سلطان العبدان - عبدالعزيز المطيري
قال النائب السابق د.فيصل المسلم: أتقدم بخالص التقدير إلى أصحاب العواطف النبيلة طوال فترة غربتنا حيث كانت بحق بمنزلة وطن لنا في الغربة، فنتقدم بعظيم الامتنان للدعوات المخلصة التي سمعنا بها وكانت في أنفسنا دون أن نعرف أصحابها لكن يعرفهم من هو أكرم هو الله عز وجل، وكانت خير زاد.
وأضاف المسلم خلال حفل الاستقبال الذي اقامه مساء أمس بمناسبة عودته من تركيا وشموله بمرسوم العفو: أتقدم بالشكر الجزيل لكل من زارنا وتواصل معنا وذاد عن قضيتنا، راجيا وجه الله ونصرة الحق رغم ما كان يلحق به من أذى، مبينا أنه لحق بالبعض أذى ورغم كل ذلك كان في الصدارة.
وتابع: أشكر الجميع وأود أن أسميهم بأسمائهم وأعجز أن أوفيهم حق الثناء، فاللهم اجزهم عنا خير الجزاء بنعيم الدنيا وجنة الآخرة.
وقال: إن بواعث الوفاء وهذا الاستقبال العظيم بدأت منذ الإعلان عن استخدام المادة 75 من الدستور.
وأكد أن هذا الوفاء والاستقبال العظيم إنما يدل على مدى ثقتكم وحسن ظنكم، وأرجو الله أن أكون عند حسن الظن وأهلا لتلك الثقة، إنها ثقة عالية وأمانة عظيمة وهي أمانة ثقيلة على كل من يدرك معناها، ومن أعظم الأمانات ما يتعلق بثقة شعب ومصير بلد ويحمل صاحبها الكثير من المسؤوليات، أمانة أقسمنا على حفظها مهما تعاظمت الأثمان.
وتابع: لم نقل كلمة ولم ندفع ثمنا ولا هانت تضحية إلا صونا لهذه الثقة ودفاعا عن تلك الأمانة فهذا واجبنا تجاهها، وقد أخرجنا من بلدنا بغير حق وأبعدنا عن أهلنا بغير ذنب وما نقموا منا إلا لإصرارنا على صون هذا الشعب وعدم تفريطنا فيه حتى لو تضاعفت تكاليفه ولن نفرط فيها أبدا.
وتابع المسلم: لقد كانت قضية دخول المجلس حدثا تاريخيا واستثنائيا وعلامة فارقة في تاريخ هذه الدولة الكريمة العظيمة وشعبها الأبي العزيز، ويعلم الجميع أبعاد تلك القضية التي كانت بحق رد فعل طبيعيا ومستحقا على حجم الفساد الصارخ الذي لم ينكره أحد.
وتابع: عجز البعض عن تشويه صورتنا وعجزوا أن يشوهوا هذه العلامة الفارقة وأبطالها المؤمنين بها، وليس المحكومين فقط بل كل من حمل المبادئ وكل من واجه الفساد.
وأكد أن الفساد تغلغل اليوم في مؤسسات الدولة ويقوم بتحطيمها من الداخل وتتكشف فصول هذا الفساد المهول كل يوم، وتتكشف فضائح تحبط الآمال، وحق البلد أن نسير على الطريق السليم وهو حفظ هذا البلد.
وقال المسلم: عشرات من الأحداث وسنوات طوال قبلها ونحن نواجه الفساد بكل رقي وتفهم لكن بلغ الأمر مداه، فأراد الشعب أن يعبر عن وطنيته تجاه العبث بالمال العام.
وأضاف المسلم ان تلك المرحلة كانت من أسوأ المراحل، فالفساد كان في أزهى عصوره، محاربا لكل شريف ووطني ومخلص وصادق، اتهمنا زورا وبهتانا بتعطيل التنمية وغيبنا عن وطننا وأبعدنا عن أهلنا وأحبابنا فهل تحققت التنمية بإبعادنا؟! وهل انتهت الأزمة بغيابنا؟!
وأكد أن غياب التنمية نتيجة طبيعية للفساد الذي يدمر الأمم، إما أن يواجه ويضرب رموزه وإما سيقضي على الجميع، وهذه حالة عامة لا ترتبط بموقع أو اسم وأشخاص، فهو وباء إن لم يواجه أكل الأخضر واليابس، لذلك حتما هو فرض عين على كل مواطن مواجهته وهو السبب الرئيسي للازمة والتأزيم الذي يعيشه البلد ولن ينتهي بإقصاء المخلصين الصادقين.
وقال إن الملاحقات السياسية التي تعرضنا لها لم تكن تعبر عن ممارسات دولة المؤسسات والدستور والقانون التي كنا ندافع عنها، وإنما كانت ملاحقات صنعتها وزرعتها الدولة العميقة، دولة الفساد ورموزه وتحاول توظيفها لمصلحتها وخدمة لنفوذها وأجنداتها. وبين ان هذه الدولة العميقة لا يمكن أن تحقق التنمية أو تحترم الدستور أو القانون وكل نتائجها ويشهد بها الجميع هو الفساد ومزيد من تحطيم المؤسسات وتعطيل التنمية بل هي الخطر الحقيقي على الدولة.
وأضاف: إذا كان هناك أي التزام تضمنه هذه الترتيبات سواء كان معلنا أو خفيا فهو لا يلزمني بشيء وأنا غير ملزم به، وأؤكد لن نخضع للفاسدين والله خير حافظا، ولا نمن على البلد بالتضحية والولاء ولا يتصور أحد أننا نريد المساس ببلدنا وقلتها في أول استجواب نحن معارضة للأداء ولسنا معارضة للحكم.
وزاد بقوله: صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد اللياقة واللباقة تفرض علي الشكر لاستخدام حقك في المادة 75 من الدستور بالعفو الخاص بإيقاف العقوبة وبشكل كريم وشكرا جزيلا يا سمو الأمير.
وقال المسلم: بالقيم تحيا الأوطان وتدوم والاستقبال العظيم الذي تشرفنا به بدأ منذ الإعلان عن استخدام المادة 75 من الدستور.
وتابع: وصل الأمر إلى استخدام سحب الجناسي وتهديد الهوية الوطنية وكل ذلك على حساب البلد والشعب وهذه المآسي هي الوجه الآخر لممارسات الدولة العميقة، والفساد هو السبب الرئيسي للتأزيم، والأزمة التي يعيشها البلد وهو دمار للأمم، فإما أن يواجه أو سيأكل الأخضر واليابس، والفساد عاش في أزهى عصوره لمحاربة المصلحين واتهمنا زورا وبهتانا بتعطيل التنمية.. فهل تحققت التنمية بإبعادنا؟!