تعتبر الكويت أول دولة عربية وقعت مع الصين وثائق التعاون بشأن البناء المشترك لـ «الحزام والطريق»، وانضمت الى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بصفة عضو مؤسس، وهي دولة يكمل اقتصادها واقتصاد الصين بعضهما بعضا على نحو كبير، ويتمتع التعاون بينها وبين الصين بآفاق واسعة. ووفقا لآخر الإحصاءات الصادرة عن هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية، فقد بلغ إجمالي قيمة الاستثمارات المباشرة الصينية في الكويت نحو 410 ملايين دولار حتى نهاية مارس 2020، وقد أصبحت الصين ثاني أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي في الكويت. وتقدم الشركات الصينية في الكويت بشكل رئيسي الخدمات في مجالات مثل الاتصالات والتمويل والنفط والغاز البناء والإنشاء.
الصورة الأولى تم التقاطها في 24 سبتمبر 2014، حيث أقام فرع البنك الصناعي والتجاري الصيني لدى الكويت مراسم تدشينه، وكان يعتبر أول بنك صيني مرخص من قبل الحكومة الكويتية، مما أنهى عدم وجود البنك الصيني في الكويت. وفي الوقت نفسه، إنه الفرع الرابع للبنك الصناعي والتجاري الصيني في منطقة الشرق الأوسط. وظل الفرع الكويتي للبنك منذ تأسيسه، يعمل على خدمة الشركات الصينية في الكويت ويلعب دور الجسر المالي لتواصل الصين والكويت في مجال الاقتصاد والتجارة.
الصورة الثانية تم التقاطها في 26 أكتوبر 2015، حيث كان قوه بينغ الرئيس التنفيذي المتناوب لشركة هواوي حينذاك يقوم بزيارة لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وخلال الزيارة، اطلع سموه بشكل عميق على مسيرة تطور الشركة وخططها المستقبلية، وأشاد سموه بعطائها ومساهماتها في الكويت، قائلا إن هواوي أحسنت في تأهيل الشباب. لا يقتصر بناء الدولة على بناء البنية التحتية، بل الأهم من ذلك «بناء العقل». ولم تأت هواوي إلى الكويت للأخذ، بل من أجل تقديم المساهمة لتنمية الكويت. ترحب حكومة الكويت بشركة هواوي لمساهماتها على تحقيق أهداف استراتيجية الكويت التنموية، بما تجلبه من التقنيات الجديدة والقوة الإبداعية وفرص العمل لعدد أكبر من الشباب في الكويت.
يجب علينا التعايش في وئام والسعي وراء الأحلام بروح الفريق الواحد. في عام 2013، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة «الحزام والطريق» العظيمة. وبذلك، فلم تسع الصين إلى تنمية الذات فحسب، بل قدمت في الوقت نفسه حكمتها المواكبة مع تيار التاريخ فيما يتعلق بالتنمية للدول الأخرى. وفي السنوات الأخيرة، ومع توسيع الشركات الصينية أعمالها في الخارج، وانتقال «الحزام والطريق» من الخطة إلى الواقع تدريجيا، لا تسعى الشركات الصينية في الكويت إلى تحقيق تنمية الذات فحسب، بل تلعب دورا إيجابيا في تعزيز التوظيف المحلي وتأهيل الأكفاء. وفي المستقبل، من المتوقع أن يزداد استثمار الصين في الكويت بشكل أكبر، وسيجني التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات المزيد من الثمار.