- العلي: عدم الإغلاق يعكس منهجية حكومية شاملة للتعامل مع تطورات أي متحوّرات جديدة
- السلمي: الانخفاضات فرصة مواتية للشراء وبناء المراكز الاستثمارية.. «من رحم الأزمات تولد الفرص»
علي إبراهيم
أكد اقتصاديان، في تصريحات لـ «الأنباء»، أن استجابة الأسواق على اختلافها لمتحور «أوميكرون» جاءت بصورة مبالغ فيها، إذ إن ما حدث لا يتناسب مع الخبرات التي اكتسبت من التعامل مع فيروس كورونا على مدار ما يقارب العامين.
وقالا إن بداية انتشار كورونا وما شهدته الأسواق عند بدء الجائحة كان أقل وطأة مما شهدته مؤخرا، وذلك على الرغم من الاختلاف التام في الصورة العامة وآليات التعاطي مع الفيروس ومواجهته، إذ إنه قبل عامين لم يكن معروفا ماهية كورونا وكيفية التعامل معه، إلى جانب عدم توافر اللقاحات، ولكن في الوقت الراهن ومع كثرة التحورات باتت لدينا خبرات كثيرة على مستوى العالم في التعامل مع الوضع، ناهيك عن توافر أنواع مختلفة من اللقاح، إلا أن التجاوب مع المتحور جاء برد فعل أشد وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات، حول حقيقة الوضع.
وشدد الاقتصاديان على ضرورة أن تنتبه الحكومات والمنظمات عند الإعلان عن التغيرات في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، ليكون الإعلان بصورة أكثر ذكاء للحفاظ على الأسواق والاقتصاد، إذ إن تصدير واقع تحور الفيروس بصورة سلبية تكون عواقبه وخيمة على الاقتصاد ككل، وجاءت نص تصريحات الاقتصاديين كما يلي:
بداية، قال وزير التجارة والصناعة الأسبق د.يوسف العلي إن الكويت باتت تمتلك الخبرة اللازمة للتعامل مع متغيرات فيروس كورونا بآليات تختلف تماما عما اتبعته في بداية الجائحة، إذ بادرت أول من أمس بإعلانها أنها لن تعتمد نموذج الإجراءات الصحية فقط، بل أكدت أنها لن تلجأ للإغلاق، وهو ما يعني وجود نظرة حقيقية للتبعات الاقتصادية، ويعكس وجود منهجية حكومية شاملة للتعامل مع أي متغيرات وتطورات لأي متحورات جديدة لكورونا.
وأكد العلي أن العاملين في القطاع الصحي عالميا يعلنون متغيرات الجائحة بتحذيرات وإجراءات صحية فقط دون النظر إلى المتغيرات الاقتصادية كونهم غير معنيين بها، وهو ما يؤثر على سلوك الأفراد والمستثمرين بصورة تتناسب مع طبيعة المعلومات المعلنة عن تحور الفيروس مثلما أعلن عن «أوميكرون» ما أوجد مخاوف من وجود إجراءات مشابهة لما حدث في بداية مواجهة الجائحة.
وذكر أن السياسة التي تم التعامل بها مع جائحة كورونا يغلب عليها طابع الترهيب، وهو ما انعكس على سلوك الكثير من الأفراد بأنواع من «الوساوس»، ناهيك عن أن أخبار الصحة العالمية تركت أثرا مباشرا على سلوك المستثمرين الذين باتوا يغيرون من استراتيجياتهم التقليدية ويستهدفون بناء مراكز استثمارية في القطاع الصحي كونه «الحصان الرابح» في زمن كورونا، وهو الأمر الذي يواكبه تخارجات من قطاعات تقليدية وعمليات شراء وتركز في قطاعات أثرت عليها كورونا إيجابا. ولفت العلي إلى أن الخبرات التي اكتسبت في مواجهة فيروس كورونا منذ بدء الأزمة لم تترك أثرا إيجابيا في التعامل مع الإعلان عن وجود متحور جديد أشد فتكا، فجاءت كل مؤشرات أسواق الأوراق المالية حمراء، بالإضافة إلى الهبوط الكبير في أسعار النفط والذي يدعم هبوطه عوامل أخرى، إلا أنه تساءل «إذا كانت هذه استجابة الأسواق لمتحور جديد انتشر في منطقة جغرافية محدودة، فكيف سيكون الأثر إذا كان الانتشار بصورة أكبر؟».
وقال العلي لا بد أن يكون هناك وعي من الأفراد والمستثمرين بالمتغيرات وعدم الهلع مع أي أخبار جديدة إذ إن توافر اللقاحات والخبرات بعد التعامل مع فيروس كورونا على مدار أكثر من عام ونصف العام، تكفل توفير بيئة آمنة وعدم العودة إلى المربع صفر مجددا.
أسعار النفط
من جهة أخرى، قال د.يوسف العلي إن الانخفاض الملحوظ في أسعار النفط لا يخضع فقط لعامل الإعلان عن نسخة جديدة من كورونا، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تسببت في ذلك، وهي كالتالي:
1 ـ موقف أميركا و«أوپيك بلس»: إذ إن المطالبات الأميركية لـ «أوپيك+» بتخفيض أسعار النفط ورفع معدلات إنتاج دول «أوپيك»، وصولا إلى قيام الولايات المتحدة بسحب نحو 50 مليون برميل من احتياطيها النفطي في مواجهة ذلك.
2 ـ الطلب الموسمي: إذ إن معدلات الطلب لتغطية احتياجات فصل الشتاء الأكثر استهلاكا للمنتجات النفطية تم تلبيتها والانتهاء منها قبل أشهر، وان ما يطلب حاليا هو العقود الآجلة لتلبية احتياجات فصل الربيع وتكون بمعدلات أدنى من سابقتها ما يخفض الطلب بالفعل فيزيد المعروض.
3 ـ قرب اجتماع «أوپيك+»: إذ سيعقد اجتماع «أوپيك+» نهاية نوفمبر ومطلع ديسمبر المقبل وسط ضبابية في المشهد واتخاذ القرار.
بدوره، أوضح رئيس مجلس الإدارة في اتحاد شركات الاستثمار صالح السلمي أن استجابة الأسواق لأخبار متحور كورونا «أوميكرون» جاءت بصورة مبالغ فيها، إذ إن معدلات الهبوط في الأسواق وأسعار النفط شهدت نسب انخفاض تفوق التراجعات التي واكبت الإعلان عن انتشار فيروس كورونا نفسه في بداية الأزمة.
وقال السلمي إنه في ظل أجواء المستقبل المجهول مع بداية انتشار فيروس كورونا، ونظرا لعدم معرفة ماهيته في بداية الجائحة أو عدم توافر أي لقاحات لمواجهته لم تنخفض الأسواق بالصورة التي رأينها أخيرا، وهو الأمر الذي يدفعنا للتوقع بأن تكون استجابة الأسواق للمتحور الجديد أقل وطأة مما حدث بداية الأزمة، خصوصا في ظل توافر اللقاحات وتنوعها حاليا، ناهيك عن اكتساب الدول والأفراد الخبرات اللازمة للتعامل مع مثل ذلك الوضع، ولكن ما حدث هو العكس.
وأكد السلمي أنه دائما في ظل الأزمات تتولد الفرص، موضحا أن استجابة الأسواق المبالغ فيها لـ «أوميكرون» خفضت أسعار النفط بنسبة تصل إلى 13% والعديد من أسواق الأوراق المالية بنسب وصلت إلى 5% انخفاضا وهو ما يعد فرصة مواتية للشراء وبناء مراكز استثمارية جديدة. وأشار السلمي إلى أن استجابة الأسواق للأخبار الجديدة عن «أوميكرون» أمور لا يمكن التحكم فيها من قبل أفراد كون الأفراد هم أول المستجيبين والمتأثرين بالأخـبار المتداولة، مبينا في الوقت ذاته أن مـهمة الحكومات والمنظمات الإعلان عن التغيرات في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد بصورة أكثر ذكاء للحفاظ على الأسواق والاقتصاد، إذ إن تصدير واقع تحور الفيروس بصورة سلبية تكون عواقبه وخيمة على الاقتصاد ككل.