انتقلت المواجهة الأميركية - الروسية على خلفية العلاقات المتوترة بين الدولتين العظميين إلى الفضاء، حيث رفضت موسكو أمس اتهامات أميركية بأنها تختبر أسلحة فضائية، وأنها عرضت محطة الفضاء الدولية وطاقمها للخطر بإطلاقها صاروخا مضادا للأقمار الاصطناعية أمس الأول. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي، إن «الإعلان أن روسيا الاتحادية تثير مخاطر على استخدام الفضاء لأغراض سلمية أمر أقل ما يمكن قوله إنه خبيث»، مؤكدا أنه «لا أساس» لهذه الاتهامات.
واتهم بدوره الولايات المتحدة بأنها «تتجاهل اقتراحات روسيا والصين من أجل اتفاق دولي لمنع سباق تسلح في الفضاء».
وقال إن الأميركيين «استحدثوا في 2020 قيادة فضائية واعتمدوا استراتيجية من أهدافها فرض هيمنة عسكرية في الكون»، متهما وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» بالإعداد لوضع أنظمة مضادة للصواريخ في المدار. ودانت واشنطن بشدة ما وصفته بـ «التصرف الخطر» الذي أقدمت عليه موسكو باختبارها صاروخا مضادا للأقمار الاصطناعية، محذرة من أن هذه التجربة خلفت آلافا من قطع الحطام التي تهدد سلامة رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية.
وذكرت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» أن رواد الفضاء السبعة الموجودين على متن المحطة، وهم 4 أميركيين وألماني وروسيان، اضطروا للجوء إلى سفنهم الملتحمة بالمحطة استعدادا لاحتمال عملية إجلاء طارئة.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن بلاده ستبحث مع حلفائها سبل الرد على اختبار روسيا أسلحة مضادة للأقمار الصناعية في الفضاء. وأضاف بلينكن في بيان أصدرته وزارة الخارجية، أن «الولايات المتحدة ستعمل جنبا إلى جنب مع الحلفاء والشركاء لإيجاد رد على هذا العمل غير المسؤول».
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أجرت أمس الأول «تجربة ناجحة في الفضاء أسفر عن تدمير قمر اصطناعي روسي خارج الخدمة».
وأوضحت الوزارة في بيان أمس أن الحديث يدور عن جهاز «تسيلينا - د» الذي تم إطلاقه إلى المدار في العام 1982 وكان عاطلا عن العمل.
وأشار البيان إلى حرص الوزارة، في ضوء التهديد الوارد من الجانب الأميركي، على تعزيز قدرة روسيا على الدفاع عن نفسها في الفضاء الخارجي وعلى الأرض، قائلة: «تصرفات الجانب الأميركي توصف بأنها مهددة ولا تناسب الأهداف المعلنة لاستخدام الفضاء الكوني استخداما سلميا».
وتابع البيان: «على هذه الخلفية تقوم وزارة الدفاع الروسية بأنشطة مخطط لها تهدف إلى تعزيز قدرتنا على الدفاع لإبعاد إمكانية إلحاق الأضرار المفاجئة بأمن البلاد في الفضاء وعلى الأرض، باستخدام وسائل فضائية أجنبية موجودة حاليا أو تقع قيد التطوير». وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن واشنطن تعلن صراحة أنها لا تريد أن ترتبط بأي التزامات في الفضاء وتقوم بأنشطتها بشكل سري.
وأشارت إلى أنها «ترى أن تصريحات مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين، التي تحاول اتهام روسيا بخلق (مخاطر) على محطة الفضاء الدولية وتدعو لوضع معايير دولية يسترشد بها المجتمع الدولي في استكشاف الفضاء، هي تصريحات منافقة». واتهم البيان الپنتاغون «بتطوير» أسلحته بشكل نشط وسري، ويختبر أحدث وسائل التأثير والقتال، بما في ذلك سلاح طائرة بوينغ إكس 37 بدون طيار».