شارك المئات في تظاهرة على إحدى بوابات المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد امس، غداة مواجهات وقعت بين قوات الأمن ومحتجين مؤيدين لفصائل موالية لإيران، اعتراضا على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث أسفرت عن مقتل متظاهر وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصا بجروح، في تصعيد جديد يفسره مراقبون بسعي القوى الخاسرة في الانتخابات للحصول على مزيد من المكاسب في تشكيل الحكومة المقبلة عبر اعتماد «سياسة حافة الهاوية».
ورفع المتظاهرون امس لافتات كتب عليها «كلا كلا للتزوير» وصورا لقادة أمنيين كتب عليها «مجرم حرب» ورددوا شعارات من قبيل: «نعم نعم للحشد» و«الموت لأمريكا»، وفق صحافيين في وكالة فرانس برس.
ونصب المتظاهرون خياما في الحديقة الموازية لواحدة من البوابات الأربع للمنطقة الخضراء، استعدادا لاعتصام جديد، وسط انتشار القوات الأمنية في المكان.
ويحتج هؤلاء المتظاهرون على «تزوير» يقولون إنه شاب الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في العاشر من أكتوبر المنصرم، ويطالبون بإعادة فرز كامل للأصوات، بعدما سجل تحالف «الفتح» الممثل لميليشيات الحشد الشعبي تراجعا كبيرا.
إلا أن النتائج النهائية الرسمية للانتخابات لم تصدر بعد، إذ لاتزال المفوضية العليا للانتخابات في المراحل الأخيرة لإعادة فرز الأصوات بناء على طعون قدمت لها، قبل رفعها للمحكمة المختصة وإعلان النتائج النهائية.
وبدأ الاحتجاج منذ نحو أسبوعين باعتصام على إحدى بوابات المنطقة الخضراء، لكنه تطور امس الاول إلى مواجهات بين المعتصمين والقوات الأمنية، حينما حاول المحتجون اقتحام بوابات المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية منها المفوضية العليا للانتخابات وسفارات أجنبية، لاسيما سفارة الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن تشكيل مقر أمني متقدم لتأمين منطقة الاعتصام قرب الجسر المعلق عند مدخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد لمنع الاحتكاك بين القوات الأمنية والمتظاهرين.
وذكرت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان امس ان الكاظمي وجه بتشكيل المقر على خلفية الأحداث التي شهدتها ساحة الاعتصام امس الأول، مشيرة إلى أن المقر سيكون برئاسة ضابط برتبة عليا ويضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية.
ودعا البيان المتظاهرين إلى الالتزام بقواعد حرية التعبير التي كفلها الدستور، كما دعا القوات الأمنية الى ضبط النفس والالتزام بأفضل الممارسات المهنية لحماية حرية التعبير وحقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، أفادت قيادة العمليات المشتركة في بيان منفصل بأن الكاظمي أمر بتشكيل لجنة تحقيق عليا ضمت في عضويتها «الحشد الشعبي» للنظر في أحداث محيط المنطقة الخضراء أمس الأول.
وذكر البيان ان اللجنة باشرت تحقيقاتها للكشف عن الملابسات والتداعيات التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية وتقديم المقصرين أمام المساءلة القانونية.
وبحسب البيان، أمر الكاظمي بتعويض الضحايا وقرر القيام شخصيا بالإشراف المباشر على سير عمل التحقيق.