تعوق سلسلة اعتداءات دامية ينفذها عناصر في تنظيم «داعش ـ خراسان» في أفغانستان مساعي حركة طالبان لإعادة إرساء الاستقرار في البلاد.
وقتل ما لا يقل عن 25 شخصا بينهم قيادي كبير في«طالبان» وأصيب 50 آخرون بجروح الثلاثاء الماضي في هجوم لـ «داعش» استهدف مستشفى كابول العسكري الوطني، وسط تصاعد العنف في أفغانستان بين الحركة الحاكمة والتنظيم المتطرف.
من هو تنظيم «داعش ـ خراسان»؟
تأسس داعش في العام 2014، بزعامة أبو بكر البغدادي وسيطر التنظيم على مساحات شاسعة من العراق وشرق سورية، لكنه فقد لاحقا سيطرته على هذه الأراضي. إلا انه كان قد تمدد إلى أنحاء أخرى من العالم بما فيها «خراسان»، وهي منطقة تضم أنحاء من أفغانستان وإيران وباكستان وتركمانستان.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يضم تنظيم «داعش ـ خراسان» 500 إلى بضعة آلاف من المقاتلين في شمال أفغانستان وشرقها، بما في ذلك خلايا نائمة في كابول.
ويعتقد أن التنظيم يقوده منذ العام 2020 «شهاب المهاجر»، الذي يوحي اسمه الحركي بأنه متحدر من العالم العربي إلا أن أصله لايزال مجهولا.
ويعتقد كثر أنه كان قياديا في تنظيم القاعدة أو عضوا سابقا في شبكة حقاني القريبة من القاعدة. وتسري نظريات كثيرة بشأنه من دون أن يتأكد أي منها.
ما مدى خطورة التهديد؟
إلى العام 2020، كان «داعش ـ خراسان» يخسر نفوذه في ظل سطوة حركة طالبان وحملة الغارات الجوية الأميركية ضد التنظيم.
لكن يبدو أن وصول القائد الجديد غير المعادلة.
ويفيد الباحث في مرصد المواقع المتطرفة (إكستراكت) عبد السيد، بأن شهاب جدد التركيز على أهمية «حرب المدن والعنف ذي الدلالات».
وقال انه «على الرغم من أن طالبان هي هدفه الرئيسي، اختار التنظيم أهدافا سهلة على غرار الأماكن الدينية والمؤسسات التربوية والأماكن العامة مثل المستشفيات، لبث الخوف من إرهابه».
وتبنى التنظيم في 2021، أكثر من 220 هجوما في أفغانستان بما في ذلك العديد من الهجمات في كابول حيث سيطرت طالبان على مقاليد الحكم.
وعلى غرار ما حصل في العراق حيث استهدف التنظيم الشيعة لإثارة حرب طائفية.
أين بدأت الخصومة؟
كثر من مقاتلي تنظيم «داعش ـ خراسان» سبق أن قاتلوا في صفوف طالبان أو جماعات موالية لها، أو يأتون من حركات تمرد تستلهم مبادئها من تنظيم القاعدة. لكن استراتيجيات الفصيلين اختلفت.
وعلى الرغم من الخطاب التحريضي بين الفصيلين، يبقى ممكنا انتقال العناصر من ضفة لأخرى وفقا لمواقف القادة والفرص السانحة.
وبحسب باربرا كيليمن المحللة في مركز «دراغونفلاي للاستخبارات الأمنية» سبق أن نجح تنظيم «داعش ـ خراسان» في «تجنيد عناصر مستائين من طالبان».
ومنذ 15أغسطس الماضي تؤكد حركة طالبان للسكان أنها وضعت حدا للحرب وأعادت الاستقرار. إلا أن هجمات داعش تهدد هذا الخطاب.
هل الأفضلية لطالبان؟
حاليا لا تحظى طالبان في مواجهة خصمها بمساعدة خارجية تذكر، ولا بدعم استخباري واستطلاعي عسكري أميركي.
لكن الحركة تعرف عدوها جيدا، وتحظى بدعم محتمل من مجموعتين تعرفان تكتيكات تنظيم «داعش ـ خراسان».
وجاء في تقرير لمركز صوفان ومقره الولايات المتحدة أن «طالبان ستعتمد في مقاتلة داعش على شبكتي حقاني والقاعدة وأطراف آخرين» للحصول على «دعم على صعيد العديد والخبرات القتالية والمؤازرة اللوجستية».