بيروت - بولين فاضل
أصاب وليد مصطفى زوج الفنانة كارول سماحة حين اعتبر أن أغنيتها «يا شباب يا بنات» خارجة عن المألوف ولم يسبق أن عالج أحد موضوعا مماثلا بهذه الطريقة.
في العادة فآراء زوج كارول تصيب ولو أنه يعبر عنها بشكل فج، حيث يقول لها: «الأغنية ده عادية»، وأيضا: «ده ولا حاجة»، غير أن الأمر اختلف كثيرا مع أغنية «يا شباب يا بنات»، والتي عشقها منذ لحظة سماعه لها، حاله حال الكثيرين من متابعي كارول الذين أثنوا عليها وراحوا يرددونها، ويكفي أن هذا العمل الغنائي المصور تخطى الثلاثة ملايين مشاهدة على «يوتيوب» في الأسبوع الأول على صدوره.
وللأغنية قصة، ففكرتها تراود كارول سماحة منذ زمن، وتحديدا منذ استوقفتها مقولة للفيلسوف سقراط ردا على سؤاله عما ينصح به الإنسان «الارتباط أم العزوبية؟»، فكان جوابه أن الندم سيقع في الحالتين، وقد لازمت كارول طويلا الرغبة بتحويل هذه الفكرة إلى أغنية، فكان لها أخيرا ما تريد بتعاونها مع الشاعر والملحن والمغني سليم عساف الذي جمعها به صداقة وطيدة.
وتؤكد سماحة ان أحدا لا يفهمها ويفهم تفكيرها مثل سليم الذي تتواصل معه بشكل شبه يومي للحديث عن الحياة والعائلة وليس بالضرورة عن الفن، لذا حاكا سوية «يا شباب يا بنات»، ولم يمانع في إعادة صياغة بعض الجمل مرات ومرات حتى الاستقرار على الشكل النهائي، وهذا مثلا ما حصل في المقطع الثاني الذي وردت فيه عبارة «العلاقات المشبوهة على قفا مين يشيل»، وقد استغرق الأمر خمسة أيام قبل العثور على تعبير «العلاقات المشبوهة» بحسب كارول، فإن سليم عساف هو واحد من قلة قليلة من شعراء الأغنية في العالم العربي ممن يجيدون كتابة الأغنيات الدرامية والرومانسية والفرحة والمرحة والاجتماعية ويعبرون عن أفكارهم برقي لافت.
وتقول كارول سماحة: مهما كان الموضوع دقيقا وحساسا وقابلا لخدش الحياء، يمكن للفنان بالتعاون مع الشاعر المناسب، اختيار الكلمات التي تشبه شخصيته وتفكيره ورؤيته للحياة، رافضة وعظ الناس في أغنياتها وتفضل عليه الكلام الواقعي والبسيط بعيدا من التنظير، قائلة: رسالتي في أغنية «يا شباب يا بنات» واضحة وهي دعوة الإنسان إلى عيش اللحظة والاستمتاع بها، خصوصا أنه مهما فعل لن يكوت راضيا، وبالتالي إن تزوج سيشعر بأن هناك حسرة وإن بقي عازبا، فسيفكر باستمرار بأن ثمة ما ينقصه، لذا الأفضل أن يفرح في الحالتين ويقتنع بأنه لا يستطيع في الحياة أن يربح كل شيء. ومنذ بداياتها تميل كارول سماحة في ألبوماتها إلى الجمع بين الخط التجاري والخط النخبوي، وهي لا تتقصد الأمر، إنما تراه انعكاسا طبيعيا لشخصيتها، وبهذا المعنى ضم أرشيفها حتى اليوم أغنيات خفيفة راقصة في موازاة أغنيات دسمة تطرحها من حين لآخر، وتضمنها فكرها ونظرتها إلى قضايا الحياة، من هذا المنطلق، أنجزت كارول منذ مدة في مدينة كييف الأوكرانية وبمرافقة أوركسترا ضخمة ألبوما من النوع النخبوي، اللافت فيه تعاونها مع شاعر واحد وملحن واحد، وهي تصبو من خلالها الى إضافة كل ما هو مميز إلى المكتبة الموسيقية العربية.