كشف نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، دانييل بنايم، عن ترتيب أميركي - خليجي - أوروبي جديد لمواجهة المخاوف العالمية من برنامج إيران النووي ونشاطها الإقليمي.
وقال دانييل بنايم في مقابلة خاصة مع قناة (الحرة) الأميركية امس إن هذا الترتيب سيتم نقاشه خلال جولة الوفد الأميركي برئاسة روبرت مالي إلى المنطقة.
وأضاف إن صفقة بيع طائرات (أف-35) للإمارات تسير قدما، بينما يتم التوصل إلى تفاهم حول ضمانات مرتبطة بهذه الصفقة.
في غضون ذلك، أجرى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني مفاوضات، عبر الفيديو كونفرانس، مع نظيريه الروسي سيرغي ريابكوف والصيني ماجائو سو، بشأن المفاوضات المرتقبة في فيينا بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي لإيران.
ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) امس، فإن باقري كني نوه في الاتصال، الذي جرى مساء أمس الأول، بالعلاقات الإيرانية مع كل من روسيا والصين والمواقف المتناغمة التي تجمع الدول الثلاث حيال القضايا الدولية المختلفة «لتعزيز نهج التعددية ومواجهة النزعات الأحادية في المجتمع الدولي».
وكثفت إيران خلال الفترة الماضية اتصالاتها الديبلوماسية استعدادا للمفاوضات التي سيتم استئنافها نهاية الشهر الجاري، بعد أشهر من التوقف.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين جدية طهران في المباحثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي التي تستأنف أواخر الشهر الجاري في فيينا، وفق ما أفادت الرئاسة الإيرانية في بيان امس.
ونقل البيان عن رئيسي قوله خلال اتصال مع بوتين إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية جادة بالكامل في المفاوضات، وفي الوقت نفسه نحن جادون بشأن إلغاء كامل الحظر (العقوبات) عن الشعب».
من جهته، أبدى بوتين أمله في «أن تكون مباحثات فيينا، بناءة»، وفق ما أفاد بيان للكرملين.
إلى ذلك، تطرق المسؤولان الروسي والإيراني إلى الملف السوري. ويعد البلدان أبرز حليفين للرئيس السوري بشار الأسد في النزاع المستمر منذ 2011.
واعتبر رئيسي، وفق بيان الرئاسة الإيرانية، أن «استمرار الوجود الأجنبي في سورية يتعارض وإرادة الشعب والحكومة السوريين»، وهو «غير شرعي لأنه يهدد استقرار وأمن هذا البلد».
من جهته، رحب بوتين بنجاح البلدين «في إنقاذ وحدة (أراضي) سورية»، وفق ما جاء في بيان الكرملين.
إلى ذلك، قال أنور قرقاش، المستشار الديبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الإمارات تتخذ خطوات لتهدئة التوتر مع إيران في إطار خيار سياسي مؤيد للديبلوماسية وتجنب المواجهة.
وأضاف قرقاش امام ملتقى أبوظبي الاستراتيجي أمس الأول ان بلاده مازالت تشعر بقلق عميق من سلوك إيران في العراق وسورية واليمن ولبنان.
وقال امام إنه رغم ذلك فإن أبوظبي تتخذ خطوات لتهدئة التوتر، حيث إنه لا مصلحة لها في المواجهة التي ستدفع ثمنها المنطقة كلها على مدى عقود قادمة.
وأشار إلى أنها ستكون عملية بطيئة، لكنه يأمل في أن يتسنى بمرور الوقت بناء الثقة بين الجانبين وبدء إحراز تقدم نحو وضع أكثر استدامة ومفيد للطرفين.
وتراقب دول الخليج عن كثب المحادثات بين القوى العالمية وإيران لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأوضح قرقاش إن الإمارات تعمل لبناء جسور مع كل الدول بما فيها تلك التي لها خلافات جدية معها.