رفضت إيران امس المخاوف التي أبدتها مؤخرا دول غربية بشأن برنامجها النووي، معتبرة أنها لا تمت إلى «الواقع»، ومعيدة تأكيد سلمية أنشطتها في هذا المجال.
وكانت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، أعربت بعد اجتماع لقادتها على هامش قمة مجموعة العشرين في روما السبت الماضي، عن «قلقها الكبير والمتنامي» حيال برنامج طهران الذي سبق أن أثار توترا على المستوى الدولي، قبل إبرام اتفاق دولي بشأنه في العام 2015.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده امس «خلافا لما ورد في البيان الرباعي، تعدين اليورانيوم وإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، كما أشرنا سابقا، يستخدم للأغراض السلمية»، مضيفا: «مثل هذه المواقف لا تمت الى الواقع ولن يكون لها عواقب بناءة».
وجدد خطيب زاده خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، تأكيد سلمية برنامج إيران النووي، وعدم سعيها الى تطوير سلاح ذري أو امتلاكه، لأسباب عدة منها فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي بتحريمه.
ولم يذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية موعدا محددا لاستئناف المفاوضات، قائلا: «تهدف التحضيرات إلى الخروج من الطريق المسدود في فيينا. عندما سيتم استئناف المباحثات (...) خلال أسبوعين أو ثلاثة، ستتابعها إيران باهتمام بالغ لأن التفاوض من أجل التفاوض لا يشكل جزءا من سياستها».
واعتبر أن الولايات المتحدة تعاني من مرض الزهايمر فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، لافتا الى أنه يجب تذكير واشنطن «مرارا وتكرارا بأنها هي التي انسحبت من الاتفاق النووي».
وجدد خطيب زاده التذكير أيضا بأن إيران حاولت الحفاظ على الاتفاق حتى بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه، مشيرا الى ان تقاعس الاتحاد الأوروبي هو ما دفع إيران إلى البدء في تقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق، مشددا على ان إيران «تنتظر تحركا على أرض الواقع من الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي».
في المقابل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة سترد على أي استهداف من جانب إيران لمصالح واشنطن وحمل طهران مسؤولية إحياء الاتفاق النووي. وأضاف بايدن خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة العشرين في روما امس الاول «من المؤكد أن كل شيء سيعتمد على رد الإيرانيين ومدى استعدادهم لاحترام الاتفاق».
وأضاف ان مسألة عودة الولايات المتحدة للاتفاق: «كانت جزءا من المناقشات التي أجريتها مع زملائي في روما».
وبالنسبة «لأي إجراء محتمل» من جانب الإيرانيين ضد الولايات المتحدة، قال بايدن: «سوف نرد وسنواصل الرد إذا وقع أي استهداف للمصالح الأميركية».
ومع ذلك أشار بايدن إلى أنه اتفق مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في لقائهم بشأن إيران على أن الديبلوماسية هي السبيل الأفضل لمنع طهران من حيازة سلاح نووي.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإيراني أن قواته البحرية تمكنت من إحباط «هجوم قراصنة» على ناقلة إيرانية كانت في طريقها لخليج عدن صباح امس.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن الحماية التابعة للجيش الإيراني المرافقة للناقلة اشتبكت مع القراصنة، بينما كانت الناقلة في طريقها إلى خليج عدن قبل دخولها مضيق باب المندب. ونقلت الوكالة عن العلاقات العامة للجيش الإيراني أن 4 زوارق مشبوهة، تحمل 4 إلى 6 مسلحين، اقتربت من الناقلة وحاولت مهاجمتها، إلا أن الحراسة تحركت على الفور وبادرت بإطلاق النيران التحذيرية، فلاذت الزوارق بالفرار.