دعت پولندا شركاءها الأوروبيين إلى مساعدتها في أزمة المهاجرين على حدودها مع بيلاروسيا، حتى لا يضطروا الى مواجهة ملايين اللاجئين، في حين طالب الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو أوروبا بفتح ممر انساني لاستقبالهم.
وحذر رئيس الوزراء الپولندي ماتيوش مورافيتسكي من استمرار السياسات الأوروبية الضعيفة على الحدود، وقال في مقابلة أجراها مع صحيفة «بيلد» الألمانية، إنه لا يستبعد خطر الحرب، في ضوء التطورات على الحدود الپولندية البيلاروسية، وأوضح مورافيتسكي للصحيفة أنه «إذا لم نتمكن من إبعاد آلاف المهاجرين الآن، فسوف يأتي قريبا مئات الآلاف، بل الملايين، إلى أوروبا». وتابع: «إذا لم نقم بحماية حدودنا في أوروبا، والدفاع عنها بصورة حاسمة، فهناك مئات الملايين من افريقيا أو الشرق الأوسط، الذين سيحاولون القدوم إلى أوروبا، ولاسيما إلى ألمانيا».
في الاثناء، توجه هورست زيهوفر، وزير الداخلية في حكومة تسيير الأعمال بألمانيا امس، إلى العاصمة الپولندية وارسو من أجل توجيه الشكر لپولندا على جهودها المبذولة للتصدي لحركات الهجرة المنظمة القادمة من بيلاروسيا.
من جانبهم، حض وزراء خارجية دول مجموعة السبع بيلاروسيا امس، على وضع حد لأزمة الهجرة عند حدودها مع پولندا، متهمين إياها بإثارة الأزمة عمدا وتعريض حياة الناس للخطر.
واتهمت بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة نظام الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو بترتيب عملية الهجرة غير الشرعية عبر حدودها.
وفي بيان وقع عليه الاتحاد الأوروبي أيضا وصدر عن حكومة لندن، قال الوزراء «تعرض هذه الأفعال الفظة حياة الناس للخطر». وأضافوا «نقف صفا واحدا في تضامننا مع پولندا، كما مع ليتوانيا ولاتفيا، التي استهدفت جميعها بهذا الاستخدام الاستفزازي للهجرة غير النظامية كتكتيك مصطنع»، وأفاد «ندعو النظام الى الوقف الفوري لحملته العدوانية والاستغلالية من أجل منع المزيد من الوفيات والمعاناة».
واكد الوزراء أنه ينبغي السماح للمنظمات الدولية بالوصول «الفوري ومن دون عوائق» للمهاجرين المحاصرين عند الحدود لتقديم مساعدات إنسانية. في المقابل، أعلنت الناطقة باسم الرئاسة البيلاروسية، ناتاليا إيسمونت، أن نحو سبعة آلاف لاجئ يتواجدون على أراضي البلاد، من بينهم نحو ألفي لاجئ في المخيمات العشوائية على الحدود مع پولندا، مشيرة إلى أن مينسك لن تقوم بطرد اللاجئين بالقوة.
وأضافت المتحدثة «الرئيس وجه خلال اجتماع مع دوائر الهجرة والهيئات الأخرى بتسهيل عودة اللاجئين إلى أوطانهم وتنفيذ رغباتهم الأخرى. الشرط الوحيد هو الرغبة. لن نطردهم إلى العراق وسورية أو أي دولة أخرى». وأكدت أن الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو تحدث مع المستشارة الألمانية ميركل وقال لها ان على الاتحاد الأوروبي إنشاء ممر إنساني لألفي لاجئ، وأن مينسك ستساعد الباقين في العودة إلى بلادهم. وأشارت المتحدثة إلى أن مينسك بدأت بعمليات الإجلاء للاجئين إلى العراق قائلة «كما ترون، حتى اليوم نفي بالتزاماتنا! نعم، للأسف فقط حوالي 400 لاجئ وافقوا على العودة إلى وطنهم».
ميدانيا، اعتقلت قوات الأمن الپولندية حوالي 100 مهاجر حاولوا عبور الحدود مع بيلاروسيا ليل أول من أمس، على ما أعلنت وزارة الدفاع الپولندية. وأفادت الوزارة بأن «الأجهزة الپولندية اعتقلت مجموعة من حوالي مائة مهاجر»، واتهمت بيلاروسيا بأنها «أرغمت مهاجرين على رشق الجنود الپولنديين بالحجارة لتحويل انتباههم»، مشيرة إلى أن «محاولة عبور الحدود جرت على مسافة بضع مئات الأمتار من المكان».