من يوم لآخر يفجع المجتمع الكويتي بجريمة نكراء تهز وجدان كل إنسان غيور على الأمن والأمان في هذا البلد الغالي، فالكويت دائما هي واحة أمن وأمان، ولم تر خلال عهودها السابقة هذا الكم الهائل من الجرائم، فبالأمس القريب فتاة كويتية لم يتجاوز عمرها 15 ربيعا وجدت ميتة في حوش بناية بمنطقة الفنطاس، وعند المعاينة الأولية وجدت الفتاة مضروبة بالرأس عليها من أثر السقوط، وفي حادثة أخرى يتضح أن خلافا أسريا يكشف مقتل واختفاء مواطنة كويتية منذ عام 2016، وكلنا يتذكر الوحش البشري في منطقة السالمية الذي قتل طفلته ذات الأربع سنين ووضع جثتها في «فريزر»، فالأب والأم - والعياذ بالله- يتعاطيان المخدرات والمؤثرات العقلية، وكذلك الجريمة التي حدثت في أحد المجمعات بسبب «خزة» في العين قتل فيها شاب في مقتبل العمر، وكذلك الجريمة التي قتلت فيها الشابة فرح.
الشباب في سن المراهقة تحدث لهم تغيرات فسيولوجية، وتسمى هذه المرحلة المجنونة لكثرة التغيرات في الجسم، ومن الأسباب كذلك انشغال الوالدين عن أبنائهما، وعدم الجلوس معهم وحل مشاكلهم، وهنا نرى أن وسائل الإعلام سواء كانت المقروءة أو المرئية أو المسموعة وخطباء المساجد، لابد أن يكون لهم دور كبير في نصيحة المجتمع وخاصة فئة الشباب والفراغ القاتل الذي يحصل لهم، ولابد للمدرسة ان يكون لها دور كبير في إبراز الظواهر السلبية، ولابد للوالدين أن يعرفا ما يشاهده الأبناء في التلفاز والهاتف وعن مشاهدة أفلام الإثارة الرخيصة وأفلام العنف، فلنتق الله في أبنائنا فهم الثروة الحقيقية في المجتمع. وكذلك سجوننا التي تتمتع بقدر عال من الرفاهية للمساجين ووسائل التسلية فضلا عن المخدرات التي تصل لهم خفية في السجن، فالذي يردع السجين هو الحرمان من هذه الرفاهية ليشعر بالحسرة والندم على ما اقترفت يداه، ويعرف انه سيقضي العقوبة خلف قضبان حديدية يمارس وراءها الأشغال الشاقة، والذي يردع المجرم هو أن يعرف أن كل من سيتوسط له سينشر اسمه في الصحف ليعرف القاصي والداني الدور الذي يريد أن يلعبه ليفر بجريمته ويجعله يفكر قبل أن يرتكب جريمته.
ولا شك أن تنفيذ العقوبة على مرأى ومسمع الجميع ونقلها عبر التلفاز إلى كل بيت ليشاهد الجميع ما حل بالمجرم نظير جريمته سيسهم في ردع كل من تسول له نفسه الخروج على القانون، وهو يشاهد ما حل بمن سبقه إلى ميدان الجريمة، ولابد من سرعة الفصل في كل القضايا، وهذا مطلب مهم وعاجل، وتكون بعيدة عن مماطلات الدفاع ومحاولاته لاستظهار البراءة ليحصل على البراءة ويفر المجرم بجريمته أو إطالة زمن الدعوة تحية حب وتقدير إلى رجال الداخلية وعلى رأسهم معالي الوزير ومساعدوه على جهودهم الحقيقية وسهرهم على الأمن في الكويت، ويبقى الرادع الحقيقي لكل مجرم هو العقاب الصارم السريع الذي لا تنفع معه واسطة، ولنا في رسولنا الكريم، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أسوة حسنة يوم سرقت المرأة المخزومية وهي من أشراف قريش وخشي أهلها أن يقيم رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وآله، عليها الحد فاختاروا أسامة بن زيد حبيب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ليشفع لها ويحدثه في أمرها ويتوسط لها، فماذا قال رسولنا صلى الله عليه وسلم لقد غضب وقال «والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها».
نسأل الله أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل مكروه، وأن يعم الأمن والأمان في بلدنا الغالي الكويت، وأسأله سبحانه وتعالى أن تنقشع هذه الغمة ويذهب هذا البلاء عن جميع دول العالم، اللهم آمين.
[email protected]