فقدت الأسرة الاعلامية في الكويت عموما وأسرة «الأنباء» خصوصا الزميل ذعار الرشيدي الذي غيبه الموت بعد مسيرة إعلامية بارزة.
بدأ الراحل مسيرته الإعلامية بالكتابة بالعديد من الصحف المحلية كـ «الأنباء» و«القبس» و«الوطن» ومجلة «الغدير»، بالاضافة لكتابته في الصحف العربية مثل «الوطن القطرية» ومجلة «آخر ساعة» وغيرها العديد من الصحف والمجلات.
شغل الراحل منصب مسؤول القسم الأمني في جريدة «الأنباء»، كما كانت له زاوية مخصصة في صفحة المقالات تحت عنوان «الحرف 29» استمرت لما يقارب 19 عاما، حيث بدأ كتابتها على صفحات الجريدة بدءا من العام 2002.
تمحورت معظم مقالات الراحل حول الشأن السياسي حيث تناول خلالها قراءات سياسية للواقع المحلي طارحا رؤيته الخاصة التي عرف بها بحيث كان يغلف الرؤية السياسية بأسلوب أدبي ساخر.
كما كان الزميل الرشيدي (رحمه الله) رائدا من رواد صحافة الشعر الشعبي بمفهومها الريادي الصحيح.. حيث أشرف على صفحات متخصصة في الشعر الشعبي في جريدة «الأنباء»، كما أعد صفحة الواحة أيضا في جريدة «القبس»، بالإضافة لإعداده صفحة ملتقى الشعراء في جريدة «الوطن».
وفي العام 2011 صدر للراحل كتاب جديد حمل اسم «الحرف 29» وضم عددا كبيرا من مقالاته الصحافية التي نشرت في «الأنباء» بين الأعوام 2008 و2011 في زاويته التي حملت الاسم ذاته وعرف من خلالها كاتبا صحافيا.
وجاء الكتاب الذي كان باكورة إنتاج الراحل في عدة أبواب منها الأقرب وهي المقالات التي اعتبرها، رحمه الله، الأقرب إلى قلبه ككاتب، ثم تنوعت الأبواب بين «الشخصيات» وهي المقالات التي تناول فيها شخصيات بأسمائها الصريحة وعرض لهم ولمناقبهم، و«مجلس أمة» والتي تناول فيها مختلف القضايا التي تم تناولها خلال تلك الفترة في البرلمان، و«حكوميات» والتي ضم فيها جميع كتاباته حول الأداء الحكومي في تلك الفترة، ثم باب «عام» والذي ضم مقالات متنوعة لا تندرج تحت أي من الأبواب الأخرى.
يقول الزميل في مقدمة كتابه: «كثيرة هي الـ «لماذات» هنا تبقى معلقة بيني وبين سبب أجهله تماما، ولكن ما أعرفه أن الكتاب يضم رأيي الشخصي والخاص لكثير من الأمور المحيطة التي وجب علي ككاتب أن أعلق عليها».
وبهذه المناسبة الحزينة، تتقدم «الأنباء» إلى أسرة الراحل بأحر التعازي والمواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
المقال الأخير
في 18 مايو الماضي، كتب ذعار الرشيدي، رحمه الله، مقاله الأخير على صفحات جريدة «الأنباء» والذي كان بعنوان «الزمن المتبقي شهرا» وهذا نصه:
فعليا رغم استمرار تعطل الجلسات وتأخرها ورفعها أحيانا منذ بداية دور الانعقاد الحالي، لم يتبق سوى شهر أو يزيد قليلا من عمر دور الانعقاد الحالي والذي كالعادة سيستلزم جلسات إضافية لمناقشة ميزانيات الجهات الحكومية المختلفة أو ربما يمتد الأمد إلى أطول من الشهر لجلسات متلاحقة لإقرار الميزانيات، وبذا إذا استمرت الأمور بما هي عليه دون صدام فسينفض هذا الدور على إقرار سريع للميزانيات دون إنجاز تشريعي يذكر وهذا المتوقع.
>>
فالحقيقة أن الصدام المستحق أو المفتعل بين السلطتين وبهذا الشكل ليس من صالح أحد، وكل نتيجة شكل صدامي ليس من صالح أي من الطرفين خاصة المجلس نفسه، بل وأعضاء المعارضة انفسهم التي ستكون الخاسر الأكبر في الذهاب إلى ختام مجلس «إقرار الميزانيات» فقط!
>>
المعارضة تعلم أنها الخاسر الأكبر في هذه الجولة، وأعتقد انه يجب عليها أن تصحح مسار خياراتها في التعاطي مع الحكومة، وأن تكون أكثر مهادنة وأكثر اقترابا من الواقع وأن تبتعد على الأقل في الفترة القادمة عن التصعيد الاستعراضي، وأن تبادر إلى رسم خارطة طريق خروج من الشكل الذي وضعت نفسها به.
>>
المعارضة أمام استحقاق تاريخي لتعديل مسار اتجاه عملها مع الحكومة الحالية، فلا يعقل أن الصدامات قائمة منذ اليوم الأول بلا أي نتيجة تذكر، مجرد تعطيل للجلسات وتأجيل انعقادها دون أدنى مكسب سياسي، ففي الواقع ما حصل هو خسائر سياسية متتالية تم دفعها من الزمن الديموقراطي المقرر لعقد الجلسات سواء تلك التي أجلت أو عطلت أو رفعت، وهذا مسار يجب تصحيحه والمسؤولية تقع على المجلسين التشريعي والتنفيذي، والكل يتحمل مسؤولية كاملة عن ضياع سنة دستورية كاملة أو بالأصح فصل تشريعي كامل ما كان يجب أن يكون هذا مصيره.
>>
توضيح الواضح: مدير مركز البحر للعيون د.علي البغلي، شكرا منك وشكرا لك وشكرا عليك وما قصرت، بمثلك تتطور الإدارات وتصبح أكثر فائدة، وهذا ما حصل مع مركز البحر لطب العيون الذي تديره وتشرف عليه ويقع ضمن مسؤولياتك القائمة، مقدما شكرا لك.
وغاب.. الصحافي المهني.. ذعار
في غمرة التشافي من عملية جراحة القلب وتركيب الدعامات آلمني سماع خبر وفاة ابني الغالي ذعار الرشيدي الذي رافقته في «الأنباء» وهو من الطلاب الذين أعتز وأفخر بهم؛ لأنه واحد من الصحافيين القلائل المتمكنين مهنيا من صناعة الخبر وكتابة المقال وكل ما يخص النشر، وهو أيضا من البارزين الأوائل في إتقان التعامل مع الصحافة الورقية والإلكترونية، وكان بارزا بالصحافة الرقمية يحسن استخدام الجانب الإلكتروني، وله صفحات من المجد والمثابرة والتفوق والنجاح في صناعة الخبر وكتابته، وبرز في التعامل الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، وكان يملك ابني ذعار - رحمه الله - قلما رشيقا وله جمهوره المتابع لكتاباته الصريحة، ويعتبر من الجيل المخضرم الإعلامي المتمكن من كيفية الحصول على صناعة الخبر وإدارة الحدث ونقله للآخرين بحرفية ونشره في وسائل الإعلام المختلفة، وكان يتحمل ما يسند إليه من المسؤوليات دون تردد.
كان مريضا ويتحامل على نفسه في الحضور إلى «الأنباء» لأداء واجبه الذي لم يُقصِّر فيه يوما حتى التفت إلى هذه القضية الأستاذ يوسف خالد المرزوق - جزاه الله خيرا وأمره أن يكتفي بكتابة مقاله اليومي (الحرف 29) دون الحضور.
رحمك الله يا ابني «ذعار»، فلم يكن يوما أبدا خائفا مترددا وإنما كان مقداما شجاعا يحترم تاريخه المهني والمكان الذي ينسب إليه، وكنت أمازحه وأقول يا أبومحمد (ذعار) هو الخائف الفزع!
ويضحك - رحمه الله - لكنه أخذ من اسمه (ذاعر) وهو ذو غيوب والجمع ذعار.. وقد غاب عنا وجائحة كوفيد- 19 تلفظ أنفاسها.
اللهم يا رب العالمين ارحم واغفر وتجاوز عن ابني ذعار الرشيدي وأوسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى في جنات عدن.
رحمك الله يا أبا محمد الغالي.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
يوسف عبدالرحمن
«الحرف 29».. شاهد على مسيرته
قدرنا أن نفقد الأعزاء، ولعل تكرار المشهد قد يصيب البعض بشيء من الجمود أو ردات الفعل المضطربة التي يصعب شرحها أو حتى فهمها، وهذا هو حالنا جميعا مع مجريات الحياة.
الفقد مر وموجع والحياة لا راحة فيها بما نحن مسيرون فيه أو مخيرون لكننا قانعون ومسلمون بما يكتبه رب العالمين.
حدثته قبل فترة للاطمئنان عن صحته، كان قنوعا بما كتبه الله له ويرتجي رحمته، صابرا محتسبا ألمه وما عاناه هو وأسرته.
رغم ألمه كان قويا متماسكا، حديثه مليء بـ «الحمد لله» و«الأمل بالله».
تزاملنا منذ سنوات طويلة وأصبحنا اصدقاء تشاركنا الكثير من الهموم والأحداث وحتى لقمة العيش. كان يمتاز، رحمه الله، بقفشاته النادرة، بالإضافة الى شاعريته وجودته في كتابة المقالات. أهداني إصداره «الحرف 29» جمع فيه ما كتب ليبقى شاهدا على انجازه المهني الذي امتاز به عن غيره.
دروب الحياة طويلة وأحداثها متشعبة معناها ليس في ماديتها بل فيما يتركه الراحلون وهكذا كانت تجاربنا مع الكثيرين ومنهم (أبومحمد) ذعار الرشيدي الذي أسلم روحه إلى بارئها تاركا وراءه المحبين الذين فجعوا برحيله تؤلمهم ذكريات لن تتكرر وأحداث أصبحت من الماضي وطيف يلوح في أفق الوجدان الإنساني مبني على عنصر الوفاء الذي افتقدته بعض الأنفس وهو ما يبقي الأحباء أحياء في مخيلتنا.
رحمك الله يا بومحمد وغفر لك وأسكنك فسيح جناته. اللهم آمين.
حسين الرمضان
رحيل زميل مثقف وجريء
برحيل الزميل ذعار الرشيدي، تودّع أسرة التحرير في «الأنباء» واحدا من ألمع كُتّابها وصحافييها بعد مسيرة مشرفة ومميزة.
ثقافته العالية واطلاعه الواسع في مختلف المجالات جعلا الحديث معه دائما فرصة للنقاش الهادف وتطوير الأفكار برحابة صدر وانفتاح وهدوء وعقلانية، وكلها ميزات لطالما تمتع بها وأثرت شخصيته ومكانته لدى زملائه.
جرأة الكتابة والقدرة على التعبير بكل وضوح ومواكبة قضايا الكويت الكبرى والأساسية وهموم المواطنين أعطت لزاويته «الحرف 29» طابعا خاصا على مدى أعوام طويلة.
في آخر اتصال معه قبل أشهر، أبلغني أنه في المرحلة الرابعة من المرض، لكنه مرتاح وراضٍ عما حققه من نجاح في مجالي الصحافة والشعر، وما كسبه من محبة وتقدير في شارع الصحافة وكل المهام التي أداها.
لا شك أن رحيل الزميل ذعار الرشيدي خسارة كبيرة، لكنه سيظل على الدوام حاضرا بكتاباته التي تركها لنا وما تتضمنه من أفكار راقية برقيّ شخصيته.
رحم الله الفقيد العزيز ذعار الرشيدي، وأحر التعازي إلى عائلته الكريمة، وكل زملائه وأصدقائه ومحبيه.
محمد بسام الحسيني
ما أصعب الفراق أبا محمد
في بدايات الألفية الثانية، وعلى رأس إحدى محطات تطور وتقدم «الأنباء»، بدأ بروز دور كادر إعلامي كويتي محترف وصاحب قلم سيال، ورؤية وطنية موزونة، بدأ الزميل العزيز ذعار الرشيدي سيرته في «الأنباء» بمجموعة تحقيقات إبداعية سطر بها قدرته ومهارته بحروف من ذهب، ولفتت نظر الكثيرين من المهتمين بالشأن الإعلامي.
لم يكن الزميل الراحل «أبو محمد» مبدعا في الشأن الإعلامي وحده، بل كان أنموذجا أخلاقيا فريدا، هادفا، متزنا، متواصلا مع الجميع، كريما، ألوفا، يجمع حوله محبيه، ويبادلهم الحديث الودي في جلسات نفتقر إليها الآن كثيرا.
أدار الزميل الراحل منظومة القسم الأمني باقتدار، وكان حريصا على تتبع كل صغيرة وكبيرة، يرشد الزملاء لمواطن الأخبار والتحقيقات، في هذا المجال، ولم يبخل بخبرته وتوجيهاته لكل الزملاء.
رحمك الله أبا محمد، وأحسن نزلك، ووسع مدخلك، وغفر لك، آمين.
عاطف غزال
قلب نظيف
«الحمد الله على كل حال»، هالعبارة كنت أسمعها دائما من الراحل الزميل العزيز ذعار الرشيدي عندما اتصل عليه للاطمئنان على صحته بعد ما اشتد عليه المرض، كان يقولها بطريقة تجعلك تفتخر انك عرفت هذا الرجل المثقف في جميع المجالات على الرغم من آلامه وصراعه مع المرض.
الراحل العزيز ذعار الرشيدي (بومحمد) عرفته منذ أكثر من 25 سنة في شارع الصحافة، كان، رحمه الله، حريصا على أداء مهنته على أكمل وجه سواء في اعداد صفحات الشعر او صفحة الامنيات والبرلمان او حتى من خلال زاويته الشهيرة «الحرف 29»، كان حريصا على مصداقية الخبر وما يكتبه وما يتناول من قضايا اجتماعية او سياسية كان يعطيها حقها بكل امانة ودون تزييف، لأنه كان من الكتاب الحقيقيين الذين يحاولون جاهدي البحث عن الحقيقة وعما يسطرونه بأقلامهم، وكان مدافعا شرسا ضد من يسيء الى الكويت وأهلها، لأن هذا الأمر لديه خط أحمر لا يمكن ان يتخطاه أحد مهما يكن وزنه.
الراحل «بومحمد» كان على الرغم من مشاغله ومتاعبه الصحية متابعا جيدا لما اكتبه من موضوعات فنية وثقافية وحالات انسانية لبعض رواد الفن، وهنا أستذكر عندما اتصل عليه يشيد بما كتبته عن موضوع المطرب القدير عباس البدري وما تعرض له من مشاكل ادت الى نومه بالشارع.
ذعار الرشيدي، رحمه الله، كان يسعى إلى عمل الخير دائما وكان «يفزع» للذين يقصدونه في أمور الحياة دون كلل او ملل، ومهما قلت عنه وعن تعامله مع الآخرين فلا أعطيه حقه لأنه كان صاحب قلب نظيف مع الجميع دون استثناء.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته يا «بومحمد».
مفرح الشمري
فاضت روحك في هدوء
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن على فراقك يا بومحمد، ولا نملك إلا أن نرضى بقضاء الله وقدره، فالموت علينا حق لا مفر منه، لقد اختارك الكريم الرحمن الرحيم ليريح أوردتك من ألم اجتاح جسدك الطاهر على مدار سنوات وبدأ يؤلمك ويؤلم قلوبنا معك.
زاملتُ المغفور له بإذن الله الأخ ذعار الرشيدي منذ أن باشر عمله في «الأنباء» فكان نعم الأخ والصديق، حسن اللسان، لم يتردد في يوم من الأيام في تقديم النصيحة والتوجيه لزملائه، مهنيا كنت أجده، صحافيا متألقا يجيد كل صنوف الكتابة، وفي كل المجالات، كنت أتواصل معه هاتفيا خلال المرض، وكنت أحزن حينما يحدثني عن معاناته، وكنت أدعو الله أن يزيح عنه وأن يعافيه ويديمه سندا لأبنائه ولي لأنه كان بمنزلة أخ وصديق.
فاضت روحك الطيبة في هدوء، وخرجت من جسدك الطاهر كنسمة هادئة، في سكون وطمأنينة، بلا ضوضاء.
رحمك الله يا بومحمد، اللهم وسِّع مدخله، وأكرم نزله، وارفع درجته، واجعل الجنة داره ومستقره، اللهم ارحمه واغفر له، واجعل البركة في ذريته.
أمير زكي
بتزين.. بتزين
آخر كلمتين كانتا محل مكالمة لي مع «ذعار»..
إيمانه بالله في تشرذم معاناته مع المرض لم ينسه ان المولى أقوى وأعظم و«بتزين».. لم أكن أتخيل ،وما زلت، ان أودع «بومحمد»، فالوداع خلق للغرباء وليس للأحبة.. لكنه القدر حينما يحول دون بقائنا مع من نحب ومن نصادق.
«صبحك الله بالخير بومحمد».
هلا بوشبيب.. «اقلط».
زاملته 12 عاما.. في وقت العمل والانطواء يكتب معه صفحة وبيده الأخرى قلم يرحب.. كرما وعنفوانا ومحبة.
«ذعار»، هل للوداع مكان أم إنه سفينة بلا شراع؟ نعزي من؟ انفسنا؟ نبدأ مِن مَن؟ محبوك كثر.. اعلم ان ليس من الفجيعة أقسى من الغياب، وليس في الغياب أقسى من رحيل من نحب.. وعلى يقين اننا فقدناك جسدا لا اكثر.
ليس موتك «بومحمد» هو ما يثير مشاعري ويستفزها مقارنة بما سيحدث لاحقا، من فراقك ومزاملتك.
عزاؤنا انك ستنتقل إلى المولى العلي القدير أرحم عليك منا.
وداعاً بومحمد.
حملت على ورود الموت نفسي
وقلت لصحبتي موتوا كراما
طبت حياً وميتا.
رشيد الفعم
المثقف الخلوق
هناك من يأسرك بحسن خلقه ودماثة طباعه وأدبه وطيبة قلبه، وهناك من يأسرك اطلاعه وثقافته وحديثه العذب وقلمه الواعي. وما أجمل أن يجمع الانسان بين الجانبين فيكون مثقفا وخلوقا، فهاتان الصفتان نادرا ما تجدهما تجتمعان في شخصية واحدة في وقتنا الحاضر.
الراحل الزميل ذعار الرشيدي كان واحدا من هؤلاء الذين تستمتع بالجلوس معهم ومحاورتهم في شتى القضايا والموضوعات الثقافية أوالتي تطرأ على الساحة.
لم تكن علاقتي معه في سنواتي الأولى في «الأنباء» وطيدة، الى ان جاء يوم وجمعنا حوار عن مسألة ثقافية لم أكن أحسب أنه ملم بها الا انه فاجأني بكم المعلومات التي ذكرها خلال الحوار لي ولأحد الزملاء، وكان يطرح رأيه بطريقة تحمل في طياتها الدعابة مع ابتسامة جميلة، ومن بعدها كانت تجمعنا حوارات، كنت أتعمد أن أفتح الباب لها لأسمع رأيه فيها.. رحمك الله «أبو محمد» وغفر لك وأسكنك فسيح جنانه.
إبراهيم مطر
صديق للجميع وداعم للزملاء
كان صديقا للجميع، داعما ليس لقسمه فقط بل لجميع الأقسام بالجريدة، فتجده تارة في الرياضة وأخرى بالمحليات ومرة ثانية في قسم الصف والتركيب، هذا ما كان عليه المرحوم بإذن الله الصديق والزميل ذعار الرشيدي، الفقيد كانت له إسهامات كبيرة على مستوى عمله خصوصا من خلال تصحيح المسار في كثير من الوزارات والهيئات من خلال نقده الراقي والمحب للكويت، لكن الذي لم يكن يراه الجميع هو «طيبة قلبه» التي كانت دائما ما تجعل الجميع يحب ان يجلس معه ويناقشه بكل أريحية. وعندما تتحدث معه تجده يستمع إليك دون أن يشعرك بأي نقص مهما كانت معلوماتك، فيوضح لك حقيقة الأمر دون تجريح، لقد كان ناصحا بطريقة أخلاقية من الصعب أن تجدها في شخص آخر، فرحمه الله كان ملما في معظم المجالات ويحدثك بالأمر الذي يعنيك وكأنه قام بالتغطية معك فكان أمرا استثنائيا من ناحية المتابعة.
الزميل الفقيد ذعار الرشيدي كل الكلمات لا توفيك حقك، فوقوفك مع الحق والكفاءة يشهد له جميع من زاملته في «الأنباء»، رحلت روحك إلى البارئ عز وجل وبقيت ذكراك خالدة في قلوبنا.
عبدالعزيز جاسم