محمود عيسى
ذكرت صحيفة «اندو نيويورك»، ان التحولات التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي لم تكن أكثر تعقيدا مما هي عليه في شبه الجزيرة العربية، حيث تجد دول الخليج نفسها في مواجهة سيناريوهين خطيرين لتغيرات المناخ قد يشكلان تهديدا كبيرا عليها، وفقا لما نقلته الصحيفة عن وكالة اسوشييتد برس الأميركية. وأضافت الصحيفة ان السيناريوهين أحلاهما مر، حيث يتمثل الأول في فرضية أن العالم سيتوقف عن استخدام النفط والغاز من أجل تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري، وهذا من شأنه أن يهز أسس الاقتصادات الخليجية، بينما يقوم السيناريو الآخر على فرضية استمرار درجات الحرارة العالمية في الارتفاع، مما يهدد بجعل مساحات شاسعة من تضاريس منطقة الخليج الحارة بالفعل غير صالحة للعيش بسبب تصاعد درجات الحرارة الشديدة. وأشارت إلى أن الأرباح من الوقود الأحفوري تمثل أساس الاستقرار في دول الخليج الست، ويشمل ذلك الصادرات النفطية الخليجية التي ستتزايد حاجة الهند والصين إليها في العقود القادمة، وهما دولتان متعطشتان للطاقة.
وفي هذا السياق استشهدت الصحيفة بما ذكره جيم كرين، مؤلف كتاب «ممالك الطاقة: النفط والبقاء السياسي في الخليج» من ان الإجراءات المتعلقة بالمناخ تكاد تكون مشكلة للدول التي تعتمد على صادرات النفط، لأنها من ناحية، تريد نجاح خطط حماية المناخ، لكنها من الناحية الأخرى لا تريد ان تتدهور الأسواق النفطية، وهذا أمر يصعب تحقيقه.
ومن خلال التعهد بأهداف انبعاثات «صفرية صافية»، كما فعلت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين هذا الشهر، سيتم تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري داخل حدودها، بينما يتم الحفاظ على صادرات الوقود الأحفوري في الخارج.
واعتبرت الصحيفة ان دول الخليج تستخدم الإيرادات النفطية في تعزيز اقتصاداتها وتحسين مستويات الرعاية الصحية المجانية والتعليم العالي فضلا عن توفير الدعم للاحتياجات الأساسية كالوقود، بالإضافة إلى توفير المساكن، ومهور الزواج، والمعاشات التقاعدية السخية للمواطنين.