- كوثر الجوعان: المعيار هو الثقافة العامة والكفاءة والجديد في الفكر والإخلاص للوطن لا غير
- د.نورية الخرافي: لدينا العديد من الشخصيات النسائية ذات القدرة العالية على تولي منصب وزيرة
- نجاة الحشاش: التجارب أثبتت قدرة المرأة في مختلف الحقائب التي تولتها
- د.سهام القبندي: من أهم أسباب انخفاض حصص النساء فكر المجتمع الذي يعوّل على تسليم المقاعد القيادية للرجل
دارين العلي
ونحن على ابواب تشكيل الحكومة الجديدة، يتطلع العنصر النسائي في البلاد إلى مزيد من المشاركة في خضم التطورات السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد ولكي تتمكن المرأة من المساهمة في تحقيق الرؤى التي تطمح لها البلاد.
ويرى اغلب الناشطين والناشطات أحقية المرأة بتولي المناصب الوزارية وعدم اقتصارها على امرأة أو اثنتين في ظل وجود كفاءات كثيرة ممن يستطعن تولي دفة القيادة ولديهن القدرة على القيام بعملهن على أكمل وجه.
«الأنباء» استفتت عددا من الناشطات اللواتي أكدن على اهمية توزير المرأة واعطائها الحق في المشاركة في المجالس المعينة مادامت تمنعها عوامل كثيرة من المشاركة في المجالس المنتخبة.
وفي هذا الشأن، دعت الاستاذة في الارشاد النفسي د.نورية الخرافي إلى وجود اكثر من وزيرة في الحكومة المقبلة، خصوصا ان هذا المنصب بالتعيين وليس بالانتخاب تحت شرط الكفاءة والقدرة، مؤكدة ان لدينا العديد من الشخصيات النسائية ذات القدرة العالية على تولي منصب وزيرة.
ولفتت إلى ان التاريخ منذ دخول المرأة الحياة السياسية يشهد على كفاءة وجرأة المرأة الكويتية في تحمل المسؤولية والقيادة بعدة نماذج وزارية وأولها د.معصومة المبارك التي تحملت المسؤولية بالكامل عن حريق مستشفى الجهراء حينها مع العلم أنه قضاء وقدر، الا انها قامت بما يجب عليها في ذلك الوقت، في حين اننا لم نر اي وزير رجل يستقيل من منصبه بسبب حادث حتى اكبر من ذلك.
وكذلك تحدثت عن نماذج مشرفة اخرى كالوزيرة نورية الصبيح التي تجرأت على اتخاذ قرارات لم يسبق ان اتخذها احد الوزراء حين اقفلت مدارس خاصة بسبب عدم كفاءتها وتدني مستواها، وكذلك الوزيرة هند الصبيح التي اثبتت نجاحها وقدراتها واتخذت العديد من القرارات الجريئة وعالجت الكثير من المشاكل سواء في المعاقين أو دور الرعاية، وكذلك الوزيرة جنان بوشهري التي كانت قوية في قراراتها، وكذلك وزيرة الاشغال الحالية د.رنا الفارس تقوم بواجبها على اكمل وجه.
وقالت ان الوزيرات ايضا تصدين لاستجوابات وكانت ردودهن شجاعة ومقنعة وأشاد الاعلام بهذا الأمر.
وشددت على انه لا تكفي وزيرة واحدة في الحكومة المقبلة، فلدينا نساء على مستوى عال من الكفاءة والتعليم والثقافة، ويجب ان يكون هناك على الاقل 4 وزيرات، لافتة إلى ان المرأة لا تنجح في الوصول إلى المجالس التمثيلية لاعتبارات متعددة يعلمها الجميع وهي التكتلات والظروف الخاصة فيها، خصوصا اننا في مجتمع ذكوري لا يدعم المرأة ولكن فرصتها بالتعيين يجب ان تكون اكبر.
نجاح التجربة
بدورها، قالت رئيسة جمعية «السعادة» نجاة الحشاش ان المرأة سجلت تراجعا في حضورها السياسي في انتخابات مجلس الأمة 2020 ولم تتمكن مرشحة واحدة من الفوز بأي من الدوائر الخمس، لافتة إلى انه لا مجال للبحث عن الاسباب التي ادت إلى فشل المرأة في الحصول على كرسي في مجلس الأمة رغم ان النساء يشكلن نحو 52% تقريبا من إجمالي عدد الناخبين (560 ألفا) في عام 2020.
وقالت ان الامر ليس قوة أو ضعف أدائها عندما كانت نائبة في المجلس، مسلطة الضوء على نجاح تجربة المرأة الوزيرة، فالتاريخ السياسي سجل للمرأة الوزيرة نجاحها وثباتها في المواجهة البرلمانية وتمثلت بتجارب صعود المنصة، وتجاوز الاستجوابات وكسب ثقة البرلمان في اكثر من موقف، بينما شهدت بعض الاستقالات التي حملت طابعا من تحمل المسؤولية أو تسجيل موقف ضد الفساد شأنها شأن الوزير الرجل.
وقالت انه من خلال التجارب الناجحة للمرأة الوزيرة والتي مازالت تثبت نجاحها وزيرة الأشغال د.رنا الفارس، فكلنا ثقة ويقين بأن حكومة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد حكومة لديها ثقة كبيرة ونظرة ثاقبة بأن المرأة قادرة على استلام حقائب وزارية تعنى بالتنمية والاقتصاد والتعليم إلى جانب الاسكان والتجارة والمواصلات والاشغال والصحة والشؤون الاجتماعية، وجميعها من الحقائب الوزارية التي أثبتت نجاحها في توليها، معربة عن إيمانها بأن الحكومة ستكون كما عهدناها سباقة بمنح المرأة أكثر من مقعد وزاري.
علامة فارقة
بدورها، عبرت الناشطة السياسية والاجتماعية كوثر الجوعان عن انتقادها للمشهد السياسي، اذ انه في كل مرة وعند تشكيل اي حكومة جديدة يقفز اسم المرأة، ترى هل ستكون وزيرة؟ وكم وزيرة ستحظى بهذا التشكيل؟
وقالت: السؤال نفسه يتكرر اليوم، وتطالعنا تصريحات أو تسريبات صحافية من هنا وهناك بأن التشكيلة الحالية ستتضمن عددا من الوزيرات، مؤكدة أننا لسنا امام وضع أرقام وليست المرأة صورة اعلامية نتباهى بها امام العالم الذي سبقنا بكثير سواء على المستوى العربي أو الدولي.
ولفتت إلى ان ما ان ما تطمح إليه أن تكون تشكيلة الحكومة الحالية علامة فارقة في التاريخ السياسي الكويتي، فالمرأة كالرجل، وبالتالي على سمو رئيس مجلس الوزراء أن يحسن اختيار الوزراء من الجنسين دون أي ضغوط أو مساومات.
واضافت: ان الكويت اليوم والاقليم والعالم أجمع تغير كثيرا وزاد من التغيير ما أفرزته جائحة «كوفيد-19» من السرعة في مواجهة الأزمات ووضع استراتيجيات خاصة في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد، وبرزت التكنولوجيا المتفرعة بشبكاتها العنكبوتية بشكل واضح.
وقالت انه اذا أرادت اي حكومة مواجهة التطورات الحديثة وسرعة التنفيذ والإجابة السريعة لمتطلبات المجتمع أن يكون اختيارها دقيقا جدا في تعيين وزرائها، والى مشاركة جادة فعالة من الطرفين وأن يتم الاختيار على أسس وآليات اختيار واضحة.
واضافت: ان الساحة تشهد بالخبرات المخضرمة والشابة، وعلى سمو الرئيس قراءة المشهد جيدا ـ وأظنه كذلك ـ من تكون لديه قائمة بالمرشحات والمرشحين للوزارة مع السير الذاتية لأدوارهم المجتمعية والعلمية والوطنية وأن يكون الاختيار بالملمتر كما يقال.
وختمت: حينها لا يعنيني ان كان مجلس الوزراء يضم نساء بكامله أو رجالا بكامله أو مناصفة بين الجنسين، المعيار هو الثقافة العامة والكفاءة والجديد في الفكر والجدية في العمل والاخلاص للوطن لا غير.
عناصر جادة
بدورها، قالت استاذة العلوم الاجتماعية د.سهام القبندي إن من أهم الركائز الاساسية في بناء وتطور المجتمعات الحديثة والاقتصادات المتطورة هو انتقاء العناصر الجادة والمبدعة وذات التخصص لإدارة شؤون المجتمع والنهوض به.
واضافت: من الاهمية بمكان أن تحصل المرأة الكويتية على فرص متساوية مع أخيها الرجل، خاصة ان تعداد النساء يفوق الرجال بالاضافة الى أن مسارات الاختصاص والاجتهاد العلمي تؤكد على جدية واخلاص المرأة وتحملها المسؤولية.
وقالت د.القبندي ان من أهم اسباب قلة مشاركة النساء وحصصهن المحدودة للتوزير تعود إلى فكر المجتمع الذي يعول ويركز على تسليم المقاعد القيادية للرجل، مضيفة: آن الاوان أن تتم الاستفادة من الطاقات المتخصصة والتي لها سيرة عملية مشرفة باختصاصها لتشارك المرأة في قيادة مجتمعها.