس مؤتمر أطراف منذ انعقاد كوب 21 في باريس عام 2015، والذي شهد إبرام اتفاق باريس للمناخ، بتعهد الدول بالحفاظ على نسب احتباس حراري عند أقل من 1.5 درجة مئوية.
ومن هنا تكمن أهمية إحياء ذكرى المؤتمر الخامس للأطراف، لاسيما أن اتفاق باريس ينص على ضرورة أن تعيد الدول كل 5 سنوات النظر في وعودها، وإذا أمكن، زيادة طموحاتها الخاصة بمعالجة قضايا المناخ.
وحتى الآن، فشل العالم في الحفاظ على نسب 1.5 درجة مئوية في السنوات الـ 5 الماضية. ويعتبر هذا الرقم أساسيا، حيث كشفت دراسة رئيسية صدرت في عام 2018 من قبل كبار علماء المناخ في العالم أن ارتفاع درجة الحرارة إلى ما بعد 1.5 درجة مئوية سيكون أكثر تدميرا مما كان يعتقد سابقا.
ويقول العلماء إن الانبعاثات العالمية يجب أن تنخفض إلى النصف تقريبا بحلول عام 2030 وأن تصل إلى «صافي الصفر» بحلول عام 2050.
ويعني ذلك أنه بحلول 2050، يجب موازنة الانبعاثات التي يضخها البشر في الغلاف الجوي من خلال إنشاء أحواض كربون جديدة لامتصاص كمية معادلة من هذه الانبعاثات.