قدم سيف الإسلام القذافي امس ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية في ليبيا المقررة في نهاية الشهر المقبل، بحسب ما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات.
وقالت المفوضية في بيان: «المرشح سيف الإسلام القذافي تقدم للترشح لرئاسة الدولة وتقدم بمستندات ترشحه إلى مكتب الإدارة الانتخابية في سبها، مستكملا المصوغات القانونية»، كما تسلم بطاقته الانتخابية من المركز الانتخابي المسجل به بمدينة سبها.
وظهر سيف الإسلام القذافي في صور منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي بعمامة وعباءة تقليدية بنية اللون وبلحية رمادية ونظارة وهو يوقع وثائق في مركز التسجيل ضمن المرشحين بمدينة سبها بجنوب البلاد.
وكان إلى جانب نجل القذافي، محاميه خالد الزائدي. ووقع سيف الإسلام عددا من الأوراق، وبعدها تلا آية من القرآن، وختم قائلا: «بارك الله فيكم»، قبل أن يغادر مقر المفوضية في سبها.
ولعل اختياره لتقديم ترشحه في سبها يعود الى أنها معقل قبيلة القذاذفة، أي المكان الذي لاتزال عائلة القذافي تتمتع فيه بقاعدة شعبية وبنوع من الحماية.
وعلى الرغم من إعلان مفوضية الانتخابات في ليبيا استكمال سيف الإسلام القذافي «المسوغات القانونية» لعملية تقديم ترشحه رسميا، يظل الوضع القانوني لنجل القذافي المحكوم في ليبيا بالإعدام، والمطلوب من القضاء الدولي، محل جدل.
فقد قبضت مجموعة مسلحة نهاية العام 2011 على سيف الإسلام القذافي، وتم نقله إلى مدينة الزنتان في غرب البلاد، وقدم للمحاكمة أمام القضاء الليبي. وصدر في عام 2015 حكم بـ «الإعدام» في حقه، رميا بالرصاص، لتورطه بارتكاب جرائم حرب لقمع الانتفاضة التي أطاحت بنظام والده العقيد معمر القذافي، لكن الحكم لم ينفذ.
وفي عام 2017 أعلنت المجموعة المسلحة التي كان محتجزا لديها إطلاق سراحه وفقا لقانون «العفو العام» المثير للجدل الذي أصدره البرلمان الليبي، لكن إطلاق سراحه لم يخضع لإجراءات قضائية حددها قانون العفو العام، إذ لم تصدر وزارة العدل أو المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) أي قرارات رسمية ترفع عن سيف الإسلام الأحكام الصادرة بحقه.
كما تظل مذكرة «التوقيف» الدولية الصادرة بحقه «سارية» حتى الآن، حيث أكدت المحكمة الجنائية الدولية امس أن مذكرة التوقيف بشأنه لاتزال سارية المفعول.
ونقلت قناة «ليبيا الأحرار» عن المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، فادي العبدالله، قوله في حديث لها امس: «سيف الإسلام القذافي صادر بحقه أمر قبض منذ 2011 ومازال ساريا حتى الآن».
وأشار إلى أن المحكمة تمتنع على التعليق على أي شأن سياسي، غير أن الوضع القانوني لنجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أمامها لم يتغير.
ونجل القذافي من أبرز الشخصيات المتوقع أن تخوض انتخابات الرئاسة ضمن قائمة مرشحين تضم أيضا قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر ورئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
وظل ظهور ومكان وجود سيف الإسلام القذافي طوال السنوات الماضية غامضين، وأحاط تحركاته بالسرية إلى حد كبير، خوفا على الأرجح من التعرض له، لاسيما أنه كان من أبرز أركان نظام والده الذي انقلب عليه الليبيون.