انعكست صورة الفوضى التي تعم ليبيا على المشهد الانتخابين، حيث قام عدد من السكان المحتجين على ترشح سيف الإسلام القذافي المطلوب محليا ودوليا للانتخابات الرئاسية بإغلاق عدد من المراكز الانتخابية غرب البلاد، في أول مؤشر ملموس على تهديد إجراء الانتخابات في موعدها بعد أقل من 40 يوما.
وأعلن المركز الإعلامي للمفوضية العليا للانتخابات في ليبيا عن تعرض صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي لاختراق من قبل قراصنة نشروا خبرا يفيد برفض أوراق ترشح سيف الإسلام القذافي لانتخابات الرئاسة، مما اضطر المفوضية إلى إزالة المنشور لاحقا.
وجاء في الخبر المنشور قبل إزالته: «أمام ما تشهده المفوضية من زعزعة للاستقرار، وإغلاق للمكاتب في الوقت الحالي، بسبب ترشح المدعو سيف الإسلام القذافي، قررت المفوضية رفض ترشحه للانتخابات الرئاسة القادمة».
وقال مدير المركز الإعلامي بالمفوضية إن الخبر الخاص برفض ترشح القذافي «عار من الصحة وسيتم نشر بيان توضيحي».
يأتي هذا بينما أغلقت ميليشيات مسلحة المراكز الانتخابية بمدينتي الزاوية وغريان، كما أوقفت العمل بمقر المفوضية العليا للانتخابات بمدينة زليتن، وذلك للتعبير عن رفضها ترشح القذافي إلى الانتخابات الرئاسية.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن مسلحين أغلقوا امس أبواب فرع مفوضية الانتخابات بمدينة زليتن ومنعوا الموظفين من الدخول للقيام بأعمالهم والمواطنين من تسلم بطاقاتهم الانتخابية.
كما قامت ميليشيات مسلحة بمدينتي الزاوية وغريان بغلق المراكز الانتخابية، حيث أعلن مكتب الإدارة الانتخابية الجبل 1 بمدينة غريان، في بيان، أنه تم قفل المكتب إلى حين إشعار آخر.
وأعلنت هذه الميليشيات رفض الانتخابات، في صورة قبول المفوضية العليا للانتخابات لأوراق ترشح سيف الإسلام القذافي، كما حذرت من أن إجراء هذه الانتخابات بشكلها الحالي، ستعود بليبيا إلى الدائرة الأولى وسينتج عنها حرب لا تعرف مداها ولا نتائجها.
ورفض مجلس حكماء وأعيان مدينة مصراتة الليبية ترشح نجل القذافي للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل.
وحمل المجلس، في بيان صحافي أوردته قناة «ليبيا الأحرار» عبر حسابها على «تويتر» امس، مسؤولية ما أسماه «انهيار المشروع الانتخابي لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح وعدد من أعضائه الذين شرعوا لترشح المجرمين».
ويلقي هذا المناخ المتوتر الضوء على الخطورة الكبيرة التي تحيط بالعملية الانتخابية في ليبيا، التي أصبحت تتجه أكثر نحو العنف والفوضى، بعدما كان يتأمل منها إعادة الاستقرار إلى البلاد، بعد عقد من الحرب والصراعات.