رحب وكيل التربية القطري د.إبراهيم النعيمى بالمعلمين الكويتيين للعمل في مدارس قطر وبتعيينهم دون اختبارات. وقد تناولت وسائل التواصل الاجتماعي هذا الخبر وكثرت التعليقات حوله ما بين مؤيد ومعارض، وقد انصبت جميع الآراء حول الإغراءات المادية ورواتب المعلمين المرتفعة في قطر الشقيقة، وشعر العامة بأن السبب المادي هو السبب الأول الذي سيدفع المعلم الكويتي للعمل هناك.
المعلم خط أحمرالمعلم الكويتي في الكويت يتمتع بكادر مادي مغر، ويتمتع بسمات إدارية تتعلق بالإجازات الدورية التي تجعل من مهنة التدريس مهنة مناسبة للمرأة بالدرجة الأولى، كما أن الوظائف الإشرافية متاحة للجميع، وفي حالات كثيرة يعتذر المعلم الكويتي عنها برغبته مفضلا التدريس عن الإشراف.
والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا يفكر المعلم الكويتي في الهجرة إلى بلد خليجي ليعمل به وهو لا ينقصه المال بعد أن تنعم بكادر المعلمين؟
الإجابة من أهل الميدان حتما مختلفة تماما عما جاءت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالمعلم الكويتي يحتاج إلى الاهتمام والثقة من مديره، ويحتاج إلى التعامل الإنساني بعيدا عن الشخصانية وعن الشللية.
المعلم الكويتي يحتاج إلى الفزعة من مديره والدفاع عنه إذا ما تعرض لأذى أو لاتهام من طالب أو من ولي أمر. فغالبا ما يحدث العكس، حيث يقف المدير بجانب ولي الأمر ضد المعلم، معلنا له أن الزبون على حق، وأن من واجبه أن يقف إلى جانب ولي الأمر ويصدقه ويعاقب المعلم ويحوله للتحقيق إرضاء لولي الأمر.
فيشعر المعلم الكويتي بالظلم وبانهيار هيبة المعلم الذي أصبح يخاف من الطالب ومن ولي الأمر، والمدير بدوره يخاف من ولي الأمر ويجامله على حساب المعلم وعلى حساب كرامة المعلم حتى لا يتقدم ولي الأمر بشكوى ضد المدرسة عند وزارة التربية.
ومن هنا نقول إن المعلم يجب أن يكون «خطا أحمر»، لابد من الوقوف بجانبه وعدم القبول بالاعتداء عليه، ولابد من الدفاع عنه وحمايته.
التفرقة العنصريةعندما يفكر المعلم الكويتي بالهجرة حتما ليس السبب ماديا بقدر ما هو معنوي بالدرجة الأولى، فالمعلم يشعر بالغصة بسبب التفرقة العنصرية، حيث يتعامل مديره مع بعض المعلمين المقربين له بطريقة مختلفة عن طريقة معاملة مديره له، فهؤلاء المقربون للمدير يتمتعون بامتيازات مختلفة حيث يسمح لهم بالاستئذان دون التسجيل في دفتر الاستئذان، ويسمح لهم بالحضور متأخرا دون توقيع تأخير ولا تعطي لهم حصصا في آخر اليوم الدراسي ويحصلون على تقدير امتياز لأنهم المقربون إلى قلب المدير ويحصلون على الأعمال الممتازة لأنهم الأحبة أو لأنهم الأقربون للمدير.
باختصارنقول إن هجرة المعلم الكويتي لوطنه تعود لأسباب معنوية بعيدة كل البعد عن الأسباب المادية.
فالمعلم الكويتي يحتاج إلى التقدير ولا شيء غير التقدير فهو بحاجة إلى أن يشعر بكرامته وبأنه صاحب قرار وأنه ثقة لتربية الأجيال، وألا يكون في وضع المتهم البريء.