اختتمت أمس فعاليات المؤتمر الافتراضي العالمي الثاني لدعم منظومة الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي، والذي نظمته شركة «ايكوسيستم» للاستشارات الإدارية، وترأسته د.هنادي المباركي، حيث عقد افتراضيا عبر تطبيق «زووم» تحت رعاية وزير النفط ووزير التعليم العالي د.محمد الفارس.
وقد شهد المؤتمر الذي عقد على مدار 3 أيام بين 16 و18 الجاري، مشاركة أكثر من 300 خبير من دول العالم، جمعت بين الشيوخ والأمراء وكبار الشخصيات وصناع القرار، علاوة على المؤسسات التمويلية والباحثين والخبراء لتبادل أفضل التطبيقات العملية الناجحة والرؤى المستقبلية المتعلقة بالابتكار والإدارة والتكنولوجيا وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي.
ويأتي تنظيم المؤتمر من قبل شركة «ايكوسيستم» للاستشارات الإدارية ورئيسته د.هنادي المباركي، ضمن إحدى المبادرات الخليجية، التي أخذت على عاتقها رفع التصنيفات والمؤشرات التنافسية للدول الخليجية، والتنويع الاقتصادي عبر برامج الاقتصاد الحديثة.
وفي هذا السياق، قالت د.هنادي المباركي إنها أطلقت المبادرة الخليجية التي تركز على التنويع الاقتصادي ورفع المؤشرات التنافسية العالمية، وتنقسم المبادرة إلى 4 أقسام، هي: إنشاء مجلة إلكترونية الخليجية تكنوبارك، وإنشاء مسرعة الاعمال الافتراضية الخليجية الذكية، ونشر العديد من الكتب على منصة الأمازون باللغتين التي تعنى بالابتكار وريادة الاعمال والتنويع الاقتصادي لتكون خارطة الطريق للتطبيقات العالمية الناجحة وأخيرا تنظيم المؤتمر الخليجي والعالمي سنويا من قبل شركة «ايكوسيستم» للاستشارات الادارية.
وخلال فعاليات اليوم الثالث، قالت وزيرة التربية والتعليم السابقة د.موضي الحمود «نفخر بانطلاق المؤتمر الافتراضي العالمي الثاني لدعم منظومة الابتكار والذكاء الاصطناعي من كويتنا الحبيبة، والذي يركز علي الابتكار وريادة الاعمال والذكاء الاصطناعي كاستثمار طويل الأجل تنهض به الدول عبر التنويع الاقتصادي والنمو الذكي المستدام الشامل القائم على المعارف والرقمنة وتماشيا مع رؤية الكويت 2035، الهادفة الى تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي جاذب للاستثمار ومواءمتها مع أهداف التنمية المستدامة 2030». وأضافت «يمر العالم في تحديات إقليمية ودولية كبيرة ومتزايدة من النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية جراء جائحة كورونا، حيث اصبحت مخرجات برامج الابتكار وريادة الاعمال والذكاء الاصطناعي ذات اهمية ايجابية كبيرة من خلال استخدام التقنيات الجديدة وتسريع الابتكارات الطبية والتكنولوجية والعمل عن بعد علي جميع المستويات العالمية».
وأشارت إلى ان عقد هذا المؤتمر العالمي يهدف لعرض ومناقشة أحدث الابتكارات والأدوات والاستراتيجيات الابتكارية والاتجاهات العالمية الجديدة والتحديات العملية والحلول المعتمدة للتجارب الناجحة والأدوات الاقتصادية والابتكارية لريادة الأعمال والإدارة والتكنولوجيا والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية للدول المتقدمة والنامية.
وقالت الحمود إن الابتكار في التعليم يعتبر أحدث طرق التعلم باستخدام تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعليم التكنولوجي القائم على الابتكار مما يساعد على تحسين جودة التعليم والارتقاء في المنظومة التعليمية تبعا للمقاييس العالمية للتعليم مساعدة المنظمات والمؤسسات التعليمية على تقييم وتقوية القدرات الابتكارية نحو النمو الابتكاري المستدام ورفع المؤشرات التعليمية والابتكارية على المستوى المحلي والعالمي رفع الانتاجية والربحية في كل المستويات التنظيمية الابتكارية نحو التحول الرقمي.
بدوره، قال الممثل المقيم للمكتب القطري للبنك الدولي في الكويت غسان الخوجا إن الوتيرة السريعة للتغير التكنولوجي التي يطلق عليها اسم «الثورة الصناعية الرابعة»، توفر فرصا جديدة للبلدان النامية، ولا يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تفوتها.
وأضاف الخوجا «يمكن أن يكون التحول التكنولوجي وسيلة لكي تقفز المنطقة إلى المستقبل، وفي حين غابت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن القارب السابق في مجال التصنيع، كان هناك استثمار واسع النطاق في صحة السكان وتعليمهم. ويمكن أن يكون رأس المال البشري هذا مصدر الإبداع والمهارات اللازمة لدفع الاقتصاد الرقمي الجديد. سارع الشباب إلى تبني التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعي».
وقال انه من أجل إطلاق العنان للتأثير التحويلي للتكنولوجيا، فإن الأجهزة المحمولة الموجودة في كل زوج من الأيدي تحتاج إلى أن تصبح أكثر من مجرد أدوات لإيصال المظالم والتعبير عن الآراء. وهي بحاجة إلى أن تصبح أدوات للابتكار وإطلاق الأعمال التجارية وخلق فرص جديدة. ومن العقبات الرئيسية التي تعوق إطلاق اقتصاد رقمي مزدهر عدم إمكانية الحصول على المدفوعات الرقمية. وهذه مشكلة تنظيم وليست ابتكارا.
وتحدث الخوجا عن المدفوعات الرقمية والتجارة الإلكترونية، حيث قال انها وسيلة للمجتمعات الأقل نموا والأكثر عزلة للتغلب على معوقاتها الاجتماعية والجغرافية. وبالنسبة للشركات الجديدة والشركات الناشئة، يمكن أن يعني ذلك تجاوز الحاجة إلى استثمارات مانعة في البنية التحتية والتسويق. وتشير التقديرات إلى أن المتاجر الريفية على الإنترنت في الصين خلقت أكثر من 28 مليون فرصة عمل في عام 2017. وفي المغرب، تبيع النساجات المنزليات السجاد والمنسوجات الأخرى عبر الإنترنت ويحتفظن بحصص كبيرة من الأرباح، في حين تقوم شركة ناشئة شابة في مصر بتسويق وجبات صحية محلية الصنع. وتبين الأدلة أن هذه الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة هي أكبر مصدر للوظائف. ومن شأن نظم المدفوعات الرقمية، إلى جانب الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة، أن تربطها بالعملاء وتزيد من إنتاجيتها. فالاتصال بالسحابة، على سبيل المثال، من شأنه أن يوفر وصولا منخفض التكلفة إلى أحدث البرامج. والأهم من ذلك أن هذه النظم ستسمح لهذه الشركات الناشئة والشركات الصغيرة بالاندماج مع الاقتصاد الوطني. ومن شأن هذه الأنظمة نفسها أن تسمح لاقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالاندماج بشكل أكثر فعالية مع الاقتصاد العالمي. وهناك قلق واسع النطاق من أن الثورة الصناعية الرابعة ستكون مدمرة صافية للوظائف. وفي الوقت الحالي، يعمل معظم الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القطاع غير الرسمي حيث تكون وظائفهم ضعيفة بالفعل.
وليد الخشتي: «زين» تمتلك قصة فريدة من نوعها بريادة الأعمال ودعم الابتكار
قال الرئيس التنفيذي للعلاقات والاتصالات في «زين الكويت» وليد الخشتي «في البداية، أود أن أرحب بجميع الضيوف من الكويت والمنطقة والعالم أجمع لهذا المؤتمر، فإنه من دواعي سروري المشاركة معكم اليوم للحديث حول التحديات والفرص التي يشهدها السوق الإقليمي الذي يمر في مرحلة متسارعة من التطور والتحول الرقمي». وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بهذا المؤتمر المميز، وأود أن أشكر الزميلة د.هنادي المباركي على تقديم هذه الفرصة لي لكي أشارككم بشكل مختصر قصة زين الفريدة من نوعها في عالم ريادة الأعمال ودعم الابتكار. وأشار إلى أنه قبل عشر سنوات أطلقنا برنامج Zain Great Idea، والذي كان في ذلك الوقت برنامجا طموحا عرف بكونه حاضنة للأفكار الإبداعية والمبتكرة لرواد الأعمال الكويتيين، أما اليوم، فقد أصبح البرنامج واحدا من أكبر البرامج المختصة بتسريع الشركات التكنولوجية الناشئة على مستوى المنطقة، وأنا فخور جدا بكل ما حققناه خلال هذه الفترة. وعلى مدار عقد كامل، قام برنامج ZGI بتمكين وتدريب أكثر من 1500 شاب وشابة من الكويت والعالم العربي والاستثمار فيهم، وقد ساهم البرنامج في خلق فرص عمل كثيرة في ساحة الشركات التكنولوجية الناشئة بالمنطقة من خلال تسريعه لأكثر من 100 شركة صغيرة ومتوسطة، وقد وصلت قيمة الاستثمارات في الشركات الناشئة التي خرجها برنامج ZGI إلى أكثر من 6 ملايين دينار حتى اليوم، ويملك 30% من خريجي برنامجنا شركات نشطة في الأسواق المحلية والإقليمية، كما قامت 40% من هذه الشركات بجمع رأسمال خاص بها.
وكما كان متوقعا، فقد كان التحول الرقمي هو قصة النجاح الأكثر شيوعا خلف الأغلبية من شركات خريجينا طوال تاريخ البرنامج، حيث يعتبر برنامج Zain Great Idea في جوهره مسرعا للشركات التكنولوجية الناشئة، وقد أثبت الطلب الكبير على هذا القطاع من ريادة الأعمال في الكويت ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن رؤية زين لتحقيق الريادة الرقمية كانت في الطريق الصحيح. وأوضح أن النسخة الأخيرة من ZGI شهدت صفحة جديدة في تاريخ البرنامج، فقد كان خريجو النسخة السادسة من البرنامج أول دفعة من رواد أعمال زين الذين أتموا برنامج ZGI بشكل افتراضي تماما بسبب الجائحة، ولم يكن هذا الإنجاز سهلا بأي شكل من الأشكال، لكننا فخورون جدا بنجاح وتفوق خريجينا رغم هذا التحدي. وتابع الخشتي «لا شك، فقد لعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في تسهيل العديد من التحديات والصعاب التي واجهت البرنامج بشكل افتراضي، لكن كان لخريجينا دور كبير في نجاحهم تمثل في عزيمتهم وإصرارهم على التعلم وتحويل شركاتهم من مجرد أفكار إلى مشاريع مستدامة وفعلية، وليس هذا فحسب، بل قد شهدت النسخة السادسة من برنامجنا مشاركة العدد الأكبر من رائدات الأعمال النساء في تاريخ البرنامج بأكمله، وهذا شرف عظيم لنا أن نسهم في تمكين النساء الكويتيات والعرب نحو تحقيق أحلامهن والأخذ بيدهن نحو تملك وإدارة شركاتهن الخاصة». وقال «أؤمن شخصيا بأن مثل هذه المؤتمرات ـ التي نتشارك من خلالها معا قصص نجاحنا كما شاركتكم قصة ZGI اليوم ـ تقدم فرصة عظيمة للمسؤولين والقياديين وأصحاب القرار من مختلف الجهات والمؤسسات».