المعلم هو القدوة والعماد لتقدم الأوطان، فكلما صلح المعلم صلح المجتمع وازدهر.
هناك ظاهرة باتت تنتشر بين المعلمين لم تكن موجودة، ألا وهي تنمرهم على تلاميذهم وعلى طلابهم، وهذا التنمر يجعل المدرسة بيئة طاردة للطالب، يتحين الفرص للهروب منها.
أشكال من هذا التنمر:
أول شكل من أشكال هذا التنمر هو استخدام الألفاظ الجارحة، التي تجرح الطالب، وتقلل الثقة في نفسه، وتجعله منبوذا بين زملائه أو تزيد الفرصة عليه للاستهزاء به.
الكلمة الجارحة أو الوصف الجارح أو التعبير الجارح يدفن الطاقات ومواهب الطلبة، بل إن الكلمات الجارحة من المعلم لتلاميذه تجعلهم يتقوقعون على أنفسهم، تزيد الخوف عندهم، وتقتل الثقة في أنفسهم. فكم من كلمة جارحة ساهمت وكانت بلاء عظيما في حياة طالب أو كانت سببا في قتل مستقبل طالب مجتهد ذكي، لكنه كان سيئ الحظ مع معلم ما أدرك أن الكلمة سلاح ذو حدين.
أكاديميون يتنمرون على طلبتهم
وتنتشر هذه الظاهرة «التنمر على الطلبة» من قبل معلميهم لتصل إلى أساتذة وأكاديميين باتوا يتنمرون على طلبتهم في الجامعات والكليات، بل ويأخذون الطلبة سببا لتراجع التعليم، وما علموا أن تراجع الطلبة في التعليم إنما يعكس صورة أساتذتهم.
مهما وصل الأستاذ في درجته العلمية لا يحق له أن ينظر النظرة الدونية لطلابه وليس من حقه أن يحكم عليهم حكما جماعيا، فشتان ما بين الحالات الخاصة
وبين الظواهر العامة.
اختيار المعلم:
وإذا كان الملوك يقدرون قيمة المعلم وأثره على تربية أبنائهم، فقد كانوا يختارون أفضل المعلمين، ليعلموا أبناءهم الأخلاق قبل العلم في قصورهم الشاهقة، مدركين أن المعلم هو السبب الأول لوصول أبنائهم إلى القمة.
وهنا يأتي دورنا في اختيار المعلمين الأكفاء لكي نسلمهم الأمانه وهم أبناؤنا أبناء الغد الذين سيعيدون الكويت عروسا للخليج.
لابد من معايير جديدة تدخل في جودة اختيار المعلم ولا يكون التعيين عشوائيا.