حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ظهور متحورة فيروس كورونا الجديدة «أوميكرون» يمثل خطرا «مرتفعا للغاية» على مستوى العالم، لكنها شددت على أن معدل انتقال العدوى بها ومدى خطورتها لم يتضحا بعد.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن أوميكرون التي رصدت أول مرة في جنوب القارة الافريقية كانت «متحورة مختلفة بدرجة كبيرة تحتوي على عدد مرتفع من التحورات.. بعضها مقلق وقد يكون مرتبطا باحتمال الهروب المناعي وزيادة انتقال العدوى».
وحذرت في مذكرة تقنية من أن «احتمال انتشار أوميكرون بشكل إضافي على المستوى العالمي كبير». لكنها أكدت أن أي وفيات لم تسجل بعد جراء أوميكرون.
ولفتت إلى أنه حتى وإن ثبت أن المتحورة ليست أخطر أو مميتة أكثر من سابقاتها، إذا كانت تنتقل بسهولة أكبر فستتسبب بمزيد من الإصابات والضغط على الأنظمة الصحية، ما يعني المزيد من الوفيات.
وقالت المنظمة «إذا أدى أوميكرون إلى انتشار حاد آخر لكوفيد-19، فستكون العواقب وخيمة»، وخلصت إلى أن «تقييم الخطر العالمي المرتبط بالمتحورة الجديدة المقلقة أوميكرون مرتفع للغاية». كما حضت على تسريع حملة التطعيم ضد كوفيد، خصوصا في أوساط الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر.
لكنها حذرت من منع السفر، معربة عن قلقها من أن يكون حظر السفر من دول كانت أول من رصد المتحورات قد يكون غير منصف ويثني السلطات عن مراقبة تطور الفيروس.
وحثت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في توصية فنية للدول الأعضاء وعددها 194 دولة على الإسراع بتطعيم الفئات ذات الأولوية و«التأكد من وضع خطط لتخفيف الأزمات» للحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في أحدث توجيهاتها أنه يتعين على الدول استخدام «نهج يستند إلى المخاطر لتعديل إجراءات السفر الدولية في الوقت المناسب». وأضافت أنه سيتم تقديم المزيد من النصائح.
وقالت «من المتوقع إصابة الأشخاص المطعمين بلقاحات كورونا بالمتحور الجديد وإن كان بنسبة محدودة».
في هذه الأثناء، وعد الرئيس الصيني شي جينبينغ افريقيا بمليار جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 لها على شكل تبرعات أو دعم للإنتاج المحلي. وقال خلال مداخلة افتراضية في منتدى التعاون الصيني -الافريقي «في إطار مكافحة كوفيد-19، ستزود الصين افريقيا مليار جرعة من اللقاحات الإضافية، 600 مليون منها على شكل تبرعات و400 مليون جرعة أخرى بأشكال أخرى، عبر تأسيس وحدات انتاج لقاحات، على سبيل المثال».
وفي سياق الاجراءات الاحترازية التي تتخذها العديد من الدول، أعلنت اليابان أمس إغلاق حدودها أمام جميع الوافدين الأجانب الجدد، لتنضم إلى قائمة متزايدة من الدول الساعية لتحصين نفسها من المتحورة الجديدة.
وأفاد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بأن بلاده «في وضع أقوى من غيرها في مواجهة المتحورة أوميكرون»، مشيرا إلى أن السكان يضعون الكمامات طوعا ويلتزمون بالمجمل قواعد الوقاية.
كما أعلنت الفلبين أنها ستعلق مؤقتا خطط السماح للسياح المطعمين بالكامل بالدخول، في مسعى لمنع انتشار المتحورة في بلد مازال معظم سكانه غير ملقحين.
وكانت مانيلا تأمل في إعادة إحياء اقتصادها المتضرر عبر السماح بدخول السياح الملقحين اعتبارا من الأربعاء.
وتسود ضبابية بشأن مدى سرعة انتقال العدوى بأوميكرون ومدى مقاومتها للقاحات الموجودة حاليا.
ونشرت مستشفى «بامبينو جيزو» المرموقة في روما أول «صورة» تظهر المتحورة الجديدة، وأكدت أنها تحتوي على نسخ أكثر بكثير من تلك الموجودة في دلتا، لكنها لفتت إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة أنها أخطر.