- «كوفيد -19» جائحة العبر وإعادة تجديد الحياة وصدمة إيجابية بين قرون مضت وحياة مقبلة
- المعجل: الموسوعة إضافة جديدة لإنجازات حمزة عليان المتعددة في مجالات التوثيق
- الموسوعة هي الأولى من نوعها نظراً للشمولية التي تتسم بها وعمق التغطية المعلوماتية
- عليان جسّد الطموح الكبير وكان له الفضل الأول في تأسيس مركز المعلومات في «القبس»
- حمزة عليان: فريق عمل الموسوعة توزع بين القاهرة وكندا وبيروت لمدة عام ونصف العام تقريباً
- الجائحة فرصة لإعادة بناء نظام عالمي قائم على التعددية وسيادة القانون والعمل المشترك
ثامر السليم
أشاد رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت محمد الصقر بجهود الكاتب الزميل حمزة عليان البحثية، ومؤلفاته القيمة التي يطرحها بين الحين والآخر، مؤكدا انه طموح لدرجة كبيرة، وكان له الفضل الأول في ان يكون مركز المعلومات في جريدة «القبس» افضل مركز بالصحافة العربية.
جاء ذلك خلال حفل توقيع «موسوعة الأوبئة الوثائقية.. كورونا من المهد إلى اللقاح» لمؤلفه الزميل حمزة عليان، في مكتبة «ذات السلاسل» بالأفنيوز الأربعاء الماضي، بحضور عدد كبير من الشخصيات والمهتمين بالشأن الثقافي رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر د.هلال الساير، وأمين سر جمعية الخريجين مها البرجس، وسفير هنغاريا لدى الكويت، ومطران الكنيسة الأرمينية، وإعلاميين وكتاب ورجال أعمال وأساتذة جامعيين.
وقال الصقر: أفتخر بالأخ حمزة عليان الذي عمل معي في جريدة الجريدة، ولكنني لست رئيسا للتحرير بل ناشر، وعلاقتي به في «القبس» كانت يومية، والآن أراه ولكن لتبادل المعلومات وليس الآراء، مؤكدا أن إصداراته مهمة ومؤثرة، وغزير في إصدار الكتب المعلوماتية.
وأضاف: أما وقد عجز العالم عن مواجهة «الفيروس الغادر»، وخضع الكون لجائحة مؤلمة على كل المستويات، فيقينا انها جائحة العبر وإعادة تجديد الحياة، ودعونا نعتبرها صدمة إيجابية بين قرون مضت وحياة مقبلة، ولن يكون ما هو قادم فيها كما مضى، فالتغيير سنة كونية لا بد من مواكبتها، لافتا الى انها اختبار للعقل البشري وريادة السوق وعجرفة التكنولوجيا الحديثة، اختبار للتفكير غير النمطي وللتضامن الفعلي وللإنسانية أيضا، اختبار للتعاضد وكشف حقيقة الإنسان تجاه الإنسان، ولكل راع وللرعية.
وذكر ان «كورونا» دافعة للتأمل في فلسفة التملك والفقد، ولتحدي الإنسان وصراعه الأزلي مع الغير، وكيف أصبح عدو نفسه بين عشية وضحاها لا يستطيع الاقتراب من أبيه أو أمه أو ابنه خوفا منه وعليه، وهي تدفعنا إلى تأمل هذا السيناريو الذي لم يخطر بأحلام البشر، فعجز العالم عن مواجهتها لأكثر من عام كامل، بكل إمكاناته العلمية وثوراته التكنولوجية التي أذهلت العقول، مشيرا الى ان العقل البشري يقف أمام تحد مختلف عجز أمامه لبعض الوقت لكنه تمكن من إيجاد الحلول له عن طريق حزمة من الإجراءات واللقاحات.
30 عاماً
من جانبها، قالت الكاتبة سعاد المعجل ان الموسوعة إضافة لإنجازات حمزة عليان العديدة في مجال التوثيق، مؤكدة ان معرفتها به تجاوزت الـ 30 عاما، فهو لكل من عرفه لا يمكن أن يتخيله دون خلفيته المعهودة ووقوفه في مركز المعلومات بجريدة القبس، ووراءه غابة من «الفايلات»، والأعمدة الرمادية التي تحتوي على كنوز المعلومات التي تجمعت طوال سنوات.
الأولى من نوعها
وقال الكاتب الزميل حمزة عليان: استشعرنا خطورة الموضوع، وقررنا تشكيل فريق من الباحثين، ووضعنا خطة عمل وأوكلت المهام لمجموعة من الذين لديهم المعرفة والخبرة في البحث والرصد والكتابة، ومن يملكون المؤهلات الأكاديمية الكافية، وكانت الكويت هي المحطة الرئيسية أما الباحثون فقد توزعوا على عدد من العواصم ومنها القاهرة، وكندا، وبيروت، وعلى مدى سنة ونصف السنة تقريبا ظل الفريق يعمل دون توقف.
وتابع عليان: في مطلع 2021 اكتملت ملامح المشروع بما يتناسب مع كونه عمل تتوافر فيه مواصفات الموسوعات ذات الصفة الدولية، وأحطنا بتاريخ الأوبئة منذ ظهورها وتم ترتيب الفصول الـ 15 بحيث تغطي مختلف جوانب وأبعاد الطواعين والجوائح، وتوسعنا بوباء القرن الحادي والعشرين وحروب الجيل الخامس، كما أسميناه من منظور الصراع بين الإنسان والأوبئة، مبينا انه عمل دؤوب وجهد متواصل تطلب الإعداد والمراجعة والتدقيق اللغوي والتعاون مع مطبعة الخط والقائمين عليها وبرعاية خاصة من الزميل سامي أيوب والفريق المعاون له.
وأوضح ان الدافع وراء إصداره الموسوعة كان الرصد والتوثيق فهذه مهنته، والحدث عم الكرة الأرضية ولن يتكرر إلا بعد فترة من الزمن، أما الهدف الثاني فبعد ان صنفت منظمة الصحة العالمية «كورونا» كوباء أيقن ان المسألة ستطول وستصبح من الذكريات لذلك قرر أن يعمل لإنجاز الموسوعة، فهي تعد الأولى من نوعها نظرا للشمولية التي تتسم بها وعمق التغطية المعلوماتية وحجم التنوع في رصد الآثار الناجمة عن الجائحة، وتتناول المراحل التاريخية للأوبئة وترسم رؤية لمستقبل البشرية وفقا لقراءات ذات قيمة معرفية، وأوسع تغطية علمية شاملة من نوعها، وموسوعة مرجعية ذات مصداقية توثق قصة «فيروس كورونا»، وتاريخ الفيروسات ومستقبلها والصراع بين الإنسان والأوبئة.
دروس وتجارب
وبين اننا ما زلنا جميعا نعيش في أواخر «زمان كورونا» وكل منا لديه تجربة ومعاناة، وهناك دروس تعلمناها ستبقى آثارها مثار حديث وأبحاث لعقود قادمة، فقد حدث تحول في أنماط العيش والتنقل والتعليم والعمل، وتسيد «الأونلاين» وظهرت الفجوة الرقمية وتحول العالم إلى قرية إلكترونية بالكامل بعد أن ارتدى الكمامة، ولا مفر أمام هذه الجائحة من التعاون الأممي الكامل، فقد كانت فرصة لإعادة بناء نظام عالمي جديد قائم على التعددية وسيادة القانون والعمل المشترك، وهي أول حالة طوارئ في العالم بهذا الحجم، وأسوأ أزمة اقتصادية لفت العالم منذ الحرب العالمية الأولى، وكشفت عن مخاطر تهدد الوجود البشري، كأزمة المناخ والصراح النووي، والقادم من الأوبئة والكارثة التي تواجهه البيئة، وعلمتنا الجائحة أن الرعاية الصحية لابد وأن تحظى بالأولوية.
وزاد: من الواجب أن أشكر الحضور على مشاركتهم، وخاصة الصديق والحبيب رئيس مجلس إدارة غرفة وتجارة وصناعة الكويت محمد الصقر، صاحب الخبرة الطويلة في الإعلام والسياسة والعمل الوطني، وأيضا أشكر كل من وقف بجانبي وساعدني من أسرتي والتي تحملنا معا أعباء الحجر ومنع التجول، وأيضا دار «ذات السلاسل» وعلى رأسهم المدير التنفيذي سعود المنصور، والرعاة الذين كانوا خير سند لنا، والشركة الأحمدية للمقاولات والتجارة، وشركة المعجل للأدوية، والخطوط الجوية الكويتية، و«آلافكو»، و«زبيل».
حمزة عليان.. مسيرة حافلة
بدأ الزميل حمزة عليان العمل في الصحافة منذ عام 1964 بمجلة «الحوادث» اللبنانية لصاحبها سليم اللوزي، وتدرج فيها من موظف أرشيف إلى مسؤول، ثم تطورت الوسائل وتغيرت الأهداف، وكانت له محطات في الصحافة اللبنانية كمؤسس لمراكز معلومات وأبحاث، فأسس مركز لمجلة «الدستور» 1972 - 1973 وجريدة السفير 1974 - 1976، وانتقل بعدها إلى الكويت وأسس مركز المعلومات والدراسات بصحيفة القبس 1976 - 2019.
وطوال تلك الفترة أنجز عليان مئات المقالات والأبحاث والتقارير والدراسات وساهم بإنشاء مراكز معلومات أخرى، أصدرت أكثر من 23 كتابا وأجرى العديد من المقابلات التلفزيونية وقدم أبحاثا في مؤتمرات فكرية وشارك بمحاضرات جامعية وقام بمهمات صحافية واستطلاعات في العديد من دول العالم، وجاء اليوم ليضع خبرته وإنتاجه الفكري وما يملكه من معلومات في خدمة البحث والباحثين والمحبين للقراءة والاطلاع، ويعد ذلك أسمى ما يطمح إليه.
15 فصلاً متنوعاً تغطي مختلف الأوبئة
تضمنت الموسوعة 15 فصلا، حيث ركز المدخل على الإنسان والأوبئة وحروب الجيل الخامس، فميا اشتمل الفصل الأول على تسليط الضوء حول الإرادة الإنسانية وبناء الحضارة، وركز الثاني على «كورونا» من أين جاء وكيف انتشر وعلى الطب وأشياء أخرى، والفصل الثالث تناول رحلة كفاح الكويت ضد الفيروس، أما الرابع فتضمن إعادة صياغة الجائحة لملامح الحياة، فميا اشتمل الفصل الخامس على اللقاح والحق المتكافئ في الحماية، وتضمن السادس الطواعين في المنطقة العربية، وتناول الفصل السابع «الموت الأسود» طاعون القرن الرابع العاشر وموروثه الباقي.
وركز الفصل الثامن على الإنفلونزا الإسبانية، واهتم التاسع بالعودة للطبيعة وخطر الانفصال عنها، فيما تناول الفصل العاشر التحول المناخي وصناعة المستقبل، ولفت الفصل الحادي عشر الى التأثيرات الثقافية وعالم الكتب، أما الفصل الثاني عشر فركز على القارة الكبرى وسط المحيطات، واحتوى الثالث عشر على استراليا نصف الكرة الجنوبي ونيوزلندا قاهرة الفيروس، وركز الرابع عشر على أوروبا تحت وقع الوباء وأخيرا الفصل الخامس عشر احتوى على كيفية صنع عالم جديد بالتعاون والاتحاد.