دعا الاتحاد العام للشغل في تونس إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة بعد تعديل القانون الانتخابي، للخروج مما وصفها بالأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، في حين تصاعدت الاحتجاجات الاجتماعية في عدة مدن.
وجاء موقف الاتحاد، وهو اكبر تجمع نقابي في تونس، غداة تصريحات للرئيس قيس سعيد قال فيها إنه بصدد ترتيب جدول زمني لإدخال إصلاحات على النظام السياسي بما يستجيب لمطالب التونسيين.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في تونس عن المتحدث باسم الاتحاد التونسي للشغل سامي الطاهري قوله امس إن «الخروج من الأزمة السياسية الحالية يتطلب تعديل القانون الانتخابي والمرور إلى انتخابات تشريعية مبكرة».
وأضاف ان «المرحلة القادمة سوف تكون من أصعب المحن، ليس فقط بالنسبة للاتحاد كمنظمة وطنية واجتماعية، ولكن بالنسبة لكل الأطراف الفاعلة في البلاد في ظل ما تشهده من غياب للاستقرار السياسي وغموض على المستوى الاقتصادي والمالي».
وفي تصريح إذاعي آخر على هامش اجتماع نقابي، قال الطاهري إن الاتحاد لن يقبل بما وصفه «التصحير» السياسي والاجتماعي، وإلغاء دور الأحزاب والمنظمات الوطنية في البلاد، معربا عن رفضه إلغاء دور الأحزاب والمنظمات في البلاد، مشددا على ضرورة تنظيم انتخابات مبكرة لتكون مخرجا من الأزمة السياسية.
واعتبر الطاهري الإجراءات التي أعلنها الرئيس سعيد في 25 يوليو الماضي حدثا مشروعا وفرصة تاريخية، مشيرا إلى أنه لا يمكن العودة إلى البرلمان السابق، مجددا دعوة اتحاد الشغل إلى تنظيم حوار وطني ووضع خريطة طريق وتنظيم انتخابات مبكرة لتجاوز الأزمة الراهنة.
وكان الرئيس التونسي قال مؤخرا إن الأزمات التي يتم اختلاقها ترمي إلى إلهاء الشعب التونسي عن قضاياه الحقيقية، مضيفا أن القضاء في بلاده مستقل، وأن الشعب يريد تطهير البلاد، وأن ذلك غير ممكن إلا بقضاء عادل وقضاة فوق كل الشبهات.
في سياق متصل، أفاد شهود عيان بأن عددا من العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات الجامعية اقتحموا - مساء أمس الأول مقر محافظة القصرين)، في حين نفذ آخرون وقفات احتجاجية بشارع بورقيبة في العاصمة وأمام عدد من مقار المحافظات.
وتأتي الوقفات احتجاجا على رفض الرئيس سعيد تفعيل قانون يتعلق بتوظيف أصحاب الشهادات الجامعية ممن تجاوزت بطالتهم 10 سنوات. ورفع المحتجون شعارات تندد بقرار رئيس البلاد وأخرى تعد العمل حقا دستوريا.
وفي محافظة قفصة جنوب غربي البلاد، تظاهر العشرات احتجاجا على ما اعتبروه «تراجع» الرئيس عن مساندتهم، ورفعوا شعارات بينها: «خدمونا خدمونا، ولا هزوا وقفونا» (نريد التوظيف أو أوقفونا في السجون).
وفي محافظة صفاقس الساحلية، نظم محتجون وقفة احتجاجية أمام المقر المحلي لإدارة الضرائب احتجاجا على استمرار أزمة تراكم النفايات بالمدينة.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بالعصيان الضريبي وعدم سداد المستحقات الجبائية للدولة إلى حين إيجاد حل نهائي لأزمة تراكم النفايات بالمدينة، والمستمرة منذ نحو شهرين.