منذ عدة أيام اجتمع قادة العالم من مائتي دولة في قمة غلاسكو لمناقشة تغير المناخ والتصدي له، وركزت القمة على كيفية إنقاذ البشرية من تأثيرات التغير المناخي وتناقلت المواقع الإخبارية استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة القمة رقم 48 أي بعد سنتين من الآن ليكون مناسبة خليجية باستضافة العالم بأجمع، ونتوقع من الآن وعلى مدى العامين القادمين أن نرى استعدادات جميع دول مجلس التعاون بالبحوث والدراسات والمبادرات المتنوعة لإلقاء الضوء على موقع دول مجلس التعاون من هذا التحدي العالمي وما هي تداعياته وآثاره على التنمية، وماذا نريد بعد عامين إذ إن العالم كله سيكون بيننا في دولة الإمارات العربية المتحدة في القمة القادمة.
أي مواطن خليجي يتوقع أن يجد الإجابات المقنعة من الكيان الخليجي الذي يجمعنا وهو مجلس التعاون الخليجي ومن أصحاب المعالي وزراء دول المجلس ذوي الصلة بهذا التحدي مثل وزراء البترول والبيئة والصحة والتعليم إلى جانب الجامعات ومراكز البحوث التي يجب من الآن أن تعلن بوضوح وشفافية عن خططها وبرامجها للتصدي لهذا التحدي. ويجب أن نجد ما نقوله للعالم الذي تستضيفه أبوظبي بعد عامين من خطط وبرامج والتزامات تتناسب مع قدراتنا وموقعنا من اقتصاد العالم وأسواق الطاقة وحلم التحول إلى التنمية الخضراء في جميع دول الخليج العربي ضمن منظومة التنمية الشاملة.
ونتطلع إلى دور الشباب من أبناء دول المجلس حيث ان هذا التحدي يمس الأجيال القادمة ويجب أن يكون التحضير لهذه القمة يتناسب مع ما نسعى إلى تحقيقه مستقبلا ويليق بمكانة دول المجلس ومبادراتها التي ينظر إليها العالم. ويجب على كل مواطن خليجي أن يستشعر المسؤولية تجاه هذه المناسبة وحيال هذا التحدي غير المسبوق لأن واجب الضيافة بعد عامين ليس بالأمر الهين ولا يقل عن قدراتنا وإمكانياتنا على خريطة العالم سياسيا وبيئيا وتنمويا وصحيا ولا بد أن تكون الضيافة بالدراسات والبحوث والتطلعات بما يتناسب مع مكانة دول المجلس.
أعتقد أنه آن الأوان لإنشاء مركز خليجي متخصص لدراسة تغير المناخ وليكون مركزا لإجراء البحوث وتنظيم المؤتمرات وإعداد قاعدة المعلومات وتبني ورصد المبادرات وإعداد الأجيال المتخصصة للتصدي العلمي لهذا التحدي الذي يجب أن يكون بعيدا عن الزخم العالمي لمجابهته بالعلم والدراسات التي نملك البنية الأساسية للقيام بها. وأتمنى أن يكون لهذا الاقتراح صداه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لنكون على أتم استعداد للقمة القادمة لتغير المناخ بما يليق بموقعنا الاقتصادي من العالم.