بيروت ـ منصور شعبان
أدت الأزمات التي تضرب إدارات الدولة في لبنان إلى شلها، بحيث بات الموظفون يعانون من صعوبة الحضور إلى مكاتبهم بسبب الارتفاع الجنوني في ثمن صفيحة البنزين الذي أحرق رواتبهم وأكلت أسعار المواد الغذائية القيمة الشرائية لليرة الناتجة عن تدهور العملة الوطنية أمام الدولار الأميركي، فما كان منهم إلا «التمرد» الوظيفي على شكل إعلان الإضراب في كثير من الإدارات الرسمية.
هذا الواقع أخر إنجاز معاملات المواطنين الذين بات عليهم الانتظار طويلا لحين توافر الأوراق وحضور الموظفين يوما في الأسبوع.
واقع الحال في إدارات الدولة وتهاويها ادخلها في مرحلتي التقويض والتحلل فيما الحكومة غارقة بمعالجة مشاكلها، ويبذل وزراؤها قصارى جهدهم لاقفال بعض الملفات الشائكة بدءا من إضراب الجامعة اللبنانية مرورا بالمستشفيات الحكومية وصولا إلى دراسة رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة بدل النقل.
وبحسب تقرير لصحيفة «نداء الوطن»، جاء اضراب موظفي الادارة العامة كحد السيف ليشل ما تبقى من ادارات رسمية يلجأ اليها المواطنون لانجاز معاملاتهم اليومية بعد تقنين دوامهم، وفق خارطة طريق وضعها رئيس كل مصلحة ودائرة ووصلت إلى الدوام يوما واحدا في الاسبوع تماشيا مع قيمة رواتبهم، بعد تجاهل المسؤولين لمطالبهم.
ومدينة صيدا، بحسب التقرير عينه، لم تغرد خارج السرب، إذ التزم موظفو السرايا الحكومية بالاضراب اكثر من اي وقت مضى وانضم موظفو مصلحة الصحة للمرة الاولى إلى صفوف زملائهم المضربين، مع الابقاء على استقبال معاملات الاستشفاء، فانعدمت حركة المواطنين في باحة محافظة لبنان الجنوبي الداخلية مع اقفال ادارات المالية، التنظيم المدني، العقارية، الاقتصاد، الزراعة، العمل، الصناعة، والمنطقة التربوية مع حضور موظف فيها ضمن الالتزام بمواعيد مع الطلاب لتسليمهم شهاداتهم الرسمية، فيما عملت ادارة النفوس بشكل استثنائي تحضيرا للانتخابات النيابية.
اما تعاونية الموظفين فلم تغلق ابوابها امام قاصديها طيلة فترة تحركات الموظفين المطلبية وحتى يومنا هذا رغم معاناتهم المماثلة لزملائهم، الا ان صحة المواطنين كانت في مقدمة اولوياتهم.
الاضراب امتد إلى مركز معاينة الميكانيك في الزهراني، إذ اعلن ان ابوابه لن تفتح وبصورة استثنائية وحتى إشعار آخر، الا أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من كل أسبوع.
وحال «التمرد الوظيفي» لم تسلم منه مصلحة تسجيل السيارات في البرامية، اذ التزم موظفوها بالاضراب التام، وهم في الاساس وضعوا لانفسهم برنامجا خاصا يقوم على الدوام يوما واحدا في الاسبوع (الخميس).
وقد دفع هذا الحال أصحاب مكاتب قيادة السيارات ومعقبي المعاملات إلى الاعتصام أمام المصلحة وقطع الطريق في المكان احتجاجا على اغلاق مكاتبها التزاما بالاضراب، مؤكدين أن الاضراب يؤثر على مصالحهم واشغالهم في ظل غياب موظفي المالية وأنهم يعانون منذ ثلاثة اشهر، متسائلين «لماذا النافعة في باقي المناطق تفتح أبوابها باستثناء صيدا؟»، معتبرين «ان هذا الامر غير مقبول لذلك نطالب بايجاد حل لانتظام العمل».