- قمة مشتركة بين رئيس البرلمان الأوروبي ورئيس مجلس الأمة الكويتي في نهاية العام القادم
- نثمّن عالياً ونساند جهود الكويت ومبادراتها في إحلال السلام وحلّ النزاعات
- البرلمان الكويتي المنتخب فعّال ومؤثر ويعكس حجم الممارسة الديموقراطية فيه
- البرلمان الأوروبي يؤيد ويساند حلّ الدولتين للقضية الفلسطينية تحت مظلة الأمم المتحدة
- ناقشنا ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وعلى المسلمين في مختلف أنحاء العالم توضيح أن الأحداث الإرهابية يقوم بها مجرمون لا علاقة لهم بالإسلام
- الاتحاد الأوروبي والكويت لديهما رؤية مشتركة ومساعٍ حثيثة للعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي واحترام حقوق الإنسان
- الكويتيون محلّ ترحيب ونأمل أن يتم إعفاؤهم من تأشيرة دخول دول الاتحاد الأوروبي بعد استكمال الشروط القانونية الأساسية
أجرى اللقاء: أسامة دياب
أكد رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية سفين سايمون أن زيارته والوفد المرافق له إلى الكويت تهدف إلى تعزيز الشراكة بين الاتحاد والكويت، موضحا أن الكويت حليف قوي للاتحاد الأوروبي، فضلا عن كونها أحد أبرز عوامل دعم وتعزيز الاستقرار في المنطقة. وكشف سايمون، في لقاء خص به «الأنباء»، عن قمة مشتركة بين رئيس البرلمان الأوروبي ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في نهاية العام القادم، لافتا إلى أن البرلمان الكويتي المنتخب فعال ومؤثر ويعكس حجم الممارسة الديموقراطية فيه، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي يثمن عاليا ويساند جهود الكويت ومبادراتها في إحلال السلام وحل النزاعات، معربا عن سعادته بقوة المعارضة في الكويت، حيث إن تباين الآراء جزء لا يتجزأ من الديموقراطية البرلمانية.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي والكويت لديهما رؤية مشتركة ومساع حثيثة للعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي واحترام حقوق الإنسان، لافتا إلى أن الكويتيين محل ترحيب، معربا عن أمله في أن يتم إعفاؤهم من تأشيرة دخول دول الاتحاد الأوروبي بعد استكمال الشروط القانونية الأساسية، فإلى التفاصيل:
حدثنا عن طبيعة زيارة وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية. ومع من التقيتم من المسؤولين الكويتيين؟ وما أبرز الموضوعات التي تمت مناقشتها؟
٭ وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية هنا في الكويت في زيارة رسمية لها أسباب متنوعة، أهمها حضور الاجتماع البرلماني العاشر بين مجلس الأمة الكويتي والبرلمان الأوروبي، فضلا عن كونها زيارة تنسيقية تهدف إلى تبادل الرؤى وتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكويت.
ونظرا لتزامن وقت الزيارة مع انعقاد قمة المناخ في غلاسكو التقينا مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي، ونائب وزير الخارجية السفير مجدي الظفيري، كما التقينا بطبيعة الحال مع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وممثلي عدد من مؤسسات المجتمع المدني والديوان الوطني لحقوق الإنسان وعدد من الأكاديميين، كما التقينا بعدد من رجال الأعمال حول مائدة مستديرة بدعوة من السفارة الألمانية.
ما أبرز العناوين على أجندة الاجتماع البرلماني العاشر بين مجلس الأمة الكويتي والبرلمان الأوروبي؟
٭ المحادثات مع ممثلي البرلمان الكويتي كانت مثمرة، ففي البداية تناولنا سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البرلمان الأوروبي ومجلس الأمة الكويتي، ومن منظور أوسع التعاون البرلماني بيننا وبين البرلمانات المختلفة في دول مجلس التعاون. وفي نهاية العام القادم ستعقد قمة مشتركة بين رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، كما ناقشنا إمكانية عقد جمعية برلمانية مشتركة بين ممثلي برلمانات مجلس التعاون الخليجي والبرلمان الأوروبي.
وتطرقنا إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك مثل التغير المناخي وحقوق الإنسان، ومن المهم أن نعرض خبراتنا وتجاربنا في مجالات حقوق الإنسان والديموقراطية وسيادة القانون التي من الممكن أن تكون بمنزلة نموذج ملهم للآخرين، وخصوصا أن الاتحاد الأوروبي لديه هيئة قضائية دولية مستقلة مختصة بحقوق الإنسان «المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان» مقرها في ستراسبورغ.
وناقشنا أيضا ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وسبل تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى البعض حول هذا الموضوع، ولقد أوضح أعضاء مجلس الأمة الكويتي أن 90% من الضحايا هم من المسلمين، ولذلك أرى أن على المسلمين في مختلف أنحاء العالم أن يوضحوا أن الأحداث الإرهابية التي يزج باسم الإسلام فيها يقوم بها مجرمون لا علاقة لهم بالإسلام، كما أن الدين الإسلامي لا يحث على ذلك ولكن يحرمه تحريما شديدا.
وتبادلنا الرؤى حول الوضع الجيوسياسي في المنطقة والدور الذي تلعبه الكويت فيها، وتطرقنا إلى القضية الفلسطينية، ولكن هذه الموضوعات ستحظى بنقاشات مستفيضة في الجمعية البرلمانية المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وممثلي برلمانات دول مجلس التعاون الخليجي. في المجمل كانت نقاشات مثمرة ومفيدة للغاية.
بصفة عامة الاتحاد الأوروبي والكويت لديهما رؤية مشتركة ومساع حثيثة للعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي واحترام حقوق الإنسان.
إلى أي مدى تعتبر فكرة «أن من يقوم بالأعمال الإرهابية هم مجرمون ليست لهم علاقة بالإسلام» واضحة في ذهن الأوروبيين؟
٭ الفكرة واضحة للمسؤولين ولكن بالنسبة لبعض الناس فهي للأسف غير واضحة وخصوصا أن هؤلاء المجرمين يرتكبون جرائمهم باسم الدين وهذا ما يخلق هذا اللبس في الفهم.
هل قمت بتوقيع أي معاهدة أو مذكرة تفاهم بين البرلمان الأوروبي ومجلس الأمة الكويتي خلال الزيارة؟
٭ بالفعل، أصدرنا بيانا مشتركا بمنزلة خارطة طريق يشمل سبل تعزيز التعاون البرلماني في ظل مساحة الثقة المتبادلة بين الكويت والاتحاد الأوروبي والتي بنيت على مدار سنوات طويلة. وعبر الطرفان عن رغبتهما الأكيدة في المضي قدما في دعم وتعزيز العلاقات الثنائية على الصعيدين السياسي والفني.
كما أشار البيان إلى أهمية الشراكة المتكافئة بين البرلمان الأوروبي والبرلمان الكويتي في التعاون والحوار مع الوضع في الاعتبار الاختلاف بين الاتحاد الأوروبي والكويت.
واتفق الجانبان على ضرورة التعاون لدعم وتعزيز الاستقرار في المنطقة، فضلا عن مواجهة التحديات مثل جائحة كورونا والتغير المناخي ومكافحة الإرهاب والتطرف السياسي والديني. ورحب البيان بافتتاح سفارة الاتحاد الأوروبي في الكويت في عام 2019، ودعا البيان إلى ضرورة الإسراع في إعادة فتح النقاشات حول اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.
تعزيز دور البرلمانات
كيف ترى البرلمان الكويتي والمناخ الديموقراطي في الكويت؟
٭ الكويت لديها برلمان منتخب، والبرلمان الكويتي فعال ومؤثر وله صوت مرتفع كما أن حرية التعبير مكفولة. ولقد حضرت عشاء أقامه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان والنائبان اللذان كنت أجلس بجوارهما كانا من المعارضة وكنت سعيدا جدا بمدى قوة المعارضة في الكويت مما يعكس المناخ الديموقراطي فيها، حيث إننا نرى أن الممارسة الديموقراطية هي أحد أبرز سبل دعم وتعزيز الاستقرار السياسي، وتباين الآراء ظاهرة صحية وجزء لا يتجزأ من الديموقراطية البرلمانية، لكن هذا لا يعني أن التجربة مكتملة فهناك الكثير الذي يجب عمله. ولذلك أرى أن هناك أهمية قصوى لتعزيز دور البرلمانات في العالم وتكريس مبادئ الديموقراطية بوصفها السبيل الأمثل لحياة أفضل للشعوب.
نموذج يحتذى
كيف تقيم الدور الذي تلعبه الكويت في حل النزاعات وإحلال السلام في المنطقة؟
٭ نقدر ونثمن عاليا جهود الكويت ومبادراتها في إحلال السلام وحل النزاعات ودعم وتعزيز الاستقرار في المنطقة، والاتحاد الأوروبي يساند جهود الكويت ومبادراتها البناءة في هذا الصدد، لذلك نحن نعتبر الكويت حليفا قويا للاتحاد الأوروبي في المنطقة. ولعل جهود الكويت في حل الأزمة الخليجية وإعادة اللحمة إلى كيان مجلس التعاون أبرز دليل على ذلك.
ومن هنا أود أن أوضح أن مجلس التعاون الخليجي بإمكانه أن ينظر إلى تجربة الاتحاد الأوروبي كنموذج يحتذى، فبعد حربين عالميتين مدمرتين استطاعت دوله التوصل إلى آلية تمكنهم من العيش في سلام دائم واتخاذ خطوات تدعم التعاون المشترك وتضمن رخاء ورفاهية الشعوب.
ما آخر مستجدات ملف إعفاء الكويتيين من تأشيرة دخول دول الاتحاد الأوروبي؟
٭ الكويتيون محل ترحيب في أوروبا ونأمل أن يتم إعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة دخول دول الاتحاد الأوروبي وذلك بعد استكمال الشروط القانونية الأساسية.
ما أبرز جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز التبادل الثقافي بينه وبين دول شبه الجزيرة العربية؟
٭ أعتقد أن التبادل الثقافي هو أحد أبرز جسور التعاون ويوفر فهما أفضل بين الشعوب، فالتواصل والحوار بين الشعوب وخاصة على المستوى العلمي والتقني مهم جدا من أجل تقريب وجهات النظر بين شعوب دول الاتحاد الأوروبي والشعب الكويتي مما يخلق أرضية مشتركة للفهم المتبادل.
كيف ترى الدور الذي تلعبه الديبلوماسية البرلمانية؟
٭ الديبلوماسية البرلمانية لها أهمية كبيرة، فالحوار يجنبنا ويلات الحروب، والديبلوماسية البرلمانية تلعب دورا كبيرا في دعم تعزيز العلاقات وتبادل وجهات النظر، وتسهم في مد جسور التعاون بين البرلمانات في العالم.
حل الدولتين
ما موقف البرلمان الأوروبي من القضية الفلسطينية؟ وما الجهود التي تبذلونها لتحقيق ذلك؟
٭ البرلمان الأوروبي يؤيد ويساند حل الدولتين كحل ناجع للقضية الفلسطينية تحت مظلة الأمم المتحدة، لكن الإشكالية أن الاتحاد الأوروبي ضعيف جدا وإمكاناته محدودة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
كيف ترى المشهد الملتبس والمعقد في منطقة الشرق الأوسط؟
٭ بالفعل، هو مشهد معقد وملتبس يحوي الكثير من المناطق الملتهبة مثل سورية والعراق واليمن وليبيا، لكن ما أود أن أؤكد عليه هو أن الاتحاد الأوربي يولي منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك شبه الجزيرة العربية أهمية قصوى ونحرص على استقرارها بكل السبل الممكنة لأننا نتأثر بما يحدث فيه إيجابا أو سلبا.
مجموعة عمل مشتركة
رحب رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية سفين سايمون بترتيب التعاون الذي تم إبرامه بين دائرة العمل الخارجي الأوروبية EEAS ووزارة الخارجية الكويتية عام 2016 لتغطي مجالات مثل الطاقة والأبحاث والابتكار والأمن ومكافحة الإرهاب والتنمية والمساعدات الإنسانية بالإضافة إلى تأسيس مجموعة عمل من الجانبين فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
نموذج الاتحاد الأوروبي
دعا رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية سفين سايمون دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن تضع نموذج الاتحاد الأوروبي كهدف لها من الممكن تحقيقه من أجل السلام والتنمية، فبعد 2000 عاما من الحروب تنعم دوله الآن بـ 70 عاما من السلام، مشيرا إلى ضرورة أن تعمل دول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي فيما بينها.
دور المرأة والتمثيل البرلماني
دعا رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية سفين سايمون مجلس الأمة الكويتي إلى مناقشة دور المرأة الكويتية في مجتمعها وضمان تمثيلها في المجلس بالإضافة إلى القطاعات السياسية والاقتصادية الأخرى في الكويت.
5 أعضاء
كشف رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية سفين سايمون أن عدد أعضاء وفد البرلمان الأوروبي الذي زار البلاد في الفترة من 2 إلى 5 نوفمبر الجاري ضم 5 أعضاء، موضحا أن الوفد يتكون من عضوين من ألمانيا وعضوين من اسبانيا وعضو من پولندا.
خطوة مهمة
أشار رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية إلى أن افتتاح مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت في عام 2019 كان خطوة مهمة على طريق تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والكويت وساهم في تطوير العديد من مجالات التعاون الثنائي.
فرصة لاستشراف مجالات جديدة
وصف سفين سايمون زيارته للكويت بالمثمرة والإيجابية، حيث كانت فرصة لتنسيق الجهود وتعزيز التعاون واستشراف مجالات جديدة للتعاون بين البلدين وخصوصا في مجال التحول الرقمي والبيئي العالمي وفق مفهوم التعافي لما بعد الجائحة.
على الطريق الصحيح
أكد سايمون أهمية تنويع مصادر الداخل، لافتا إلى أن خطة الكويت التنموية الطموحة 2035 تعتبر خطوة على الطريق الصحيح، ومشيرا إلى أهمية قيام الكويت بزيادة فاعلية القطاع العام وتحسين بيئة الأعمال في القطاع الخاص.
الديبلوماسية البرلمانية
أشار رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية سفين سايمون إلى أن الديبلوماسية البرلمانية لها أهمية كبيرة، فدائما ما يجنبنا الحوار ويلات الحروب، مضيفا أن الديبلوماسية البرلمانية تلعب دورا كبيرا في دعم تعزيز العلاقات وتبادل وجهات النظر، كما أنها تسهم في مد جسور التعاون بين البرلمانات في العالم.