إن المتابع للمواقع الإخبارية والإعلامية المتعددة يلاحظ أن بعض ما ينشر بها يدعو للتساؤل أو الاشمئزاز من زاوية الاعتداء على قيم المجتمع ونشر قيم غريبة وبصفة خاصة من زاوية حقوق الطفل وخاصة بعض الأخبار عن حوادث الانتحار بتفاصيلها المقززة أو حوادث العنف الأسري الشديدة أو حوادث السرقة، وكل هذه التغطيات الإعلامية بالتفاصيل في المواقع لها تأثيراتها المدمرة على سلوكيات الأطفال وصحتهم النفسية، ويجب أن يساهم الإعلام المسؤول في وقف مثل تلك التغطيات التي بلا شك لن تمحى آثارها بسهولة من ذاكرة الطفل وتؤثر على جميع الجهود لنشر القيم الإيجابية.
وقد لا أكون مبالغة لو طلبت من ناشطي حقوق الطفل والمدافعين عنها أن يجروا الدراسات ونشرها عن تأثير الإعلام غير المسؤول على سلوكيات الأطفال، ومن ثم وضع الحلول المناسبة إذ ان ظواهر الانتحار والعنف وغيرها من الحوادث قد تظهر تأثيراتها لاحقا بعد أن يصعب التدخل لحلها، وبينما لدينا قانون لحماية حقوق الطفل والذي يراعي حقوق الأطفال ويبعدهم عن المؤثرات الضارة ومن بينها الإعلام المثير غير الصديق للطفل والذي يتضمن تهديد السلام الاجتماعي بالأخبار والتغطيات غير المسؤولة التي يجب ألا تغيب عن دراسة الواقع الحالي قبل وضع الاستراتيجية وخطط العمل الوطنية للإعلام والشباب التي يجب ألا تغفل عن رصد والتصدي لمثل تلك الأخبار المثيرة؛ لأن كويت المستقبل يجب أن يكون إعلامها مسؤولا وصديقا للطفل وليس دافعا للعنف المتزايد.
وقد يتساءل القارئ عن مغزى نشر خبر عن الانتحار وطريقته في الإعلام أو نشر خبر عن حوادث العنف المنزلي الشاذ أو حوادث أخرى مثلما يعرف بضحية السالمية او غيرها من حوادث العنف المرضي، وما هو انطباع الطفل البريء عندما يقرأ أو يسمع تفاصيل تلك الحوادث الشاذة والتي قد تكون في مجتمعات أخرى مثل حوادث تقطيع الأزواج على أيدي زوجاتهم والتي لا أعتقد أن لها فائدة على الأطفال غير أنها تترك آثارا سلبية وعقدا نفسية قد يصعب علاجها في المستقبل.
فلنعمل على تنقية إعلامنا من تلك الحوادث الشاذة والأخبار المحفزة للعنف لنحمي أطفالنا والأجيال القادمة من كل المؤثرات السلبية على تصرفاتهم وسلوكياتهم ليكون لدينا جيل خال من العقد النفسية، ولا يدعو إلى العنف بكل أنواعه وأشكاله.