عجيبة تلك الاختبارات التي تأتينا في الحياة، من مواقف ووخزات وأحيانا صفعات خصوصا ممن كنا نظن أنهم مقربون، والأعجب أنها تأتي على هيئة طقم كامل «set».
تظن أنه اختبار أو امتحان لشخص واحد فقط، وبمجرد بدئه في حل ذلك الامتحان نجد نفس الورقة قد باشرت في حلها مجموعة أخرى، تجمعت في القاعة نفسها من دون دعوة، لا أهلا ولا سهلا.
لم لا، وما المانع؟ الأسئلة نفسها، التوقيت نفسه وفي القاعة نفسها، لكن عوضا عن نتيجة واحدة تأتيك دفعة من أوراق الإجابات. تقف في منتصف الفصل، تقول: ضعوا الأقلام، اقلبوا الورقة، انتهى الوقت.
تجمع الأوراق، وأحيانا لا تحتاج إلى جمعها. تمكث في تصحيح الإجابات لتصل إلى تلك النتيجة، لم يكونوا هم الهدف منذ البداية بذلك الاختيار، لكن جاؤوا بأنفسهم إلي ليخوضوا اختباري.
رغم قسوة النتائج إلا أنني كنت سعيدا بمعرفة حقيقتهم، صورهم الطبيعية والحقيقية، صور خالية من التكلف أو التصنع، وبكل صراحة أقولها لم تكن تعنيني نتائجهم «البقية».
كل ما كان يهمني نتيجة واحدة فقط لأحدهم، والذي صدمتني إجاباته لأسئلتي، كنت أعيد توزيع الدرجات بعد تصحيحي كل سؤال، فحين تأتي الإجابة خاطئة وأحيانا صادمة أعطيها وزنا صغيرا، وأحول الوزن الأكبر للسؤال الذي يليه، لكن باءت محاولاتي بالفشل، لأنه فشل وبجدارة.