- الجناح الكويتي يعكس الرؤية الكويتية للاهتمام بالبيئة والتنمية المستدامة
- «ساحة الوصل» ملتقى الحضارات و«شلالات الإكسبو» تتحدى الجاذبية
- حلول لإعادة إحياء البحار وابتكارات زراعية تساهم بالاكتفاء الذاتي المستدام
- الأجنحة العربية تنافس على الأفضلية.. وجناحا الإمارات والسعودية يجسّدان الرقمية
دبي - دارين العلي
كثر الحديث عن إكسبو 2020، وتناولته وسائل الإعلام بمختلف أنواعها فرسمت له صورا وخطت حوله سطورا واستفاضت فأبدعت وأوصلت المشهد الحقيقي أحيانا وربما لم تنجح أحيانا أخرى.
ولكن أن تراه بالعين المجردة فهي قصة أخرى، «الأنباء» زارت المعرض ضمن وفد إعلامي من مختلف وسائل الإعلام العربية بدعوة من «دبي للسياحة»، لتحاول بدورها أن تعكس الصورة التي رأتها بعدسة واضحة عمادها روح الكلمة وصدق العبارة.
إكسبو 2020 ليس مكانا تزوره فحسب بل هو العالم بين يديك، من أرض صحراء إلى صروح ضخمة تضع أمامك عالما بأسره، فتتعرف على ماهية الإبداع والتألق حيث تتنافس الدول في إظهار ما لديها من تاريخ وحضارة وإنجازات وتطلعات، كل وفق رؤيته وبطريقته الخاصة وباستخدام وسائل مبهرة في كثير من الأحيان.
المعرض بحد ذاته تظاهرة عالمية جمعت في طياتها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، الحضارة والتطور، الترفيه والفنون، الحداثة من أوسع أبوابها، لاسيما أن المعرض يركز على الرقمية وعالم الذكاء الاصطناعي، كما انه في الوقت نفسه يولي اهتماما خاصا بالبيئة والحفاظ عليها واختيار الوسائل الكفيلة بخفض الانبعاثات واستخدام المواد الصديقة للبيئة في الطريق إلى الاستدامة.
تتنوع فيه الأجنحة وتتعدد الأنشطة بحيث يحتاج الزائر إلى أيام عدة، كي يتمكن من التجول في كل هذه الأجنحة والاطلاع على فعالياتها، واستكشاف أكثر من 191 دولة مشاركة فيه.
وفي السطور المقبلة غيض من فيض لتعيشوا معنا تجربتنا خلال تلك الزيارة.
الأجنحة العربية
بداية، لا بد من الإشادة بالأجنحة العربية في إكسبو دبي 2020، فهي تنافس على الأفضلية والتميز بين الأجنحة العالمية فمن جناح دولة الإمارات العربية وعنوانه «الحداثة والتطلع نحو التكنولوجيا بكافة تفاصيلها»، إلى جناح المملكة العربية السعودية المبهر بكل ما للكلمة من معنى تصميما ومحتوى، مرورا بجناح الكويت بما فيه من تنوع وإرث حضاري فضلا عن تركيزه على البيئة بما فيها من تنوع، ليعكس الرؤية الكويتية في الاهتمام بالبيئة والتنمية المستدامة، إلى الجناحين العماني والبحريني برقي التقديم وأصالة المحتوى، كما أن الجناح المصري يعتبر من الأجنحة الأكثر جذبا للرواد باستخدامه الأساليب الحديثة والمؤثرات المتنوعة التي تتحدث عن تاريخ وواقع ومستقبل مصر، كذلك الجناح السوري الذي يبحر في اللغة العربية وكلماتها في لغات العالم، امتدادا إلى مختلف الأجنحة العربية التي أثبتت تميزها بين الأجنحة العالمية.
العالم الافتراضي
ومن بين أكثر الأجنحة العالمية تميزا في التصميم الخارجي وتشهد إقبالا واسعا من قبل الزوار الجناح الكوري الذي يركز على العالم الافتراضي، كما الجناح الروسي بألوانه الجاذبة سواء ليلا أو نهارا، وكذلك الجناح الأسترالي والكندي والأميركي عدا عن أجنحة القارة السوداء التي يشارك معظم دولها بتاريخها وتنوعها وأزيائها وتميزها، بالإضافة إلى الأجنحة الأوروبية المتميزة.
جناح الاستدامة
في جناح الاستدامة حقائق غابت عن الأنظار أو نحن نغيبها عنوة.
جناح الاستدامة يكشف لنا إمعاننا بالاعتداء على البيئة قصدا أو عن غير قصد، فيه دعوة واضحة ومناشدة صريحة لتخفيض الأذى الذي نسببه للبيئة المحيطة بنا والتي تمتد إلى العالم أجمع، فالبيئة لا تعرف الحدود، وغاز ثاني أوكسيد الكربون لا ينتقي الأماكن التي ينتشر بها، والبلاستيك في المحيطات لا يختار الأسماك والأحياء التي سيقضي عليها، إنها شبكة متواصلة مترابطة، يؤثر ضررها على من يعيش في السند كما يضر من يسكن الهند.
في جناح الاستدامة حلول صديقة للبيئة، ورحلة في أعماق المحيطات وصدور الغابات، حلول لإعادة إحياء البحار، وابتكارات زراعية صديقة للبيئة تساهم بالاكتفاء الذاتي المستدام، مع تقليص الأضرار البيئية، إبداعات ذكية من شأنها تحويل الكوكب إلى كوكب مستدام بدلا من الخوف من الذهاب نحو المجهول.
جناح التنقل
أما جناح التنقل فقصة أخرى تبدأ من الخيول العربية الأصيلة والتنقل في حياة الصحراء والبادية، مرورا بحكايات بغداد القديمة وبيت الحكمة وعلمائها، المجسدة بمجسمات ضخمة، وأنها تنطق لتخبرنا بروائع الزمن الماضي، من معتكف العالم أبي يوسف الكندي، إلى السفر عبر الخيال مع العالم العربي أبو عبيد البكري الذي ترجل عبر كتبه في جغرافية وثقافة وديانات عدد كبير من دول العالم، إلى أبرز الرحالة على مر الزمان ابن بطوطة الذي يخبرنا قصصا وروايات خاضها على مر سنيه الـ 30 التي عاش فيها طائفا بين الدول، متنقلا بين الحضارات، مسافرا بين الأمم سيرا أو بحرا أو عبر سفينة الصحراء ليعود بذخيرة شكلت إرثا تاريخيا عظيما.
ومن هناك وعلى مر الزمن تسير الأيام والليالي والسنين ويمضي قرن إلى قرن تظهر فيه التكنولوجيا وتسيطر على حياة التنقل ويخرج العالم الرقمي الافتراضي ليرينا مستقبل العالم في ظل الذكاء الاصطناعي وأهميته في الحقبة الحالية ومستقبلا، حيث يدخل في تفاصيل التفاصيل ويدلل على حياة أكثر بساطة وتعقيدا في آن، فالخاسر من يتأخر عن الركب، والرابح من يبتكر ويبتدع ويتغلغل في عالم الحداثة، فبين أولئك العلماء وعلماء اليوم إلى أين سيصل العقل البشري؟
ساحة الوصل
«ساحة الوصل» هي اسم على مسمى، وهي من أبرز معالم اكسبو 2020، صممت بشكلها الدائري كمساحة خاصة لالتقاء وتواصل شعوب العالم من مختلف الدول المشاركة في المعرض.
ويصل قطر الساحة إلى 150 مترا وصممت قبتها المرتفعة بتصميم فريد وبمؤثرات ضوئية وصوتية وبصرية لافتة لتضم فعاليات متنوعة تظهر حضارة وتقاليد مختلف الدول المشاركة في الإكسبو. وتتسع الساحة لأكثر من 10 آلاف شخص، حيث تنظم يوميا عددا من الفعاليات الثقافية المتميزة فيها.
شلالات إكسبو 2020
الشلالات من أشهر اللمسات الإبداعية التي يحويها إكسبو دبي والتي تتسق مع أحد مبادئه المتعلقة بالاستدامة، إذ تقوم على عملية إعادة تدوير المياه بطريقة صديقة للبيئة وبصفر انبعاثات كربونية.
الشلالات المنسكبة نهارا من ارتفاع 13 مترا على أنغام الموسيقى، تظهر ليلا وكأنها تتحدى الجاذبية عبر إبداع بصري يجعلها ترتفع صعودا أو يخيل ذلك للناظرين إليها.
وفي منتصف ساحة الشلالات شعلة من اللهيب الملون بالأحمر والأصفر والأخضر والصديقة للبيئة أيضا كونها لا تنتج أي انبعاثات حيث تعتمد على الهيدروجين النقي.
لن تكفينا السطور لذكر كل ما يحويه المعرض من أنشطة وساحات وحدائق عدا عن التنظيم وحسن التقسيم وتوافر الخدمات المختلفة سواء المطاعم أو المقاهي والمتاجر وكله مع الحرص على اتباع الإجراءات الصحية للحماية من فيروس كورونا.
إنها الإمارات تبهرنا في كل مرة تنظم فيها حدثا عالميا، واكسبو 2020 هو فرصة للجميع للاطلاع على العالم من بوابة دبي.
«عين دبي» الأكبر في العالم
تضمنت الدعوة إلى دبي تنظيم زيارة للوفد الإعلامي إلى «عين دبي» التي افتتحت تزامنا مع افتتاح إكسبو، بعد أن بدأ العمل على تشييدها منذ 5 أعوام. هي تجربة فريدة ترى من خلالها دبي عن علو يبلغ أكثر من 250 مترا وهي أعلى وأضخم عجلة مشاهدة في العالم. وتقع عين دبي في جزيرة «بلوواترز»، ومزودة بشاشة (LED) الأضخم في العالم، وتتسع لنحو 1400 راكب من خلال 48 كبسولة في كل دورة لها. وتتفوق «عين دبي» على نظيراتها، بأنها الأعلى والأكبر بين 12 عجلة دوارة في العالم، وتتميز بإطلالة رائعة على مختلف معالم المدينة والمناظر الخلابة للساحل والمارينا، وبرج العرب، ونخلة جميرا وبرج خليفة وغيرها.
«مدام توسو» بشخصيات حقيقية
زار الوفد الإعلامي متحف «مدام توسو» الكائن في جزيرة «بلووترز» وهو من المعالم السياحية المستحدثة في دبي والجديدة في دول مجلس التعاون وهو المتحف رقم 25 لسلسلة المتاحف توسو في العالم. ويتواجد في المتحف نحو 16 مجسما شمعيا لنجوم ونجمات عرب ضمن 60 مجسما لنجوم عالميين سواء من السياسيين أو نجوم الفن والرياضة.
وتتميز المجسمات بأنها أقرب إلى الحقيقة بتفاصيلها وملامحها حتى يخيل للبعض أحيانا بأنها حقيقية، حيث يمكن للزوار الاقتراب منها وأخذ الصور التذكارية.
شكرا «دبي للسياحة»
شكرا كبيرة نقدمها إلى هيئة دبي للسياحة صاحبة الدعوة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وعلى إتاحة الفرصة لنا للتعرف على الإكسبو وتنظيم عدد من الفعاليات الخاصة بالرحلة.
والشكر موصول إلى الزملاء الإعلاميين العرب المشاركين في الوفد على تواصلهم ورقي تعاملهم.