قدمت مؤسسات المجتمع المدني في الكويت ممثلة بجمعيات النفع العام الخيرية، ذات الطابع الإسلامي في أغلبها، صورة ناصعة البياض في العمل الإنساني، حتى أضحت مثالا يحتذى، تساعد الملهوف، تعطي المحروم، باستنهاض كافة طاقاتها المادية والمعنوية متى ما أرجعت الطبيعة «الإنسان» إلى حجمه الطبيعي المتناهي في الصغر، وقدراته المتواضعة، المتهالكة، أمام زلازلها، وبراكينها، وأعاصيرها، حتى لا يجد ما يستر ضعفه سوى الركون إلى الملاجئ لحماية نفسه ومن حوله، أو الهروب إلى مناطق يظنها أكثر أمنا، وفي ذلك تذكير شديد اللهجة لضعف المملوك أمام المالك الفرد الصمد، وعبرة لمن يتعظ.
منارات الكويت ذات الطابع الخيري، أسعدت المحروم في أقصى القارة الآسيوية، وأنارت بأيد حانية محبة للخير والسلام دروب الكثير من أبناء أفريقيا المحرومين، وقدمت المساعدات المادية والعينية للمعوزين بين ظهرانيها في بلد الصداقة والسلام، وهي في كل ذلك استمدت واستلهمت طاقتها وقدرتها المالية والمعنوية من شعب كريم الطباع، جبل محبا للخير، متفاعل إيجابا مع الآخر، لترتسم لوحة بهية في كل تفاصيلها عن الكويت وطنا وشعبا، في ذهن القريب والبعيد.
لتستمر منارات السائل والمحروم، متجددة بالعطاء، متوهجة ببركة اليد الحميدة العليا، بعين راصدة لكل محتاج، ويد حاضرة، ووجه بشوش يخفف من ذل السؤال، وضيق ذات يد السائل، احتراما لآدميته، وحفظا لكرامته، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء، وذلك المعروف كله، وختاما كريما بقول فصل من رب رحيم، (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله - سورة البقرة 110).
[email protected]