التاريخ لا يرحم أيا من كان، وسيسجل وبأحرف من نور أسماء كل من عمل من أجل الكويت وذاد عنها غوائل الدهر، كما سيسجل رجال الكويت العظماء على مدار تاريخها الذين حفظوا على استقلالها وحريتها ورفعوا من شأنها وبذلوا أرواحهم رخيصة من أجل أن يحفظوا لها مكانتها وحريتها.
وتاريخنا حافل برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه حبا وتفانيا من أجلها، وشتان بين هؤلاء الرجال الذين نذروا أنفسهم للكويت وبين رجال انجرفوا وراء الشيطان واستجابوا له وعاثوا في الأرض فسادا وإفسادا وسرقات للمال العام، وأناس أساءوا للديموقراطية الكويتية، حتى فتحوا الباب لأن تكون عنوانا لصفحات صفراء من بعض المأجورين المتهافتين على موائد من يدفعون ليتبنوا وجهات نظرهم ويمعنوا في تعميق الشق بين أبناء الكويت، وتصويرها على أنها واحة أمن للصوص والفاسدين وتدني لغة الحوار.
لقد عانت الكويت من كوارث متعددة آخرها الغزو العراقي الغاشم، إلا أن أهل الكويت وقفوا ضد هذه الكوارث بكل طوائفهم كالجسم الواحد يشد بعضه بعضا حتى تغلبوا عليها.
لكن مع تقصير كثير من المسؤولين في عدة جهات، نقول: عفوا أيها الشعب العظيم على تأخر حل مشاكلكم في الصحة والتعليم والإسكان والأشغال والبطالة، أما جامعة الشدادية فبنيت وبها عيوب كثيرة من خرير الأمطار إلى آخره، وجامعة واحدة تئن من كثرة طلابها الذين لا يجدون لهم مكانا!
عفوا أيها الخريجون الباحثون عن عمل، فما المانع من أن تجلسوا مع أهاليكم بضع سنوات أخرى وتتسكعوا في شوارع الكويت؟! وما المانع إذا كنتم لا تقدرون أن بعض المسؤولين عنكم مشغولون بما هو أعظم من حياتكم، فقد شغلوا أنفسهم بأموالهم بعد أن زاوجوا بين المال والسياسة، فالفساد في الجهات الحكومية قد استشرى، والتنمية متوقفة، والشوارع متهالكة! انظروا حولكم للدول المجاورة كيف تطورت وازدهرت والكويت في مكانها كما هي!
لابد أن تلتفتوا إلى الكويت الغالية وتحلوا مشاكلها، فقد ضاع المواطن وما أكثر الحاقدين والفاسدين والحاسدين! أسأل الله أن تعود الكويت كما كانت لؤلؤة الخليج بجهود المخلصين من أبنائها.
قال الشاعر:
تأتي الرياح إذا اجتمعنا تكسرا
وإذا افترقنا تكسرت آحادا
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل شر ومكروه، وندعوك أن تزيل هذه الغمة وهذا الوباء من جميع دول العالم وترجع الحياة كما كانت وأحسن، اللهم آمين.
[email protected]