أعلن المشير خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، ترشحه الى الانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية الشهر المقبل، بعد يومين فقط على تقديم سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي، أوراق ترشيحه.
وقال حفتر في كلمة مصورة بثتها شاشات التلفزة أمس: «استجابة للمبادرات وامتثالا لقواعد الديموقراطية، أعلن ترشحي للانتخابات الرئاسية ليس طلبا للسلطة أو بحثا عن مكان، بل لقيادة شعبنا نحو التقدم والازدهار».
وأضاف: «الآن فتحت أمام الشعب أبواب الأمل لاستعادة الشرعية للعبور نحو شواطئ الأمان». واعتبر ان الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة هي «المخرج الوحيد من الأزمة الحادة التي انغمست فيها بلادنا الحبيبة والطريق الأمثل لعودتها إلى مكانها الطبيعي بين الأمم».
وفي كلمته للشعب الليبي تابع حفتر: «إنني أعدكم طوال رحلتي معكم أن أصطف إلى جانبكم أدافع عن ثوابتنا الوطنية الراسخة وفي مقدمتها وعلى رأسها وحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها».
وأضاف: «أيها الشعب الليبي العظيم.. أدعوكم في هذه اللحظة التاريخية إلى ممارسة دوركم بأعلى درجات الوعي والمسؤولية وتوجيه أصواتكم حيث يجب أن تكون لنبدأ معا رحلة المصالحة والسلام والبناء والاستقرار».
وعن برنامجه الانتخابي، قال حفتر: «إذا قدر لنا تولي الرئاسة بإرادتكم الحرة، فإن عقلنا مليء بأفكار لا تنضب لتحقيق التقدم والازدهار»، ودعا الليبيين إلى ممارسة دورهم في الانتخابات، قائلا: «ينبغي توجيه أصواتكم، حيث يجب أن تكون، لبدء مرحلة المصالحة والسلام والبناء والاستقرار».
وعلق حفتر في 22 سبتمبر الماضي مهامه العسكرية رسميا، تمهيدا للترشح للانتخابات، عملا بما ينص عليه القانون الانتخابي الذي أقره البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرا، وانتقده البعض على أنه مفصل على قياس حفتر. ويسمح له القانون في حال لم يتم انتخابه بالعودة الى مهامه السابقة.
وكان حفتر على رأس «القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية» التي تستثني المجموعات العسكرية المتواجدة في الغرب الليبي وأجزاء من الجنوب. وبرز خليفة حفتر في بداية انتفاضة 2011 التي شارك فيها للإطاحة بمعمر القذافي. وعاد الى ليبيا في مارس 2011 بعد 20 عاما في المنفى، واستقر في بنغازي، وقاد معارك عسكرية عدة منذ ذلك الحين، ضد مجموعات تابعة للقذافي أولا، ثم ضد مجموعات مسلحة، ثم ضد قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني السابقة في ليبيا، قبل التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر 2020.
ويمك أن يؤدي دخول المشير حفتر السباق الرئاسي إلى تعقيد المشهد السياسي وربما الأمني في البلاد التي تنقسم بشدة حوله.