كان لدى وزير دفاع الكيان الصهيوني الأسبق في السبعينات موشي دايان ثلاثة سائقين أحدهم جندي عسكري، بحكم أنه قائد الجيش ويؤدي خدمته على عربة عسكرية في الجبهة، بينما كان الثاني يعمل في مجلس الوزراء بحكم أن ديان كان وزيرا بالحكومة فيقوم بتوصيله في مشاويره وجولاته الرسمية، أما الثالث فكان مدنيا يعمل لديه في المنزل يقضي مشاويره الخاصة حين لا يكون في العمل.
في إحدى المرات سأل دايان السائقين الثلاثة السؤال نفسه: ما رأيكم في الحرب مع العرب؟ هل يجب أن نستمر ونهاجم أم نكتفي بالدفاع؟
سائقه المدني في البيت الذي لم يمسك سلاحا في حياته كان رده شرسا ومتطرفا فقال: يجب أن تستمر الحرب إلى ما لا نهاية حتى نبيد العرب كلهم.
السائق الثاني التابع لمجلس الوزراء وهو جندي سابق قال: يجب أن نتوسط بالدفاع والهجوم حتى نحقق ما نريد ثم نتوقف.
أما الجندي سائق الجيش الذي خاض معارك كثيرة ونال أوسمة، فقال: سيدي، الحرب لا أحد رابح فيها، الجميع خاسر لكن بالسلام يربح الجميع، فالحرب وسيلة وليست غاية. أرى أن نعمل أكثر ونضحي من أجل السلام.
تذكرت هذه الحكاية بمناسبة موضوع العفو الذي هو حديث أهل الكويت.
والعبرة من قصة موشي دايان وسائقيه الثلاثة هي أنه من السهل عليك التنظير والفلسفة وأنت بعيد عن المشكلة نفسها ولا تمسك من قريب ولا من بعيد ولا تعاني تبعاتها وآثارها.
آن لمعاناة المهجرين أن تنتهي وآن لآلام أهلهم وأحبابهم أن تتوقف، وآن للكويت أن تطوي الصفحة وتفتح صفحة بيضاء جديدة نكتب فيها، فلقد أضعنا الكثير من الوقت الثمين في خلافات لا جدوى منها، وقد حان الوقت لنضع أيدينا جميعا بأيدي بعض ونبدأ في اللحاق بركب البلدان المجاورة التي بدأ الفارق في التنمية وفي أمور كثيرة يتسع بيننا وبينها ونحن الذين كنا في الريادة.
٭ نقطة أخيرة: باختصار، من يده في الماء ليس كمن يده في النار.