- إيران على بعد أسابيع من المخزون الكافي لصنع قنبلة نووية
تعود القوى العالمية وإيران إلى فيينا اليوم في محاولة أخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، غير أنه لا يتوقع تحقيق انفراجة في الوقت الذي تستمر فيه أنشطة إيران الذرية فيما يبدو أنها محاولة لكسب أوراق في مواجهة الغرب.
وذكرت وكالة انباء «الطلبة» الإيرانية شبه الرسمية، أن فريق التفاوض بقيادة علي باقري كني عقد اجتماعات ثنائية وثلاثية في فيينا على هامش المحادثات التي تنطلق اليوم.
وقال الديبلوماسي محمد رضا غايبي للوكالة إن «الفريق الإيراني عقد اجتماعات امس وامس الاول على مستوى الخبراء مع رؤساء فريقي التفاوض الروسي والصيني وكذلك مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا».
وحدد فريق التفاوض الإيراني الجديد مطالب يرى ديبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون أنها غير واقعية. ويصر الإيرانيون على إسقاط جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ 2017 بما فيها العقوبات التي لا ترتبط ببرنامجها النووي، وبالتوازي تزايدت الخلافات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب برنامجها النووي.
وقال ديبلوماسي غربي مشارك في المحادثات «يبذلون ما يكفي من الناحية التقنية حتى يمكنهم تغيير علاقتهم الأساسية مع الغرب لكي يصبحوا قادرين على إجراء حوار قائم بدرجة أكبر على المساواة في المستقبل».
وقال ديبلوماسيان أوروبيان إن طهران تحاول ببساطة كسب الوقت لزيادة ما لديها من مواد وخبرات نووية.
ويقول الدبلوماسيون الغربيون إنهم سيقبلون على محادثات اليوم مفترضين أنهم يستأنفون المحادثات من حيث توقفت في يونيو الماضي. وقد حذروا من أنه إذا استمرت إيران في مغالاتها وأخفقت في إعادة التعاون مع الوكالة الذرية فسيتعين عليهم إجراء مراجعة سريعة لخياراتهم.
وكرر كبير المفاوضين ووزير الخارجية الإيرانيين الجمعة الماضي أن رفع العقوبات الكاملة هو الأمر الوحيد المطروح على المائدة في فيينا.
وعلق أحد الديبلوماسيين الأوروبيين بالقول «إذا كان هذا هو الموقف الذي تستمر إيران في التشبث به فلا أرى حلا عن طريق التفاوض». ونوه عدد من الديبلوماسيين بأن إيران لا يفصلها الآن سوى ما بين أربعة الى سبعة أسابيع عن الوقت الذي تحتاجه لتخزين مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية واحدة رغم أنهم أكدوا أنها لايزال أمامها عامان قبل أن تتمكن من تحويلها إلى سلاح قابل للاستخدام.
في الغضون، استبق المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي جولة المفاوضات بالقول إنه من المرجح أن تمارس الولايات المتحدة وشركاؤها ضغوطا على إيران إذا استغلت المحادثات كذريعة لتسريع برنامجها النووي.
وقال مالي امس في مقابلة بثتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، انه «إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها استغلال هذا الوقت لتعزيز قوتها ثم تعود وتقول إنها تريد شيئا أفضل، فلن ينجح ذلك. وسنفعل نحن وشركاؤنا كل ما لدينا لعدم حدوث ذلك».
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ان «إسرائيل قلقة للغاية من الاستعداد لرفع العقوبات والسماح بتدفق مليارات (الدولارات) على إيران مقابل قيود غير مرضية على الصعيد النووي».
وإذا انهارت محادثات فيينا فالأرجح أن تحدث مواجهة في البداية بين الولايات المتحدة وحلفائها من جانب وإيران من جانب آخر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل وذلك بالدعوة لعقد اجتماع طارئ.
غير أنهم سيرغبون أيضا، وهم يسعون في البداية لبحث خيارات ديبلوماسية بديلة، في محاولة الحفاظ على دعم روسيا التي تملك نفوذا سياسيا لدى إيران وكذلك الصين التي توفر لطهران دعما اقتصاديا من خلال مشتريات النفط.
ويقول الديبلوماسيون إن أحد التصورات التي طرحتها واشنطن هو التفاوض على اتفاق مؤقت مفتوح مع طهران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم.
ومع ذلك يقول الديبلوماسيون ذاتهم إن ذلك سيستغرق وقتا وليس من المؤكد أن إيران ترغب في ذلك.