تقول «لن تكمل ابنتي دراستها في هذه المدرسة، بالرغم من سعينا لقبولها فيها»، فمنذ بداية العام ومجموعة من الطالبات لا هم لهن إلا انتقادها «موبايلك مثل موبايل سائقنا.. حذاؤك رخيص»، وكانت ابنتي في بداية الأمر ترد بصلابة على تفاهات المتنمرة، موضحة لها مدى تفاهة تقييمها للناس بمظاهرهم، إلا أنها ملت من الرد والشد مع هذه المتنمرة ومؤيداتها، فبدأت ترتدي أغلى أحذيتها للمدرسة، وتتعمد لبس بعض قطع الذهب الغالية وبدأت الذهاب للمدرسة بالسيارة الفارهة، حتى تريهن إمكانياتها المادية، لا أعتقد أن جو هذه المدرسة صحي، ولا غايتنا أن تدخل ابنتنا في منافسة على هذه التفاهات فالمدرسة ليست لذلك!
هذه الفتاة مع معرفتها أنه لا ينقصها مال أو جاه تأثرت من تكرار التعليقات، ليصل قبح التنمر لدرجة انتحار طالبة أخرى بسبب تنمر زميلاتها المستمر على ملامحها، أتساءل كيف سيكون وضع طالبة تعود لفصلها بعد طردها بسبب عجز أهلها عن دفع رسوم أو استكمال أوراق رسمية، هل ستتعرض لتعليقات جارحة من الآخرين؟ الإدارة التي لم تحسن التصرف من بداية الموضوع، كيف لها أن تحمي ضحايا التنمر من ردة فعل هذه النوعية من التلميذات؟
يعلق البعض ويزعم قائلا إن هذا الجيل لا يتحمل!
أعزائي إن الكلمات لها وقع كبير على النفس فهي إما تحيي الروح أو تكسرها، لم تعد كثير من المدارس الحكومية والخاصة على السواء بيئة تحافظ على سلامة الطلاب النفسية والجسدية، تثبت الدراسات أن الإساءات اللفظية والتهميش والاستقواء البدني في الطفولة وفي المدارس سبب في الأمراض المزمنة ويؤدي في حالات الى الانتحار، فصار البعض يمارس التنمر خوفا من أن يصبح ضحية له.
إذن لا بد من التدخل مبكرا من الإدارات المدرسية لمنع تطور حالات التنمر ومساعدة الطرفين الضحايا الذين يتعرضون للتنمر ومن يمارسونه أيضا حتى يتوقفوا عنه.
على المدارس والمناطق التعليمية التي تنتشر فيها ظاهرة التنمر وضع دليل وخطة لمواجهة مشكلة التنمر في المدارس، وإيجاد برامج وأنشطة رياضية وفنية واجتماعية وعلمية تشغل الطلبة ويفرغون طاقتهم فيها، عوضا عن تحويل طاقتهم إلى أذية أقرانهم، ويجب عمل مجموعات مراقبة ومتابعة خصوصا في الأماكن التي تكون بؤرة التنمر، وعلى الأهالي تعزيز الثقة في أبنائهم والتركيز على جوانب القوة فيهم، أما أهالي المتنمرين، فربوا عيالكم على أن ديننا يقول: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وأن ثقافتنا وبالكويتي نقول «من عاب ابتلى» و«لا تعيب إلا على صايم ومصلي»
وإن كانوا لا يستوعبون اللغة العربية قولوا لهم:
You never look good trying to make someone else look bad
imandashtti@