- 55 % نمو أرباح قطاع البنوك.. «الوطني» متصدراً بـ 254 مليون دينار يليه «بيتك» بـ 168 مليوناً
- القطاع العقاري شهد تعافياً كبيراً لتبلغ أرباح شركاته 293 مليون دينار خلال أول 9 أشهر من 2021
شريف حمدي
قفزت النتائج المالية التي حققتها الشركات المدرجة ببورصة الكويت بنسبة هائلة بنهاية تعاملات الفترة المالية المنتهية في 30 سبتمبر الماضي، إذ بلغت نسبة ارتفاع الأرباح المحققة 378% بمحصلة إجمالية 2.72 مليار دينار وذلك ارتفاعا من 569.8 مليون دينار في الفترة المماثلة العام الماضي.
وبدا جليا من خلال الأرقام المحققة للشركات المدرجة، التي اعلنت حتى الآن، أن البنوك والشركات الكويتية تعافت بنسبة كبيرة من التداعيات السلبية التي نتجت عن تفشي فيروس كورونا العام الماضي، وأبرزها اغلاق الانشطة الاقتصادية على نحو واسع النطاق، مما أثر على النتائج المحققة بشكل كبير.
ومنذ بداية العام الحالي، تشهد الانشطة الاقتصادية رواجا لافتا بعودة الحياة لطبيعتها تدريجيا، وهو ما تجلى في النتائج الايجابية التي تحققها بورصة الكويت التي تعد المرآة العاكسة للوضع الاقتصادي بشكل عام سواء كان ايجابيا او سلبيا، إذ حققت البورصة مكاسب كبيرة على مستوى مؤشراتها ومتغيراتها مع مطلع العام وذلك استكمالا لما انهت به آخر شهرين من العام الماضي.
واستمرت البورصة في تحقيق المكاسب القياسية إلى ان وصلت بنهاية الأشهر التسعة الأولى من 2021 إلى إضافة اكثر من 8 مليارات دينار للقيمة السوقية جراء ارتفاع اسعار كثير من أسهم البنوك والشركات المدرجة بالبورصة تفاعلا مع النتائج المالية الايجابية التي بدأت تظهر مع نهاية الربع الأول، والتي تعززت بشكل لافت بنهاية الربع الثاني.
وبنهاية فترة الربع الثالث التي تشير إلى النتائج المالية المحققة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، أعدت «الأنباء» احصائية تعتمد على بيانات شركة كامكو للاستثمار، أظهرت ما يلي:
٭ حققت جميع قطاعات السوق الـ 13 نموا في الأداء باستثناء قطاع التكنولوجيا الذي حقق تراجعا بنسبة 100%.
٭ جاء في صدارة القطاعات الأكثر تحقيقا للأرباح بنهاية الأشهر التسعة، قطاع الصناعة بأكثر من مليار دينار، ذلك على وقع النتائج الاستثنائية الهائلة التي حققتها شركة اجيليتي المدرجة ضمن القطاع، إذ بلغت ارباح اجيليتي 978 مليون دينار محققة قفزة بنسبة 6000% جراء بيع شركة الخدمات اللوجستية العالمية المتكاملة التابعة لها إلى شركة DSV في صفقة تبادل أسهم، وتشكل نسبة اجيليتي 36% من إجمالي الأرباح البالغة 2.7 مليار المشار إليها أعلاه.
٭ في المرتبة الثانية من حيث أكثر القطاعات تحقيقا للأرباح، جاء قطاع البنوك، والذي كان من المفترض ان يأتي بالمرتبة الأولى، إلا ان أرباح «أجيليتي» الاستثنائية وغير المسبوقة حالت دون ذلك، وبلغ إجمالي ما حققه القطاع البنكي الذي يمثل عصب الاقتصادي الكويتي 760.4 مليون دينار ارتفاعا من 491 مليون دينار في ذات الفترة من العام الماضي.
٭ حل البنك الوطني بالنسبة للقطاع المصرفي في المقدمة، بأرباح بلغت 254.8 مليون دينار بنسبة نمو 51%، تلاه «بيتك» بأرباح 168 مليون دينار بنسبة نمو 66%.
٭ شهد القطاع العقاري تعافيا كبيرا بنهاية الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، إذ حقق القطاع ارباحا تقدر بـ 293 مليون دينار مقارنة بخسائر تقدر بـ 37.2 مليون دينار في الفترة المماثلة من 2020، وجاءت شركة الوطنية العقارية الصدارة بـ 255 مليون دينار مستفيدة أيضا من صفقة اجيليتي ـ DSV باعتبار «الوطنية» أكبر الملاك بـ 22.3%.
٭ قطاع الخدمات المالية الذي يضم شركات الاستثمار، شهد ايضا تحولا للربحية خلال العام الحالي بأرباح 274.4 مليون دينار مقارنة بخسائر 75.8 مليون دينار تأثرا بالخسائر الكبيرة التي حققتها مؤشرات ومتغيرات البورصة خلال تلك الفترة من العام الماضي، وجاءت الصناعات الوطنية بالصدارة ضمن شركات القطاع بـ 69.6 مليون دينار.
٭ حقق قطاع الاتصالات 172.3 مليون دينار بنسبة نمو 4.4%، مقارنة بـ165.1 مليون دينار، وتصدرت زين شركات القطاع بـ 135.4 مليون دينار ارتفاعا من 131.5 مليون دينار في أول 9 أشهر العام الماضي.
ومن المتوقع ان تستمر وتيرة النمو في نتائج الشركات الكويتية المدرجة خلال الربع الأخير من العام الحالي نظرا لتوافر العديد من المقومات الايجابية، وأبرزها ارتفاع اسعار النفط الكويتي لمستويات غير مسبوقة منذ 2014، الأمر الذي ينعكس بشكل ايجابي على كافة القطاعات الاقتصادية، بالإضافة إلى خفوت أهم اسباب انكماش الأرباح العام الماضي، وهو تفشي فيروس كورونا بعد تلقيح سكان الكويت بالأمصال المضادة بما يضمن استمرار الحياة الطبيعية، كما ان هناك عاملا آخر لا يمكن اغفاله عند الحديث عن المقومات الايجابية التي تساعد الشركات الكويتية في مواصلة الأداء الجيد، وهو الاستقرار الذي تشهده الساحة السياسية منذ الإعلان عن العفو الأميري، نظرا لأن الاستقرار السياسي ينعكس لا محالة على مجمل أداء النشاط الاقتصادي.